ودخلت سنه سبعين وستمائة :
فيها توجه السلطان إلى الكرك على البرية، ومها الى شيزر وحمص وحص الأكراد وحصن عكار، فكشفهم ودخل إلى دمشق، فوردت إليه الأخبار بغارة التتار على حارم صحبة مقدم يسمى صمغار. فكتب إلى الديار المصرية مع البريدية إلى الأمير بدر الدين بيسرى أن يستصحب من أقوياء الجند، ثلاثة آلاف فارس مزاحة آعذارهم، ويسبر بهم اليه. فتجهز المذكور وخرج بالعدة المطلوبة من يومه. وأصبحوا سائرين، وحدوا مسيرهم مسرعين، فوصلوا دمشق فى اثى عشر يوما، وفى اثناء ذنك اتصلت غارات صسغار ومن معه من التتار، فنزلوا حماعة محارم، وارتكبوا كثيرا من المحارم، فتأخر نائب حلب بمن معه من العسكر إلى حماة، وقلق أهل دمشق وجفلوا . فلما وصل الأمير بدر الدين بيسرى من معه من العساكر، خرج السلطان من دمشق، وسار إلى حلب وجرد إلى كل جهة أمير أوعسكرا، وجرد الحاج علاء الدين / طيبرس الوزيرى والأمير عيسى بن مهنا الى يرعش وحران وما بينهما. فصادفهما حماعة من التار، فقتلوهم وانكف صغار وانكفأ. وراق الشام لسكانه وصفا، وكان الفرتج قد تحركوا بالساحل، وأغاروا على قاقون بالقارس والراجل. فلما عادت العساكر من البلاد الحلبية راجعة إلى البلاد المصرية . فرق الفرنج وتفرقوا وغربوا من حيث أشرقوا، ووصل السلطان إلى الديار المصرية فى نعمة ظاهرق ونصرة
صفحہ 73