ذلك . وفيها ورد إليه كتاب نوغاى من بلاد بركه مخبرا بدخوله فى ال دن الاسلام، ومشتملا على صدر التودد والسلام، محتملا على الوفاق والالتثام . فأكرم السلطان قاصده، وكتب إليه كتابا ينضمن من الشكر جزءأوافرا، ومن الثناء نشرأ عاطرا ، وأعظم بشراه فيه ، وحضه على جهاد الطائفة الكافرة الى فى الشرق بما يعزمه . وفيها جهز الشوانى لغزو البحر، نسفرت صحبة رؤساء الخلافة، ومقدم البحر لقصد قرس فوافت النمسونوالليل قد عسس. فقصدت الميناء، فاعترضها دوتها شعاب لم يعلموها ولسواد الدجنة لم ينظروها . فاقتضيت المقادير آنها تكسرت واحدا بعد واحد، والفرنج إذ ذاك بالمراصد، فأخنوها وأسروا من كان فيها من الرؤساء والقواد ورجال الملاحة والجهاد. وكتب صاحب قيرس إلى السلطان كتابا تخره بأن شوانى مصر وصلت إلينا وتهجمت علينا، وكسرتها الريح على الجبال، وأخذتاها ومن فيها من الرجال . فأرسل السلطان إليه جوابا مقعا، وكلاما ممتعا يعرفه فيه أنه [إن) كان قد أخذ السفائن، فقد أخذت من أخذت من أصحابه المدائن، وإن كان قد تمكن من قرايا مكسورة فقد حصل التمكن من ضياع أهله وقرى معمورة، وأعمل الحيلة فى استنقاذ الرؤساء، وضرب لذلك مهام الأراء، ورحل إلى حصن عكار، ومهد الطرقات لطلوع المنجنيقات وآلات الحصار، ونازلته العساكر باجتهاد متواتر، فجد أهله فى القتال والمراماة والنصال، واستشهد عليه الأمير ركن الدين منكورس الدوادارى ، أصابه حجر وهو يصلى فى خيمثه، فمات شهيدا من ساعته . واشتد الحصار، وأخذت التقوب تحت الأسوار، ورأى أهله جيوشا لا طاقة هم بقتالا : وأمورا لا قدرة لهم باحتماها وصهاما قد أصمت بنبالها، ومجاتيق تتطاير الصواعق من خلالها، فطلبوا الأمان، فأجابهم السلطان، وصعدت الصناجق إلى أعاليه، وسلموه فى آخر أيام
صفحہ 71