له ميل إلى هلاكه لأنه لما استشاره السلطان صلاح الدين في ضربه قال الكلب يسكت ثم ينبح قال فيسجن قال: يرجى له الخلاص قال فيقتل قال كذا الملوك إذا أرادوا شيئا فعلوه ونهض فأمر بصلبه مع الغرماء فلما أمسكوه مروا به على باب الفاضل فلما رآه مقبلا قام ودخل إلى بيته وأغلق الباب فقال الفقيه عمارة:
عبد الرحيم قد احتجب ... إن الخلاص من العجب
نكتة أدبية قال ابن سناء الملك من أبيات:
صليني وهذا الحسن باق فربما ... يعزل بيت الحسن منه ويكنس
فوقف القاضي الفاضل رحمه الله على هذه القصيدة وكتب إلى ابن سناء الملك من جملة فصل، وما قلت هذه الغاية إلا وتعلمني أنها البداية ولا قلت هذا البيت آية القصيدة، إلا وتلي ما بعده وما نريهم من آية أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون ولا عيب في هذه المحاسن إلا قصور الأفهام وتقصير الأنام وإلا فقد لهج الناس بما تحتها ودنوا ما دونها والقصيدة فائقة في حسنها بديعة في فنها ولكن بيت يعزل ويكنس أردت أن أكنسه من القصيدة فإن لفظه الكنس غير لائقة بمكانها انتهى. فأجاب ابن سناء الملك
صفحہ 24