ووجدته أيضا قد قال:
خشنت عليه أخت بني خشين
فاشمأز من هذا اللفظ طبعه، واقشعر منه فهمه، ونبا عنه ذوقه، وكان سمعه يتجرعه ولا يكاد يسيغه، ووجد هذا المبدع السيد عبد الله بن المعتز قد قال:
وقفت بالربع أشكو فقد مشبهه ... حى بكت بدموعي أعين الزهر
لو لم أعرها دموع العين تفسحها ... لرحمتي لا ستعارتها من المطر
وقد قال:
قدك غصن لا شوك فيه كما ... وجهك شمس نهاره جسدك
فوجد المملوك طبعه إلى هذا المر مائلا وخاطره في بعض الأحيان عليه سائلا فنسج عن هذا الأسلوب وغلب على خاطره مع علمه أنه المغلوب وحبك الشيء يعمي ويصم فقد أعماه حبه وأصمه إلى أن نظم تلك اللفظة في تلك الأبيات تقليدا لابن المعتز قالها وحمل أثقالها وهي زلة تغتفر في جنب حسناته وأما المملوك فهي عورة ظهرت في أبياته فأجابه الفاضل بقوله ولا حجة فيما احتجه بابن المعتز عن الكنس في بيته فإنه غير معصوم من الغلط ولا يقلد إلا في الصواب فقط وقد علم ما ذكره
صفحہ 26