106

مدة من الزمان وأباح نسخه لمن سأله إذ هو من ظاهر ما تعبدكم الله به وأول ما ينبغى لكم أن تعلموه لتستعملوا ما فيه ثم رباكم مدة حولين بلطائف الحكمة كرضاع الولد ثم كشف لكم عن باطن ظاهر ما تعبدكم الله به من ظاهر دينكم وهو إن شاء الله تعالى يرقيكم مرقاة بعد أخرى على قدر الواجب لكم ومن لم يعلم ما علمه من ظاهر دينه فهو أحرى ألا يعلم باطنه وأنتم الآن متعبدون بالستر والكتمان لما فتح لكم من التأويل إلى أن يرتضى ولى الله منكم من يطلق له ذلك كما أخذ فى ذلك عليهم عهد الله وميثاقه فحافظوا ذلك من أنفسكم فهذا مثل قوله لا تخفض الجارية حتى تبلغ سبع سنين وذلك فى الباطن خفض المستجيب بعد أن يتجاوز هذه الحدود السبعة ويطلع على باطن التنزيل ألا يرتفع من ذات نفسه إلى إذاعة شيء منه حتى يؤذن له فى ذلك ويطلق، جعلكم الله ممن يرعى ما استرعاه ويحفظ ما استحفظه ويقوم بفرضه ويؤدى أمانته، وصلى الله على أفضل بريته محمد صلى الله عليه وسلم نبيه وعلى الأئمة من ذريته وسلم تسليما، حسبنا الله ونعم الوكيل.

المجلس العاشر من الجزء الثانى: [فى ذكر التنظف]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله خالق ما خلق على غير مثال سبق وصلى الله على محمد نبيه والأئمة من ذريته، إن القلوب كما قال على بن أبى طالب صلى الله عليه وسلم أوعية وخيرها أوعاها فاقبلوا بقلوبكم أيها المؤمنون لتعى بما تسمعون فإن الوعاء إذا انكفأ لم يع شيئا وإن عظم وجفأ وقد سمعتم من تأويل ما فى كتاب الدعائم إلى ما يتلوه من الكلام:

ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ليأخذ أحدكم من شعر صدغيه ومن عارضى لحيته ورجلوا اللحى واحلقوا شعر القفا واحفوا الشوارب واعفوا البال وقلموا الأظفار ولا تشبهوا بأهل الكتاب ولا يطيلن أحدكم شاربه ولا عانته ولا شعر جناحيه فإن الشيطان يتخذها مجاثم[1] يستتر بها ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يترك عانته فوق أربعين يوما.

وعن على صلى الله عليه وسلم أنه قال خذوا من شعر الصدغين ومن عارضى اللحية وما جاور العنفقة من مقدمها.

وعن أبى جعفر محمد بن على صلى الله عليه وسلم أنه قال أحفوا الشوارب فإن بنى أمية لا تحفى شواربها فظاهر ذلك كله من السنة وطهارة الفطرة ومن النظافة

صفحہ 152