قائلا قد علم المملوك ما نبه عليه مولانا من أمر البيت الذي أراد أن يكنسه من القصيدة وقد كان المملوك مشغوفا بهذا البيت مستحليا له معجبا به معتقدا أن قافية بيته أميرة ذلك الشعر وسيدة قوافيه وما أوقعه في الكنس إلا ابن المعتز حيث يقول:
وقوامي مثل القناة من الخط ... وخدي من لحيتي مكنوس
والمولى يعلم أن المملوك لم يزل يجري خلف هذا الرجل ويتعثر ويطلب مطالبه فتتعسر عليه وتتعذر وما مال المملوك إلا إلى طريق من ميله إليه طبعه ولا سار إلا إلى من دله عليه سمعه ورأى المملوك أبا عبادة قد قال:
ويا عاذلي في عبرة قد سفحتها ... لبين وأخرى قبلها للتحبب
تحاول مني شيمة غير شيمتي ... وتطلب مني مذهبا غير مذهبي
وقال:
وما زارني إلا ولهت صبابة ... إليه وإلا قلت أهلا ومرحبا
فعلم المملوك، أن هذه طريقة لا تسلك، وعقيلة لا تملك، وغاية لا ندرك ، ووجد المملوك أبا تمام قد قال:
سلم على الربع من سلمى بذي سلم
صفحہ 25