{فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام}
استثمر من هذا أمران:
الأول: أن الراضي بالكفر والفسق كالفاعل؛ لأن الله تعالى أضاف العقر إليهم لما رضوا به والعاقر واحد.
والأمر الثاني: أن التأجيل في الشفعة ونحوها يقدر بثلاثة أيام، وهذا وجه قول القاسم، والمؤيد بالله، والمنصور بالله معهما، وكذا أجل المرتد، وتأجيل من يدعي أن له شهودا غيبا، وقد منع المدعي من السفر، وطلب الكفيل.
وقال الهادي: تجوز الزيادة في أجل الشفيع إلى العشر إن رآه الحاكم؛ لأنه يندفع بذلك المضرة.
قوله تعالى:
{ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ}
لهذه الآية ثمرات وهي:
أن حصول الولد المختص بالفضل نعمة .
وهلاك العاصي نعمة؛ لأن البشرى قد فسرت بولادة إسحاق كما في آخر الآية، وهي قوله تعالى:{فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} وفسرت البشرى بهلاك قوم لوط.
ومنها: استحباب إنزال المسرة على المبشر؛ لأن الملائكة - عليهم السلام- أرسلهم الله بذلك.
ومنها : أنه يستحب للمبشر تلقي ذلك بالطاعة لله تعالى شكرا على ما بشر به، وحكى الأصم : أنهم جاءوه في أرض له يعمل فيها، فلما فرغ غرز مساحته وصلى ركعتين.
ومنها : أن السلام مشروع، وأنه ينبغي أن يكون الرد أفضل؛ لأن سلام الملائكة بالنصب وسلام إبراهيم بالرفع، وذلك يقتضي الدوام والثبوت .
ومنها: استحباب المبادرة إلى إكرام الضيف؛ لأن إبراهيم -عليه السلام- بادر إلى ذلك، وفي الحديث عن النبي : ((لا تشغلنكم النوافل عن إيناس الضيف)).
صفحہ 58