الشهر ولياليه وخرجوا منه وجهروا إلى مأمهم، وانضاف إلى الفتوح السلطانية والمعاقل الإسلامية، ورتب فيه من الرجال كفايته، وحمل اليه من السلاح وآلته. ومدة منازلته ثلاثة عشريوما متوالية لم تفتر فيها العزمات ولا قصرت العساكر فى المراماة حى تمكتت من نواصيه وتوقلت أعلى صياصيه ، وقال بعض الأفاضلفى ذلك :
يا مليك الأرض بشرا
ك فقد نلت الإرادة
ان هكار بقيتا
هى عكا وزيادة
ورحل السلطان عنه وتوبجه إلى ساخل طرابلس، فنزل المرج، وأنفق فى العساكر نفقة كاملة، ولما فرع من النفقة أمر العساكر فلبسوا العدد، وادرعوا الجواشن والخحوذ، وأخنوا أهبة الحرب، وسار بهم نحو ذلك الدرب. فسمع صاخب طرابلس بقدوم العساكر وانصيابهم كالسيل الهامر، فخامره الظيش، ولم يصف له العيش . ولما دنوا إليها وداروا عليها، أوسل يسال الهدتة ويلتمس بالصلح المتة، فأجيب إلى مراده، وقررت المهادنة على يلاده . وفى هذا الوقت حدث بدمشق سيل عظيم فى شهر شوال، فشال ما مز به من الأشجار والأحجار ، وأغرق كثيرا من الحيل والجمال والأعيار ال وملأ الخندق وارتفع فى السور قدر رمح، وأهلك خخلقا كثيرا، ثم نضب من يومه ويقال إن غدة من فلك به يناهز عشرة آلف نفس. وتوجه السلطان إلى دمشق، وأقلم بها يويمات (.....) منها فى العشر الآخر من شوال وسار إلى القرين، ونازله . ولما نصب المحجانيق ( عليه وأخذت باشورته، سأل أمله أمانا: فأمنهم وأخرجهم وسرحهم إلى مأمهم نحيث أن لا يحملوا معهم سلاحا ولا مالا. وأمر السلطان بهدم القلعة، فهدمت، ثم لبس العساكر وتوجه إلى عكا، فسال أهلها الدنة ، فأجييوا، وسار عائدا إلى الديار المصرية وفى هذه السنة توفى المحبر هيثوم ضاحب سيس بعد انقطاعه وترهبه.
صفحہ 72