فبهذا السبب ضعف ملك العرب لأن مادة قوة ملوك العرب كانت من جهة ملوك الفرس، فعندها ملكت بكر بن وايل عليها الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار. فهرب المنذر من دار مملكته بالحيرة ومضى حتى نزل إلى الجرساء الكلبي وأقام عنده. فلما مات قباد وملك إبنه كسرى أنوشيروان سار في الملك بسيرة مضادة لسيرة أبيه قباد، فبدأ بالزنادقة فاجتاحهم قتلا وأسرا حتى قوي ملكه، ثم رد المنذر إلى مملكته.
والسبب الثاني إن إمرأ القيس البدأ كان يغزو قبائل ربيعة فينكل فيهم. ومنهم أصاب ماء السماء وكانت تحت أبي حوط الخطائر، ثم إنه ترك الحزم في غزوة من غزواته فثارت به بكر بن وايل فهزموا رجاله وأسروه. وكان الذي ولي أساره سلمة بن مرة بن همام بن مرة ابن ذهل بن شيبان، فأخذ منه الفدا وأطلقه فبقيت تلك العداوة في نفوس بكر بن وايل إلى أن وهى أمر الملك قباد، فعندها أرسلت بكر إلى الحارث بن عمرو بن حجر فملكوه وحشدوا له، ونهضوا معه حتى أخذ الملك ودانت له العرب. فذكر هشام عن أبيه إنه لم يجد الحارث فيمن أحصاه كتاب أهل الحيرة من ملوك العرب قال: وظني إنهم إنما تركوه لأنه توئب على الملك بغير إذن من ملوك الفرس، ولأنه كان بمعزل عن الحيرة التي كانت دار المملكة ولم يعرف له مستقر، وإنما كان سيارة في أرض العرب.
المنذر بن امرى ء القيس:
صفحہ 83