ترقیم و علامات فی لغۃ عربیہ
الترقيم وعلاماته في اللغة العربية
اصناف
1 - الترقيم وعلاماته في اللغة العربية
2 - اصطلاحات في كيفية رسم بعض الحروف ووضع الحركات واختزال بعض الكلمات والجمل الدعائية الشائعة الاستعمال
1 - الترقيم وعلاماته في اللغة العربية
2 - اصطلاحات في كيفية رسم بعض الحروف ووضع الحركات واختزال بعض الكلمات والجمل الدعائية الشائعة الاستعمال
الترقيم وعلاماته في اللغة العربية
الترقيم وعلاماته في اللغة العربية
تأليف
أحمد زكي
الفصل الأول
الترقيم وعلاماته في اللغة العربية
نامعلوم صفحہ
تمهيد
دلت المشاهدة وعززها الاختبار على أن السامع والقارئ يكونان على الدوام في أشد الاحتياج إلى نبرات خاصة في الصوت أو رموز مرقومة في الكتابة، يحصل بها تسهيل الفهم والإدراك عند سماع الكلام أو قراءة المكتوب.
ولقد شعرت الأمم التي سبقت في ميادين الحضارة بهذه الحاجة الماسة، فتواضع علماؤها على علامات مخصوصة لفصل الجمل وتقسيمها حتى يستعين القارئ بها - عند النظر إليها - على تنويع الصوت بما يناسب كل مقام من مقامات الفصل والوصل أو الابتداء إلى ما هنالك من المواضع الأخرى التي يجب فيها تمييز القول بما يناسبه من تعجب أو استفهام، أو نحو ذلك من الأساليب التي تقتضيها طبيعة المقال.
وأول من اهتدى لذلك رجل من علماء النحو، من روم القسطنطينية، اسمه أرسطوفان، من أهل القرن الثاني قبل الميلاد. وكان شأنه في هذا السبيل شأن كل من يتنبه لأمر من الأمور في مبدئه. ثم توفرت أمم الإفرنج من بعده على تحسين هذا الاصطلاح وإتقانه إلى الغاية التي وصلوا إليها في عهدنا الحاضر، مما يكاد يكون نهاية الكمال في هذا الباب.
فلقد أصبح الطفل، إذا قرأ في أحد الكتب الإفرنجية، لا يتلعثم ولا يتردد في التلاوة؛ بل يكون مماثلا للشيخ العالم، سواء بسواء. وإنما يقاس الاختلاف بين المبتدئ والمنتهي بدرجة المحصول من العلم الذي يبنى عليه مقدار الفهم. والفضل في ذلك راجع إلى تلك العلامات التي تواضعوا عليها، لتسهيل القراءة على كل إنسان توصل إلى بسيط المعرفة بأشكال الحروف وتركيبها، بعضها مع بعض، وإلى طريقة النطق بالكلمات التي تتألف منها.
أما القارئ باللسان العربي فلا يزال مضطرا، رغم أنفه، إلى التعثر والتسكع على الدوام، وإلى مراجعة نفسه بنفسه، إن كان قد أوتي شيئا من العرفان. وعلى كل حال، نرى أنه مهما بلغت درجته من العلم، لا يتسنى له في أكثر الأحيان أن يتعرف مواقع فصل الجمل وتقسيم العبارات، أو الوقوف على المواضع التي يجب السكوت عندها. فهو يصل في الغالب رأس الجملة اللاحقة بذيل الجملة السابقة، ونحو ذلك مما يشهد به الحس ويؤيده العيان.
فكانت النتيجة عندنا إخلال القارئين - ولو كانوا في طليعة المتعلمين - بتلاوة عبارة، قد تكون سهلة في ذاتها؛
1
بل كثيرا ما تراهم عاجزين عن إعطاء الكلام حقه من النبرات التي يقتضيها كل مقام؛ بل إننا لو اختبرنا طفلا عربيا لوجدناه يحسن القراءة بلغة أجنبية، أكثر مما يتوصل إليه، مع الكد والجد، فيما يحاوله من قراءة العبارات المكتوبة بلغة أمه وأبيه.
ولقد طالما فكر الغيورون على اللغة العربية، العاملون على تسهيل تناولها، في تلافي هذا الخلل الفاضح، وتدارك هذا النقص الواضح، خصوصا بعد امتزاج الأمم بعضها ببعض، وشيوع اللغات الأجنبية في بلادنا؛ فرأوا أن الوقت قد حان لإدخال نظام جديد في كتابتنا الحالية - مطبوعة أو مخطوطة - تسهيلا لتناول العلوم، وضنا بالوقت الثمين أن يضيع هدرا بين تردد النظر وبين اشتغال الذهن في تفهم عبارات كان من أيسر الأمور إدراك معانيها، لو كانت تقاسميها وأجزاؤها مفصولة أو موصولة بعلامات تبين أغراضها وتوضح مراميها.
نامعلوم صفحہ
فشرعوا يستعملون في مطبوعاتهم ومخطوطاتهم الرموز الخاصة بالإفرنج، ولكن على غير أصول مقررة أو قواعد ثابتة. فنشأ عن ذلك كثير من الخلط والارتباك؛ لأنهم لم يتمشوا في هذا العمل على وتيرة واحدة معروفة عند جميع القارئين على السواء. ولذلك لم يأت مسعاهم بالفائدة التامة التي توخوها، وإن كان لهم فضل كبير في الشعور بوجوب هذا الإصلاح، والعمل على الوصول إليه بقوتهم الذاتية الفردية، لا تجمعهم رابطة يرجعون إليها أو قاعدة يعتمد الناس عليها.
بقيت الحال على هذا المنوال في ديار مصر، وهي الملاذ الأخير للغة العرب، والموئل الكبير لعلومهم وآدابهم.
وأما البلاد العربية الأخرى، فالأمر فيها أشد وأنكى.
حتى إذا أشرقت علينا أنوار هذا العصر العباسي المجيد، أخذت اللغة في الانتعاش، خصوصا عندما أقرت الحكومة الخديوية المصرية إحياء الآداب العربية.
وكان من كمال التوفيق أن أتاح الله للهيمنة على نظارة المعارف العمومية، والإشراف على إحياء الآداب العربية، سعادة النابغة المفضال أحمد حشمت باشا. فقد أخذ، منذ تقلد زمام هذه النظارة، في إعادة اللغة العربية إلى مكانتها الطبيعية من الرجحان في جميع المدارس الأميرية، كما أخذ يتحرى الأسباب الموصلة إلى إحياء الآداب العربية في أجمل شكل، وعلى أحسن مثال.
وكان من باكورة أعماله في هذا الإحياء أن عهد إلى واضع هذا، بمباشرة طبع الجزء الأول من كل من الموسوعتين الحافلتين الموسومتين «نهاية الأرب في فنون الأدب» للنويري، و«مسالك الأبصار، في ممالك الأمصار» لابن فضل الله العمري.
ولقد أشار سعادة أحمد حشمت باشا بتدارك النقص الحاصل في تلاوة الكتابة العربية؛ وطلب استنباط طريقة لوضع العلامات التي تساعد على فهم الكلام، بفصل أجزائه بعضها عن بعض، ليتمكن القارئ من تنويع صوته؛ تبعا لأغراض الكاتب، وتوضيحا للمعاني التي قصدها، ومراعاة للوجدان الذي أملى عليه.
واشترط (حفظه الله) أن يكون ذلك الاصطلاح بطريقة منطقية مضبوطة منطبقة على القواعد والأصول المقررة للوقف والابتداء، في اللغة العربية.
فبدأت بمراجعة الكتب العربية التي وضعها النابغون من السلف الصالح في الوقف والابتداء، مثل: «القول المفيد في علم التجويد» و«منار الهدى في الوقف والابتدا» و«كتاب الوقف والابتداء» للإمام السجاوندي وشروح «المقدمة فيما يجب على القارئ أن يعلمه» و«الإتقان في علوم القرآن» و«البحث المعروف في معرفة الوقوف»
2
نامعلوم صفحہ
للداني و«كتاب الوقوف» للشاطبي
3
وغيرها من الأمهات الموضوعة في هذا الباب.
ثم رجعت إلى ما تواضع عليه الإفرنج في هذا المعنى، من كتب النحو ومعاجم اللغة المستفيضة بين الناس. فكانت نتيجة البحث مما يقر الخاطر، ويسر الناظر؛ فقد وجدت، من حسن الحظ، أن الاصطلاحين يمكن التوفيق بينهما في أهم المواضع، وفي أكثر المقامات دورانا في الكلام.
ذلك بأنني تحققت أن الأسلوبين لا يختلف بعضهما عن بعض إلا في جزئيات طفيفة، يمكن العربية أن تستغني عنها.
وبيان ذلك أن العرب - حينما هبوا لأخذ قسطهم من التقدم والارتقاء - ابتدءوا بالكتابة على طريقة سهلة ساذجة. فكان من كتابتهم قبل البعثة النبوية ما هو موصول الكلمات بعضها ببعض. فقد ورد «أنهم وضعوا كتابا واحدا وجعلوه سطرا واحدا موصول الحروف كلها غير متفرق».
4
ثم فصلوا الكلمات بعضها عن بعض في عصر النبوة، ولكن الحروف بقيت خالية من نقط الإعجام التي تميز الحروف المتشابهة بعضها عن بعض، كما كانت خلوا أيضا من علامات الشكل التي تميز الحركات والسكون. وذلك إنما كان لفصاحة القوم الغريزية وفطانتهم الفطرية.
فلما اتسعت الدائرة، أحس أهل الرأي منهم بوجوب العمل على إصلاح أول. فوضعوا علامات الشكل نقطا بمداد أحمر فوق الحرف أو تحته أو على شماله. ثم رأوا بعد ذلك كثرة التصحيف، فوضعوا هذه النقط - مفردة أو مثناة أو مثلثة - فوق حروف وتحت حروف أخرى. ثم بدا لهم بعد ذلك أنه لا يتيسر لكل إنسان وجود مدادين عند الكتابة، فضلا عما هنالك من ضياع الوقت، وإمكان تطرق الخلط، فعدلوا عن الشكل بطريق النقط، فوضعوا علامات الشكل المستعملة الآن. فكان إصلاحا ثالثا.
ثم جاء الطور الرابع - طور الكمال - فوضعوا علامات خطية مختزلة من بعض الحروف أو من بعض الكلمات، للدلالة على مواضع الوقف بأنواعه، وعلى مواقع الفصل، وعلى مكان الانتهاء، أى حيث يحسن السكوت التام. وأطلقوا على هذا الاصطلاح الراقي اسم: «الوقف والابتداء». فوضع القوم للوقف الاختياري حروفا ونقطا وخطوطا يمتاز بها السكون والإشمام والروم والتضعيف، كما وضعوا علامات لفظية وخطية لكل من أنواعه الأربعة (الاستثباتي والإنكاري والتذكري والترنمي). وكذلك نص أئمة المسلمين على تنويع الصوت في الكلام: تحذيرا وتبشيرا إلخ. ونص سيبويه على أن العربي، لحرصه على بيان الحركة في آخر كل كلمة سأله عنها، كان يعقبها بلفظة (يا فتى). وبهذه الوسيلة كان سيبويه يستدل على أن الكلمة مصروفة ومجراة، لم يكن في وسع إمام النحاة أن يعلم إن كانت تلك الكلمة مجراة أم لا .
نامعلوم صفحہ
غير أن معاشر الكاتبين بالعربية لم يراعوا ذلك الاصطلاح النافع، مراعاة تامة، اللهم إلا في كتابة المصحف الشريف، دون سواه. وكأنهم ضنوا بالوقت، وتطلبوا الإسراع والتعجيل في سائر أنواع الكتابة، فأهملوا هذه العلامات. ولكن بعض العلماء ما زالوا محافظين في كتبهم على وضع الحركات الدالة على الشكل، وجاراهم نفر من النساخين الذين اتخذوا الأمانة رائدا لهم في أعمالهم، وتوخوا تسليمها للخلف كما وصلت إليهم.
أما السواد الأعظم من العلماء والنساخين فقد أهملوا هذا الشكل، بل تراخوا في وضع النقط، نقط الإعجام ذاتها. فكان ذلك الإهمال المزدوج مثارا للإبهام والالتباس بين الناس، على ما هو مشهور عند العارفين، من طلبة العلم والبحاثين.
حتى لقد تطرق الخلل إلى كثير من نفس الألفاظ والمسميات، فأصبحت الكلمة الواحدة فيها قولان فأكثر، من جهة وضع النقط على حروفها؛ وقولان فأكثر، من طريق التلفظ بحركاتها وسكناتها.
فلما ظهرت الطباعة العربية، زادت الحال إشكالا وتعقيدا. وهذا معظم الكتب بين أيدينا، نرى الصحائف فيها مسودة مطموسة بالكتابة من أولها إلى آخرها، بلا فاصل بينها يستريح عنده النظر أو اللسان. وهو أمر طالما أحس الناس بمضاره المتعددة، وحال دون التيسير في الفهم أو الوصول إلى المطالب المقصودة.
وأشد ما يظهر هذا النقص في معاجم اللغة (قواميسها) وفي كتب الأدب، وفي أسفار التاريخ، ونحوها. بحيث إن الباحث يضيع عليه كثير من وقته إلى أن يظفر بضالته؛ بل قد يمر بنظره على موضع الحاجة، ولكنه قد لا يقف عليه، أو لا يكاد يهتدي إليه، إلا من كان له صبر وممارسة، وهم القليل من القائمين بشئون التعليم، والمتوفرين على البحث والتنقيب.
أنعمت النظر في هذه الأسباب، الداعية إلى الخلل والاضطراب، ورأيت أن أحسن علاج لها هو إحياء الكثير من القواعد التي قررها علماء اللغة العربية، لبيان مواضع الوقف والابتداء؛ ورأيت من المفيد استعمال العلامات الإفرنجية، وإضافة رموز أخرى عليها، مما تدعو إليه طبيعة التركيب في الكلام العربي.
وإنما جنحت إلى هذا التوفيق بين القواعد العربية وبين العلامات الأجنبية، لتوحيد العمل، وتقليل الكلفة ، وتسهيل السبيل: خصوصا أن هذه العلامات قد شاع استعمالها في المدارس والمطبوعات والمخطوطات العربية في عصرنا هذا.
وفضلا عن ذلك، وجدت بعض هذه العلامات قد استعملها النساخون المصريون في كثير من الكتب العربية، كما تشهد به الآثار المحفوظة بدار الكتب الخديوية، وكما تشهد به الآثار المنقولة بطريق التصوير الشمسي التي ستتخذ أساسا لإحياء الآداب العربية.
وفوق ذلك، قد استخدمها الأتراك في مطبوعاتهم، خصوصا جرائدهم السيارة.
وأهم الدواعي التي قضت بالتعويل على هذه العلامات، أن التلاميذ المصريين في جميع المدارس الأميرية والأهلية والأجنبية يتعلمون هذه العلامات، أثناء تلقيهم اللغات الأجنبية. فلو اخترت علامات أخرى، لكان ذلك العمل موجبا للتهويش (التشويش) على الطلبة، ولا سيما حديثي العهد منهم بالدراسة. وفي ذلك ما فيه، مما يتحتم تلافيه.
نامعلوم صفحہ
فلهذه الأسباب كلها، رأيت وجوب الاعتماد على هذه العلامات، بعد تعديل وضعها، بحيث يمكن كتابتها بالقلم العربي: مراعاة لحركة اليد في الكتابة، من اليمين إلى اليسار.
وقد اصطلحت على تسمية هذا العمل ب «الترقيم»؛ لأن هذه المادة تدل على العلامات والإشارات والنقوش التي توضع في الكتابة وفي تطريز المنسوجات. ومنها أخذ علماء الحساب لفظة «رقم وأرقام» للدلالة على الرموز المخصوصة للأعداد. فنقلناها نحن لهذا الاصطلاح الجديد، لما بينهما من الملابسة والمشابهة.
وعندي أنه لا موجب لاستعمال هذه العلامات في كتابة القرآن الكريم؛ لأن علماء القراءات - رحمهم الله - قد تكفلوا بالإشارة إلى ما فيه الغناء والكفاية فيما يختص به. وربما كان الأوفق عدم استعمالها أيضا في كتابة الحديث الشريف، لأن تعليمه حاصل بطريق التلقين، وأما روايته فلا بد فيها من الدراية أيضا.
ولي أمل شديد في أن يكون من وراء هذا الصنيع الجديد فائدة للسان العربي وأهله، بفضل الله وكرمه. إنه عليم بالنيات، وهو المستعان على تحقيق الغايات!
أحمد زكي
سكرتير مجلس النظار (1) علامات الترقيم
الترقيم هو وضع رموز مخصوصة، في أثناء الكتابة، لتعيين مواقع الفصل والوقف والابتداء وأنواع النبرات الصوتية والأغراض الكلامية، في أثناء القراءة.
علامات الترقيم هي: (1)
الشولة: وعلامتها هكذا ،
ومعناها في اللغة شوكة العقرب . اخترنا هذا الاسم للتشابه الحاصل بينهما في الصورة، كما اختاره علماء الفلك من العرب، للدلالة على ذنب البرج المعروف ببرج العقرب، من باب التشبية أيضا. (2)
نامعلوم صفحہ
الشولة المنقوطة ؛ (3)
النقطة . (4)
علامة الاستفهام ؟ (5)
علامة الانفعال ! (6)
النقطتان : (7)
نقط الحذف والإضمار ... (8)
الشرطة - (9)
التضبيب « »
والتضبيب من اصطلاحات علماء الحديث ومعناه عندهم: وضع الحديث الشريف بين علامتين تشبهان الضبة لكي يتميز عما عداه من الكلام. (10)
القوسان ( )
نامعلوم صفحہ
تنبيهان أساسيان
أولا:
من هذه العلامات ما لا يجوز وضعه مطلقا، لا في أول السطر ولا في أول الكلام، وهي ، ؛ . : ؟ ! » )
ثانيا:
أما بقية العلامات فيجوز وضعها أينما وقعت. (2) بيان القواعد اللازم مراعتها في استعمال علامات الترقيم (2-1) قواعد الفصل
ينقسم الكلام العربي، من حيث الترقيم، إلى قسمين كبيرين: القطع، والوقف. (1)
فأما القطع فهو فصل عبارات يتألف من مجموعها غرض خاص عن عبارات غرض آخر مثله، فصلا تاما مميزا.
وعلامة كتابة كل غرض خاص ممتاز، هي أن يبتدأ بكتابته من أول السطر.
وأول السطر لا بد أن يترك قبله بياض، بقدر إصبع.
ويلحق بذلك (فيما يتعلق بالابتداء من أول السطر فقط) تعديد الجزئيات والأقسام المهمة. (2)
نامعلوم صفحہ
أما الوقف فأقسامه الممكنة ثلاثة:
5 (أ)
الوقف الناقص. (ب)
الوقف الكافي. (ج)
الوقف التام. (أ) الوقف الناقص
6
هذا الوقف يكون بسكوت المتكلم أو القارئ سكوتا قليلا جدا، لا يحسن معه التنفس.
وعلامة هذا الوقف شولة ، وتوضع فيما يأتي:
أولا:
بين المفردات المعطوفة، إذا قصرت عبارتها وأفادت تقسيما أو تنويعا.
نامعلوم صفحہ
مثال ذلك: (1)
الكلام ثلاثة أقسام: اسم، وفعل، وحرف. (2)
حرمت عليكم أمهاتكم، وبناتكم، وأخواتكم، وعماتكم، وخالاتكم ... الآية. [النساء: 23]
ثانيا:
بين المفردات المعطوفة، إذا تعلق بها ما يطيل عبارتها.
مثال ذلك:
لا يستحق الاحترام كل رجل لا يقرن القول بالعمل، وكل صانع لا يتوخى الإتقان، وكل شريف يسلك سبيل التهم.
ثالثا:
بين الجمل المعطوفة القصيرة، ولو كان كل منها لغرض مستقل.
مثال ذلك: (1)
نامعلوم صفحہ
المعروف قروض، والأيام دول، ومن توانى عن نفسه ضاع، ومن قاهر الحق قهر. (الإمام علي) (2)
الشمس طالعة، والنسيم عليل، والطيور مغردة، والأزهار ضاحكة.
رابعا:
بين جمل الشرط والجزاء ، أو بين القسم وجوابه (فيما إذا طالت جملة الشرط أو جملة القسم)، أو نحو ذلك.
مثال ذلك: (1)
إن قدرت أن تزيد ذا الحق على حقه وتطول على من لا حق له، فافعل. (الأدب الكبير لابن المقفع) (2)
لو أن واحدا أتاني بحديث واحد من أحاديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم
لم يبلغني، لملأت فاه ذهبا. (معجم الأدباء لياقوت) (3)
لولا ما رسمت لنا الأوائل في كتبها وخلدت من عجيب حكمتها، لقد بخس حظنا من عمل سلفنا. (الجاحظ) (4)
نامعلوم صفحہ
لئن أنكر المرء من غيره ما لا ينكر من نفسه، لهو أحمق. (حكمة مأثورة)
خامسا:
قبل ألفاظ البدل، حينما يراد لفت النظر إليها أو تنبيه الذهن عليها.
مثال ذلك:
في هذا العام المبارك، عام 1329 هجرية، بدأت نهضة مباركة في ديار مصر بإحياء الآداب العربية. ومثل هذه اللغة، لغة العلم الحضارة، تكون حياتها مقدمة لنشأة جديدة لأهلها.
سادسا:
بين جملتين مرتبطتين في اللفظ وفي المعنى. كأن كانت الثانية صفة أو حالا أو ظرفا للأولى، وكان في الأولى بعض الطول.
مثال ذلك: (1)
شاهدت موكب الجناب العالي الخديوي، وهو يسلك شارع عابدين، يوم الخميس الماضي. تحف به الفرسان، كالهالة حول القمر. (2)
كادت السيارة أمس تدوس طفلا، يظهر أنه أصم.
نامعلوم صفحہ
سابعا:
لحصر الجمل المعترضة.
مثال ذلك:
وإذا سكرت فإنني مستهلك
مالي، وعرضي وافر لم يثلم
عنترة العبسي
ولو أن ما أسعى لأدنى معيشة
كفاني، ولم أطلب، قليل من المال
امرؤ القيس
ومهما يكن عند امرئ من خليقة
نامعلوم صفحہ
وإن خالها تخفى على الناس، تعلم
المتنبي
7 (ب) الوقف الكافي
ويكون بسكوت المتكلم أو القارئ سكوتا يجوز معه التنفس.
علامته الشولة المنقوطة ؛ ومواقعه بين كل عبارتين فأكثر، يكون بينها ارتباط في المعنى لا في الإعراب. وكذلك في أحوال التقسيم والتفصيل التي يطول فيها الكلام، قليلا أو كثيرا.
وأهم هذه المواقع هي:
أولا:
بين الجمل المعطوف بعضها على بعض، إذا كان بينها مشاركة في غرض واحد.
مثال ذلك:
خير الكلام ما قل ودل؛ ولم يطل فيمل.
نامعلوم صفحہ
حكمة مأثورة
ثانيا:
قبل المفردات المعطوفة التي بينها مقارنة أو مشابهة أو تقسيم أو ترتيب أو تفصيل أو تعديد أو ما أشبه ذلك.
مثاله: (1)
وجدنا الناس قبلنا كانوا أعظم أجساما، وأوفر مع أجسامهم أحلاما؛ وأشد قوة، وأحسن بقوتهم للأمور إتقانا؛ وأطول أعمارا، وأفضل بأعمارهم للأشياء اختبارا. فكان صاحب الدين أبلغ في أمر الدين، علما وعملا، من صاحب الدين منا؛ وكان صاحب الدنيا على مثل ذلك من البلاغة والفضل. (الأدب الكبير لابن المقفع) (2)
اغنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك؛ وصحتك قبل سقمك؛ وفراغك قبل شغلك؛ وغناك قبل فقرك؛ وحياتك قبل موتك. (محاضرات الراغب) (3)
كان بديار مصر أبراج للحمام الرسائلي الذي ينقل البطائق في أجنحته من مدينة إلى أخرى. منها: برج بقلعة الجبل بالقاهرة، وهو المركز العام الذي ينطلق منه الحمام إلى سائر الجهات؛ وأبراج بطريق الشام، بمدينة بلبيس،
8
والصالحية، والفرما، وغزة، وغيرها؛ وأبراج بطريق الإسكندرية، في المدن الواقعة على الفرع الغربي لنهر النيل؛ وأبراج لخدمة الصعيد، إلى أسوان.
9
نامعلوم صفحہ
وإلى عيذاب. (عن صبح الأعشى ببعض تصرف)
ثالثا:
قبل الجملة الموضحة أو المؤكدة لما قبلها.
مثال ذلك: «ولكن أكثر الناس لا يعلمون؛ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا». [الروم: 6، 7] (ج) الوقف التام
ويكون بسكوت المتكلم أو القارئ سكوتا تاما مع استراحة للتنفس.
وعلامته النقطة المربعة (.) وتوضع في نهاية كل جملة مستقلة عما بعدها في المعنى والإعراب. مثال ذلك: (1) «مصر كنانة الله في أرضه. من أرادها بسوء قصمه الله.» (حديث شريف) (2)
قال أعرابي لأبيه: يا أبت! إن كبير حقك علي لا يبطل صغير حقي عليك. والذي تمت به إلي، أمت بمثله إليك. ولست أزعم أنا سواء؛ ولكن لا يحل لك الاعتداء. (زهر الآداب للحصري) (3)
وعظ أعرابي ابنا له، أفسد ماله في الشرب، فقال: لا الدهر يعظك، ولا الأيام تنذرك. والساعات تعد عليك. والأنفاس تعد منك. وأحب أمريك إليك أردهما للمضرة عليك. (زهر الآداب للحصري) (2-2) الوصل بين أجزاء الكلام
قاعدة عامة
الوصل بين أجزاء الكلام يكون فيما عدا المواضع المذكورة قبل؛ فلا يصح الوقف على جزء جملة لا يكمل به المعنى . ولذلك يجوز الوصل في بعض الأحوال التي توضع فيها الشولة، دون ما عداها من العلامات التي سبق شرحها. (2-3) علامات النبرات الصوتية وتمييز الأغراض الكلامية
نامعلوم صفحہ
توجد علامات تتردد بين الأقسام السابقة، ولكنها تمتاز بأحوال مخصوصة من الكلام.
وهذه العلامات هي: (أ)
علامة الاستفهام للدلالة على الجمل الاستفهامية. وعلامتها ؟ في آخر الجملة، سواء كانت مبدوءة بحرف من حروف الاستفهام أم لا.
مثال ذلك:
هل أتاك حديث الغاشية ؟ [الغاشية: 1]
أإنك لأنت يوسف ؟ [يوسف: 90]
الجاهل عدو نفسه. فكيف لا يكون عدو غيره؟
حكمة
أنت أيضا لا تدري مزايا الآداب العربية، ووجوب التعاون على إحيائها، لاستعادة مجدنا أولا ولمسابقة الأمم الحاضرة في ميادين الحضارة؟
صديقي هو الذي يرميني بهذه المسبة؟
نامعلوم صفحہ
سمعت أبا علي بن البناء ببغداد قال: ذكرني أبو بكر الخطيب في التاريخ بالصدق أو بالكذب؟ فقالوا: ما ذكرك في التاريخ أصلا.
معجم الأدباء لياقوت
حكي لابن بشر الآمدي أن ابن علان قاضي القضاة بالأهواز ذكر أنه رأى قبجة
10
وزنها عشرة أرطال. فقال: هذا محال. فقيل له: ترد قول ابن علان؟ قال: فإن قال ابن علان: إن على شاطئ جيحون نخلا يحمل غضارا صينيا
11
مجزعا بسواد، أقبل؟
معجم الأدباء لياقوت
ملاحظة: يشترط أن لا يكون الاستفهام معلقا، أو معمولا لعامل نحوي.
مثال ذلك: (1)
نامعلوم صفحہ
لا أدري، أسافر الأمير أم بقي في قصره. (2)
استفهمت منه كيف تعلم المنطق، وما هي الغاية التي قصدها. (ففي أمثال هاتين الحالتين لا توضع علامة الاستفهام). (ب)
علامة الانفعال ! وتوضع في آخر كل جملة تدل على تأثر قائلها وتهيج شعوره ووجدانه، مثل الأحوال التي يكون فيها التعجب والاستغراب والاستنكار (ولو كان استفهاميا) والإغراء والتحذير والتأسف والدعاء ونحو ذلك.
مثاله:
إن هذا لشيء عجاب ! [ص: 5]
حذار حذار من بطشي وفتكي!
مقامات الحريري
هيهات أن يأتي الزمان بمثله!
إن الزمان بمثله لبخيل
ما أجمل السماء!
نامعلوم صفحہ
إليك عني!
عليكم بتقوى الله!
يا حسرتاه! والهفاه! يا أبتاه! (وتوضع هذه العلامة أيضا في آخر الجمل المبدوءة بنعم وبئس وحبذا، ونحوها.) (ج)
التضبيب وعلامته « » أي ضبتان توضع بينهما الجمل والعبارات المنقولة بالحرف.
مثال ذلك: (1)
قال محمد بن عمر المدائني في كتاب القلم والدواة: «يجب على الكاتب أن يتعلم الهندية وغيرها من الخطوط العجمية. ويؤيد ذلك ... أن النبي
صلى الله عليه وسلم
أمر زيد بن ثابت أن يتعلم كتابة السريانية. فتعلمها ... وكان يقرأ بها على النبي
صلى الله عليه وسلم
كتبهم.» (صبح الأعشى) (2)
نامعلوم صفحہ