ترقیم و علامات فی لغۃ عربیہ
الترقيم وعلاماته في اللغة العربية
اصناف
فلما وصل الرسول الثاني إلى ذلك الملك، وقرأ عليه ما كتب إليه به الإسكندر في أمر ذلك الرسول، أنكر ذلك الحرف الذي أنكره الإسكندر. وقال للمترجم: ضع يدك على هذا الحرف. فوضعها. فأمر أن يعلم بعلامة. وقال: إني أجل ما وصل عن الملك أن أقطعه بالسكين، ولكن ليصنع هو فيه وفي قائله ما شاء.
وكتب إلى الإسكندر: إن من أس المملكة صحة فطرة الملك؛ وأس الملك صدق لهجة رسوله: إذ كان عن لسانه ينطق، وإلى أذنه يؤدي.
فلما عاد الرسول إلى الإسكندر، دعا برسوله الأول، وقال: ما حملك على كلمة قصدت بها إفساد ما بين ملكين ؟ فأقر الرسول أن ذلك كان منه لتقصير رآه من الملك. فقال له الإسكندر: فأراك لنفسك سعيت لا لنا! فلما فاتك بعض ما أملت مما لا تستحقه على من أرسلت إليه، جعلت ذلك ثأرا توقعه في الأنفس الخطيرة الرفيعة.
ثم أمر بلسانه، فنزع من قفاه.
وكأنه رأى إتلاف نفس واحدة أولى من إتلاف نفوس كثيرة، بما كان يوقعه بين الملكين من العداوة وكثير من الإحن وضغائن الصدور.
عن كتاب التاج للجاحظ وعن صبح الأعشى
المثال الثالث
قيل: ورد أبو طالب الجراحي، الكاتب (ولم يكن في عصره أكتب ولا أفضل منه) إلى الري، قاصدا حضرة ابن العميد. فلم يجد عنده قبولا، ولا رأى عنده ما يحب. ففارقه وقصد أذربيجان. وصار إلى ملكها، وكان فاضلا لبيبا. فلما اختبره وعرف فضله، سأله المقام عنده، وأفضل عليه. فأقام لديه على أفضل حال. فكتب إلى ابن العميد يوبخه على جهل حقه وتضييعه لمثله. فمن جملة الكتاب: «حدثني: بأي شيء تحتج إذا قيل لك: لم سميت الرئيس؟ وإذا قيل لك: ما الرياسة. أتدري ما الرياسة؟ الرياسة: أن يكون باب الرئيس مصونا في وقت الصون، ومفتوحا في وقت الفتح؛ وأن يكون مجلسه عامرا بأفاضل الناس؛ وخيره واصلا إلى كل أحد؛ وإحسانه فائضا؛ ووجهه مبسوطا؛ وخادمه مؤدبا؛ وحاجبه كريما طلقا؛ وبوابه لطيفا؛ ودرهمه مبذولا؛ وطعامه مأكولا؛ وجاهه معرضا؛ وتذكرته مسودة بالصلات والجوائز والصدقات. وأنت، فبابك لا يزال مقفلا؛ ومجلسك خاليا؛ وخيرك مقنوطا منه؛ وإحسانك غير مرجو؛ وخادمك مذموم؛ وحاجبك هرار؛ وبوابك شرس الأخلاق؛ ودرهمك في العيوق؛ وتذكرتك محشوة بالقبض على فلان، واستئصال فلان، ونفي فلان. فبالله عليك! هل عندك غير هذا؟ ولولا أن أكون قد دست بساطك وأكلت من طعامك، لأشعت هذه الرقعة! ولكني أرعى لك حق ما ذكرت. فلا يعلم بها إلا الله وأنت. ووالله! ثم والله! ثم والله! ما لها عندي نسخة، ولا رآها مخلوق غيري، ولا علم بها. فأبطلها أنت، إذا وقفت عليها، وأعدمها. والسلام على من اتبع الهدى!
عن كتاب الفخري في الآداب السلطانية
هوامش
نامعلوم صفحہ