[مقدمة المؤلف]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة على نبيه وحبيبه محمد وآله أجمعين.
قال حمزة ابن الحسن الاصبهاني رحمه الله: هذا كتاب تواريخ سني ملوك الأرض والأنبياء أولي الأمر عليهم السلام؛ وبوبته عشرة أبواب:
الباب الأول: في سياقة تواريخ سني ملوك الفرس. 9
الباب الثاني: في سياقة تواريخ سني ملوك الروم. 52
الباب الثالث: في سياقة تواريخ سني ملوك اليونانيين. 64
الباب الرابع: في سياقة تواريخ سني ملوك القبط. 66
الباب الخامس: في سياقة تواريخ سني الإسرائيليين. 67
الباب السادس: في سياقة تواريخ لحم ملوك عرب العراق. 74
الباب السابع: في سياقة تواريخ غسان ملوك عرب الشام. 89
الباب الثامن: في سياقة تواريخ حمير ملوك عرب اليمن. 97
الباب التاسع: في سياقة تواريخ ملوك كندة. 111
صفحہ 5
الباب العاشر: في سياقة تواريخ قريش ملوك عرب الإسلام. 113 وأقدم على سياقة هذه التواريخ مقدمة يستدل منها على تنقل أحوال التواريخ، ليتعرف بها ما قد عراها من الفساد وعرض فيها من الشبه، وأذكر فيها خطط الأمم الكبار من وجه الأرض ومحال الأمم الصغار فيما بينهم، ليبين منها اقتدار بعضهم على بعض، وانتساخ دول بعضهم عند انتهاء زمانها بإقبال دول قوم آخرين، حتى صارت هذه الحوادث سببا لفساد التواريخ. ثم أذكر على اقتصاص ما في الأبواب التي قدمت ذكرها وأقفل الأبواب العشرة بباب يحوي فنونا من أسباب التواريخ، لم يصلح أن يتلبس بما في الأبواب المتقدمة ان شاء الله عز وجل.
واعلم أن المسكون من ربع الأرض على تفاوت أقطاره مقسوم بين سبع أمم كبار وهم: الصين والهند والسودان والبربر والروم والترك والأريان. فالأريان من بينهم، وهم الفرس، في وسط هذه الممالك، وقد أحاطت بهم هذه الأمم الست لأن جنوب مشرق الأرض في يد الصين، وشماله في يد الترك، ووسط جنوب الأرض في يد الهند، وبحذائهم الروم في وسط شمال الأرض، والسودان في جنوب مغرب الأرض، وبإزائهم البربر في شمال مغرب الأرض. فهذه الممالك الست موقعها كلها في أطراف عمران الأرض حوالي مملكة الأريان في الوسط بينهم. ولهذه الأمم السبع تواريخ لسني ملك ملوكهم بينها في تنسيق السنين وبين عمر ما مضى من أيام الدنيا وما يذكر من ابتداء التناسل تفاوت كثير، تروي كل أمة منهم حكاية من يليها باطلة كحلم النائم.
صفحہ 6
وأنا أقتص من أقاويل هذه الفرق جملا تغني عن التفصيل، ثم أتبع ذلك بالأبواب المجردة للتاريخ، فأحكيها تقليدا لرواتها فأقول: إن الناس على وجه الدهر إنما عرفوا الشهور في عنفوان الزمان، من كثرة ما رفعوا رؤوسهم للأهلة، وعرفوا السنين من اختلاف فصول الزمان الاربعة عليهم، بتنقل الشمس في أرباع الفلك ودورانها عليهم مرة بعد مرة. ثم لتطاول الأيام وتكاثرها وصعوبة الأمر عليهم في ضبطها قيدوا السنين بالتواريخ، وجميع من على وجه الأرض من الأمم أخذوا تواريخ من مسير النيرين، يعني الشمس والقمر فالآخذون بسير الشمس خمس أمم، والآخذون بسير القمر خمس أمم. فأما الآخذون بسير الشمس فهم: اليونانيون والسريانيون والقبط والروم والفرس، وأما الآخذون بسير القمر فهم: الهند والعرب واليهود والنصارى والمسلمون.
وهؤلاء الأمم كلهم كانوا في قديم الدهر- قبل ظهور الشرائع الدينية- صنفا واحدا، مسمين باسمين: سمينيين وكلدانيين.- فالسمينيون كانوا سكان جانب المشرق، وبقاياهم الساعة بأطراف الهند وأرض الصين، وأهل خراسان يسمونهم الساعة شمنان، ويسمى الواحد منهم شمن. والكلدانيون كانوا سكان جانب المغرب،- وبقاياهم الساعة بمدينتي حران والرها، وقد أسقطوا عن أنفسهم هذا الاسم منذ أيام المأمون، وتسموا بالصابئين لأمر يطول شرحه، ولهم ذكر في التوراة واسمهم بالسريانية كلداي، واسم الواحد منهم كلدايا وهؤلاء الأمم العشر سنوهم كلهم ناقصة عن سني مسير الشمس الذي به يكون الليل والنهار. فسنوهم كلهم بنقصانها عن مسير الشمس لدور من أدوارها محتاجة الى الكبيسة، لكي تعدل فصول الزمان الاربعة. فيكون مبدأ كل فصل لكل زمان بالغا ما بلغ في يوم بعينه من أيام الدهر، يكون المرجع إليه في متأنف السنين.
صفحہ 7
والكبيسة في زماننا هذا مستعملة في سني الاسكندرانيين من اليونانيين، وفي سني عرب الاسلام المسماة المعتضدية، وفي سني الإسرائيليين فحسب. وقد كانت للفرس كبيسة دامت لهم من أول الدهر إلى أن تصرم أيام ملكهم بالعرب، كما كان لعرب الجاهلية كبيسة تسمى النسى، فنسخه الإسلام، فغبرت سنو الفرس غير مكبسة مايتين واحدى وثمانين سنة إلى أن وضع المعتضد في اثنتين وثمانين ومايتين كبيسة، فاعتدلت بها، وعلى سني المعتضد معول أهل العراق. والذي يلجي ء الأمم إلى استعمال الكبيسة في سنيها هو أن كون الأيام والليالي إنما هو بحركة الشمس في وقت طلوعها في يوم من أيام الدهر إلى وقت طلوعها في اليوم التالي له. والشمس إذا رجعت من أماكن الفلك سائرة من المغرب إلى المشرق، فانها تعود إلى ذلك المكان في ثلاثمائة وخمسة وستين يوما وربع يوم. فيصير هذا الربع في كل أربع سنين يوما واحدا، يجب أن يزاد على عدد أيام السنين الأربع. فهذا الربع هو الذي يضطر الأمم إلى أن يكبسوا سنيهم.
وأما لفظ التاريخ فمحدث في لغة العرب لأنه معرب من ماه روز. وبذلك جاءت الرواية، فروى فرات بن سلمان عن ميمون بن مهران أنه رفع إلى عمر بن الخطاب صك محله في شعبان فقال: أي شعبان؟ هذا هو الذي نحن فيه أم الذي هو آت؟ ثم جمع وجوه الصحابة وقال: إن الأموال قد كثرت وما قسمنا منها غير موقت، فكيف التوصل إلى ما نضبط به ذلك؟ فقالوا: يجب أن يتعرف ذلك من رسوم الفرس. فبعد ذلك استحضر الهرمزان وسأله عن ذلك فقال: إن لنا حسابا نسميه ماه روز، ومعناه حساب الشهور والأيام. فعربوا الكلمة فقالوا: مؤرخ. ثم جعلوا مصدره التاريخ واستعملوه. ثم طلبوا وقتا يجعلونه أصلا لتاريخ دولة الإسلام فاختلفوا، ثم اجتمعوا على أن يكون مبدأ سنيهم من سنة الهجرة، فهذا منتهى صدر الكتاب ومبتدأ سياقة الأبواب.
صفحہ 8
الباب الأول في سياقة تواريخ سني ملوك الفرس على طبقاتهم الأربع، وما حدث في أزمنة ملكهم من ظهور الأنبياء عليهم بجانب المغرب وهو خمسة فصول.
الفصل الاول من الباب الأول في ذكر طبقات ملوك الفرس الأربع ذكرا مرسلا مجردا من الأخبار والسير والأوصاف.
صفحہ 9
وملوك الفرس على تطاول أيام ملكهم مع اجتماع كلمتهم، كان يلزم طبقاتهم الأربع أربعة أسماء: الفيشدادية والكيانية والاشغانية والساسانية، وتواريخهم كلها مدخولة غير صحيحة، لأنها نقلت بعد ماية وخمسين سنة من لسان إلى لسان، ومن خط متشابه رقوم الإعداد إلى خط متشابه رقوم العقود، فلم يكن لي في حكاية ما يقتضي هذا الباب ملجأ الا إلى جمع النسخ المختلفة النقل، فاتفق لي ثماني نسخ وهي: كتاب سير ملوك الفرس من نقل ابن المقفع، وكتاب سير ملوك الفرس من نقل محمد بن الجهم البرمكي، وكتاب تاريخ ملوك الفرس المستخرج من خزانة المأمون، وكتاب سير ملوك الفرس من نقل زادويه بن شاهويه الأصبهاني، وكتاب سير ملوك الفرس من نقل أو جمع محمد بن بهرام بن مطيار الأصبهاني وكتاب تاريخ ملوك بني ساسان من نقل أو جمع هشام بن قاسم الأصبهاني، وكتاب تاريخ ملوك بني ساسان من اصلاح بهرام بن مروان شاه مؤبد كورة سابور من بلاد فارس. فلما اجتمعت هذه النسخ ضربت بعضها ببعض حتى استوفيت منها حق هذا الباب.
وقال أبو معشر المنجم: التواريخ أكثرها مدخول فاسد، والفساد إنما يعتريها من أجل أن يأتي على سني أمة من الأمم من الأزمنة وتطول أيامه، فإذا نقلوه من كتاب إلى كتاب أو من لسان إلى لسان، وقع فيه الغلط بالزيادة فيه أو النقصان منه، كالغلط الذي وقع لأهل ملة اليهود في السنين التي بين آدم ونوح وبين غيرهما، ممن اقتصوه في التاريخ من الأنبياء والأمم، فانهم مختلفون فيها. وكثير من أهل- نواحي الأرض يخالفونهم في ذلك أيضا، وكذلك سنو ملوك الفرس وتاريخهم مع اتصال أيام ملكهم من أول الدهر إلى أن زال ملكهم، قد بان فيها تخليط كثير وفساد. بين ذلك، أنهم يزعمون أن الأرض مكثت سنين كثيرة مرة بعد مرة، وليس لها ملك منهم ولا من غيرهم.
فأما المرة الأولى فزعموا أن الأرض مكثت بعد وفاة كيومرث، والد البشر، مائة ونيفا وسبعين سنة، وليس لها ملك حتى ملكها هوشنك فيشداد. وأما المرة الثانية فبعد ما رجع افراسياب التركي إلى أرض الترك في مرنه الأخرى، وكان قد ملك الأرض اثنتي عشرة سنة، بقي فيها أرض الأريان بلا ملك عدة سنين لا يدري كم هي.
صفحہ 10
وأما المرة الثالثة فإنه لما توفي زاب اضطربت الدنيا سنين كثيرة مجهولة العدد، ولا ملك لها إلى أن ملكها كيقباد.
ويذكرون أيضا ان الملك قد خرج عنهم من أول الدهر إلى أن انتقل إلى العرب مرات، ملكهم فيها قوم ليسوا منهم فإختلف عليهم من أجل ذلك سنو تواريخ ملوكهم المتقدمين، من تلك المرة الأولى في زمان فيوراسب، والمرة الثانية في زمان افراسياب، والمرة الثالثة في زمان الأسكندر، والمرة الرابعة في تنقل الملك إلى العرب.
قال أبو معشر: وهم مختلفون أيضا في أعمار ملوكهم، فزعم بعضهم أن كيقباد ملك الأرض مائة وعشرين سنة، وبعضهم زعم أنه ملكها بضع عشرة سنة فقط.
قال أبو معشر: وكذلك سنو اليونانيين فيها من الاختلاف مثل ما في سني الفرس، وذلك أن سنيهم وتواريخها القديمة نقلت من العبرانية وان العبراني مختلف فيه لأن الذي منه في أيدي السامرة مخالف لما في أيدي عامة اليهود، والمنقول إلى اليوناني مختلف فيه أيضا لأن نقل السبعين يخالف نقل غيرهم.
قال: والاختلاف في عدد السنين من إبتداء التناسل إلى سنة الهجرة قائم. فاليهود تسوق ذلك حكاية عن التوراة إلى أربعة آلاف واثنتين وأربعين سنة وثلاثة أشهر. والنصارى تسوق ذلك حكاية عن التوراة أيضا إلى خمسة آلاف وتسعماية وتسعين سنة وثلاثة أشهر. والفرس تسوق ذلك عن الكتاب الذي جاء به زردشت المسمى ابستا، وهو كتاب دينهم، إن من عهد كيومرث والد البشر إلى سنة ملك يزدجرد أربعة آلاف وماية واثنتين وثمانين سنة وعشرة أشهر وتسعة عشر يوما.
صفحہ 11
قال: وأهل النجوم يأتون بما يغمر هذا كله، ويزعمون أنه قد مضى من عمر الدنيا، منذ أول يوم سارت فيه الكواكب من رأس الحمل إلى اليوم الذي خرج فيه المتوكل إلى دمشق، أربعة آلاف الف الف ثلاث مرات، وثلاثمائة الف الف وعشرون الف الف لسني الشمس. وإن الذي مضى من الطوفان إلى صبيحة ملك يزدجرد بن شهريار يوم الثلاثاء ماه فروردين روز هزمر من طلوع شمسها إلى طلوع الشمس، من أول يوم من المحرم سنة أربع وأربعين ومايتين، هو أول يوم خروج المتوكل إلى دمشق، وكان ذلك ماه فروردين روز هرمز أيضا ثلاثة آلاف وسبعماية وخمس وثلاثين سنة وعشرة أشهر وإثنتين وعشرين يوما.
فهذه مدة عمر الدنيا، ومن ها هنا سياقة تواريخ سني ملوك الفرس وإبتداؤها بسم الله. فالفرس كلها بأسرها تزعم ان إبتداء التناسل كان من رجل يقال له كيومرث ملك الطين أي كلشاه، وبقي على الأرض أربعين سنة.
الطبقة الاولى الفيشدادية وعددهم تسعة، ومدة زمان ملكهم مع سني كل شاه ألفان وأربعماية وسبعون سنة
فملك الدنيا او شهنج فيشداد، وهو أول الملوك، أربعين سنة. ثم ملك طهمورث بن ويونجهان ثلاثين سنة. ثم ملك أخوه جم بن ويونجهان سبعماية وست عشرة سنة. ثم ملك بيوراسب بن اروند اسب الف سنة. ثم ملك افريدون بن اثفيان خمس ماية سنة. ثم ملك منوجهر بعده ماية وعشرين سنة. ثم ملك افراسياب التركي اثنتي عشرة سنة.
صفحہ 12
ثم ملك زاب بن سوماسب ثلاث سنين. ثم ملك كرشاسف مع زاب تسع سنين، وهو «1» اعلم بالصواب.
الطبقة الثانية الكيانية وعددهم عشرة، ومدة زمان ملكهم سبعماية وثمان وسبعون سنة
ثم ملك كيقباد ماية وستا وعشرين سنة. ثم ملك كيكاوس ماية وخمسين سنة. ثم ملك كيخسرو ثمانين سنة. ثم ملك كيلهراسب ماية وعشرين سنة. ثم ملك كي كشتاسب ماية وعشرين سنة. ثم ملك كي بهمن ماية واثنتي عشرة سنة. ثم ملكت هماي جهر ازاد ثلاثين سنة.
ثم ملك اخوها دارا بن بهمن اثنتي عشرة سنة. ثم ملك ابنه دارا بن دارا أربع عشرة سنة. ثم ملك الاسكندر أربع عشرة سنة.
الطبقة الثالثة الاشغانية وعددهم أحد عشر، ومدة زمان ملكهم ثلثماية وأربع وأربعون سنة
صفحہ 13
ثم ملك أشك بن أشك اثنتين وخمسين سنة. ثم ملك ابنه شابور ابن أشك اربعا وعشرين سنة. ثم ملك ابنه كودرز بن شابور خمسين سنة. ثم ملك ابن اخيه ونحن بن بلاش بن شابور احدى وعشرين سنة. ثم ملك ابنه كودرز الاصغر بن ونحن تسع عشرة سنة. ثم ملك أخوه نرسي بن ونحن ثلاثين سنة. ثم ملك عمه هرمزان بن بلاش بن شابور سبع عشرة سنة. ثم ملك ابنه فيروزان بن هرمزان اثنتي عشرة سنة. ثم ملك ابنه خسرو بن فيروزان أربعين سنة. ثم ملك أخوه بلاش بن فيروزان أربعا وعشرين سنة. ثم ملك ابنه اردوان بن بلاش بن فيروزان خمسا وخمسين سنة.
الطبقة الرابعة الساسانية وعددهم ثمانية وعشرون، ومدة زمان ملكهم أربع ماية وتسع وعشرون سنة وثلاثة أشهر وثمانية عشر يوما
صفحہ 14
ثم ملك اردشير بن بابك أربع عشرة سنة وسنة أشهر. ثم ملك شابور بن اردشير ثلاثين سنة وشهرا الا يومين. ثم ملك هرمز بن شابور سنة وعشرة أيام. ثم ملك بهرام بن هرمز ثلاث سنين وثلاثة أشهر وثلاثة أيام. ثم ملك بهرام بن بهرام سبع عشرة سنة. ثم ملك بهرام بن بهرام بن بهرام أربعة أشهر. ثم ملك أخوه نرسي بن بهرام تسع سنين. ثم ملك هرمز بن نرسي سبع سنين وخمسة أشهر. ثم ملك شابور بن هرمز اثنتين وسبعين سنة. ثم ملك أخوه اردشير بن هرمز أربع سنين. ثم ملك شابور بن شابور خمس سنين وأربعة أشهر. ثم ملك بهرام بن شابور احدى عشرة سنة. ثم ملك يزدجرد الأثيم بن بهرام احدى وعشرين سنة وخمسة أشهر وستة عشر يوما. ثم ملك بهرام جور بن يزدجرد ثلاثا وعشرين سنة. ثم ملك يزدجرد بن بهرام كور ثمان عشرة سنة وأربعة أشهر وثمانية عشر يوما. ثم ملك فيروز ابن يزدجرد سبعا وعشرين سنة ويوما. ثم ملك بلاش بن فيروز أربع سنين. ثم ملك قباد بن فيروز ثلاثا وأربعين سنة. ثم ملك كسرى انوشروان بن قباد سبعا واربعين سنة وسبعة أشهر. ثم ملك هرمز بن كسرى احدى عشرة سنة وسبعة أشهر وعشرة أيام. ثم ملك كسرى برويز بن هرمز ثمانيا وثلاثين سنة. ثم ملك شيرويه بن كسرى ثمانية أشهر. ثم ملك اردشير بن شيرويه سنة وستة أشهر. ثم ملكت بوران دخت (بنت) كسرى سنة وأربعة أشهر. ثم ملك حشنشبنده، ولم يكن من أهل بيت الملك، شهرين. ثم ملكت ارز ميدخت بنت برويز سنة وأربعة أشهر. ثم ملك خرزاد خسرو شهرا واحدا. ثم ملك يزدجرد بن شهريار برويز عشرين سنة. فجميع ما ملك ملوك الفرس أربعة آلاف واحدى وسبعون سنة وعشرة أشهر وتسعة عشر يوما، ملك فيها ستون ملكا.
صفحہ 15
الفصل الثاني من الباب الأول في إعادة ذكر بعض ما مضى في الفصل الأول من التاريخ مع شرح له، أتى به موسى بن عيسى الكسروي في كتابه.
صفحہ 16
(قال: إني نظرت في الكتاب المسمى خداى نامه، وهو الكتاب الذي لما نقل من الفارسية إلى العربية سمي كتاب تاريخ ملوك الفرس، فكررت النظر في نسخ هذا الكتاب وبحثتها بحث استقصاء فوجدتها مختلفة، حتى لم اظفر منها بنسختين متفقتين، وذلك كان لأشتباه الأمر على الناقلين لهذا الكتاب من لسان إلى لسان. فاجتمعت مع الحسن بن علي الهمداني الرقام بالمراغة عند رئيسها العلاء بن احمد، وكان أعلم من لقيته بهذا الشأن، وقابلنا سني مملكة الطبقة الثالثة والطبقة الرابعة من ملوك الفرس الذين ملكوا بعد الاسكندر، وهم الاشغانية والساسانية، بتاريخ الاسكندر الذي هو مضبوط بحساب المنجمين في الزيجات. فطلبنا ما بين إبتداء سني الاسكندر إلى إبتداء سني الهجرة لنجعله أصلا، فوجدنا ذلك مثبتا في زيج الرصد على ما أنا حاكيه في هذا الموضع. وزعم المنجمون إن الذي بين سني الاسكندر وبين سني الهجرة، وذلك من نصف نهار يوم الأثنين أول يوم من تشرين الأول إلى نصف نهار يوم الخميس من المحرم ثلثماية ألف واربعون ألفا وتسعماية يوم ويوم واحد. فيكون هذه الأيام سنين قمرية تسعماية وإحدى وستين سنة، وماية وأربعة وخمسين يوما. ويكون سنين كلدانية، على ان السنة ثلاثماية وخمسة وستين يوما وربع يوم، تسعماية وإثنتين وثلاثين سنة ومايتين وتسعة وثمانين يوما، تبلغ هذه الأيام تسعة أشهر وتسعة عشر يوما. فزدنا عليها لما بين ابتداء الهجرة إلى انقضاء دول الفرس، هلك ملكهم يزدجرد أربعين سنة. فبلغت مدة ذلك تسعماية وإثنتين وسبعين سنة، ومايتين وتسعة وثمانين يوما. فحططنا عن ذلك لمدة ملك الأشغانيين مايتين وستا وستين سنة. فحصل لمدة ملك الساسانية من مبدأ ملك اردشير إلى وقت هلك يزدجرد سبعماية وست وثمانين سنة، ومايتان وتسعة وثمانين يوما.
صفحہ 17
فلما صح لنا من سني ملك بني ساسان الجملة عدلنا منها إلى التفصيل فاعتبرنا عدد ملوكهم ثم اسماءهم ثم مدة سني كل ملك منهم، فأضفنا ثلاثة أسماء لم يذكرها الناقلون. وإنما أتوا في ذلك من أجل تشابه الفاظ الأسماء مثل يزدجرد ويزدجرد وبهرام وبهرام. وذلك أن يزدجرد الأثيم والد بهرام جور وهو يزدجرد بن يزدجرد بن بهرام بن شابور، فيزدجرد الذي اغفلوه وأسقطوا اسمه كان أجل من إبنه يزدجرد الأثيم، وهو صاحب شروين الدستني لا الأثيم. وكان ذا سياسة مرضية ورحمة وعطف بخلاف إبنه. وبلغ من وفائه أن ملكا من ملوك الروم كان في زمانه حضرته الوفاة، وله ابن صغير، فأوصى إلى يزدجرد هذا أن ينفذ من رجال مملكته خليفة له إلى بلاد الروم من يضبط على إبنه عمله إلى أن يبلغ مبلغ الرجال. فأنفذ إليها شروين برنيان رئيس كورة دستنى، وملكه على بلاد الروم فضبطها عشرين سنة. ثم ادى الأمانة في رده مملكة الروم على إبنه واسترداده شروين منها، بعد ان اختط مدينة بها وسماها باشروان، وهي التي لما عرب اسمها قيل لها باجروان. وقد أسقط الناقلون أيضا من اسمين متفقي سني ملوك الارض- 2 اللفظ اسما واحدا وهو بهرام بن بهرام بن بهرام وأسقطوا أيضا بهراما آخر، وهو بهرام بن يزدجرد بن بهرام جور، والد فيروز. وأنا أسوق سني ملوك بني ساسان على النسق ليظهر منه عوار ما في النسخ، إن شاء الله عز وتقدس!
صفحہ 18
بسم الله المهيمن المتعال!
[ملك اردشير بن بابك تسع عشرة ... ]
ملك اردشير بن بابك تسع عشرة سنة وستة أشهر. ثم ملك إبنه شابور الجنود إثنتين وثلاثين سنة وأربعة أشهر. ثم ملك إبنه هرمز ابن شابور سنة واحدة وعشرة أشهر. ثم ملك إبنه بهرام بن هرمز تسع سنين وثلاثة أشهر. ثم ملك بهرام بن بهرام ثلاثا وعشرين سنة، ويقال: ملك سبع عشرة سنة. ثم ملك بهرام بن بهرام بن بهرام ثلاث عشرة سنة وأربعة أشهر. ثم ملك أخوه نرسي بن بهرام بن بهرام تسع سنين. ثم ملك هرمز بن نرسي ثلاث عشرة سنة. ثم ملك شابور ذو الأكتاف ابن هرمز إثنتين وسبعين سنة.
صفحہ 19
ثم ملك اردشير بن هرمز حتى أدرك إبنه وخرج عن حد الطفولية أربع سنين. ثم ملك شابور بن شابور، وهو الذي عقد التاج على بطن أمه، إثنتين وثمانين سنة. ثم ملك إبنه بهرام بن شابور بن شابور إثنتي عشرة سنة. ثم ملك إبنه يزدجرد اللين بن بهرام بن شابور، صاحب شروين الدستني، إثنتين وثمانين سنة. ثم ملك إبنه يزدجرد الحشن بن يزدجرد إثنتين وعشرين سنة. ثم ملك إبنه بهرام جور بن يزدجرد ثلاثا وعشرين سنة. ثم ملك إبنه يزدجرد بن بهرام جور ثمان عشرة سنة وخمسة أشهر. ثم ملك إبنه بهرام بن يزدجرد ستا وعشرين سنة وشهرا. ثم ملك إبنه فيروز بن بهرام تسعا وعشرين سنة ويوما واحدا. ثم ملك إبنه بلاش بن فيروز ثلاث سنين. ثم ملك أخوه قباد ابن فيروذ ثمانيا وستين سنة. هكذا هو في السير الكبير، وفي السير الصغير ثلاثا وأربعين سنة كما وجد. ثم ملك إبنه كسرى انوشيروان سبعا وأربعين سنة وسبعة أشهر وأياما. ثم ملك إبنه هرمز بن كسرى ثلاثا وعشرين سنة، ويقال ثلاث عشرة سنة. ثم ملك إبنه كسرى ابرويز بن هرموز ثمانيا وثلاثين سنة. ثم ملك إبنه شيرويه بن كسرى ثمانية أشهر. ثم ملك إبنه اردشير بن شيرويه سنة واحدة.
ثم ملك شهريزاد، ولم يكن من عنصر الملك، ثمانيا وثلاثين يوما ثم ملكت بوران دخت بنت كسرى ابرويز، وهي التي ردت خشبة المسيح على الجاثليق، سنة وأياما. ثم ملك بعدها حشنشبنده، ولم يكن من عنصر الملك، شهرين. ثم ملك خسرو بن عاد بن هرمز بن انوشيروان عشرة أشهر. ثم ملك فيروز وكان من ولد اردشير بن بابك شهرين. ثم ملكت ارزمين دخت بنت كسرى ابرويز أربعة أشهر ثم ملك فرخ بن خسرو ابرويز شهرا وأياما. ثم ملك يزدجرد بن شهريار عشرين سنة. فجميع من ملك بعد كسرى ابرويز في مدة أربع سنين وستة أشهر ثمانية نفر تاسعهم يزدجرد بن شهريار. فهذه جملة تواريخ الساسانية من ملوك الفرس، قد تعبت في البحث عنها أشد التعب حتى نسقتها على هذا الشرح.
صفحہ 20
فأما تواريخ من كان قبل الساسانية من ملوك الأشغانية فلم اشتغل بها للآفات المعترضة فيها كانت في ازمنة أولئك الملوك، وذلك ان الاسكندر لما استولى على أرض بابل وقهر أهلها حسدهم على ما كان اجتمع لهم من العلوم التي لم تجمع قط لأمة من الأمم مثلها، فأحرق من كتبهم ما نالته يده، ثم قصد إلى قتل الموابذة والهرابذة والعلماء والحكماء، ومن كان يحفظ عليهم في اثناء علومهم تواريخهم حتى أتى على عامتهم، هذا بعد ان نقل ما احتاج إليه من علومهم إلى لسان اليونانيين فغاب الفرس بعد ذلك طول أيام الأشغانية المسمين ملوك الطوائف وليس لهم من يعيد علما أو يعني بشي ء من الحكمة، إلى ان عادت إليهم دولتهم بظهور اردشير.
فلما تمكن اردشير من الملك لم تؤرخ الا بإبتداء أيام ملكه، ثم جرى من بعده من ملوك بني ساسان على منهاجه فأرخ كل ملك منهم يسني ملكه، فاضطربت بما فعلوا تواريخهم. ونعم الرأي ما أتفق الملوك العرب في اجرائهم تواريخ سني أيامهم على الولاء، من ابتداء الهجرة إلى ما يبلغ من السنين.
فهذه جملة ما سرده الكسروي، وذكر أنه بحثه بحث استقصاء حتى حصل له من مدة سني بني ساسان ما يوازي مثله من سني الاسكندر والذي ذكره الكسروي وادعى أنه تولى تصحيحه هو أيضا مدخول غير موافق لسياقة تواريخ سني الاسكندر لأنه ساق السنين في التفصيل إلى مبلغ ستماية وست وتسعين سنة وتسعة أيام. فبين ما خرج لي من الاعتبار بحساب الزيج وبين ما خرج للكسروي تسعون سنة وتسعة أشهر وعشرة أيام.
صفحہ 21
الفصل الثالث من الباب الأول في اعادة ذكر كل ما مضى في الفصل الأول من التاريخ مع شرح له.
[الطبقة الاولى]
أتى به بهرام بن مردان شاه موبذ كورة شابور من بلد فارس.
قال بهرام الموبذاني: جمعت نيفا وعشرين نسخة من الكتاب المسمى خداي نامه حتى اصلحت منها تواريخ ملوك الفرس من لدن كيومرث والد البشر إلى آخر أيامهم، بانتقال الملك عنهم إلى العرب.
فأول انسان كان على وجه الأرض رجل يسميه الفرس كيومرث كلشاه اي ملك الطين، فكان ملكه على الطين فحسب ثلاثين سنة، وخلف ابنا وإبنة يقال لهما مشى ومشيانة، فعبرا سبعين سنة لا يولد لهما، ثم ولد لهما ثمانية عشر ولدا ذكرانا واناثا في مدة خمسين سنة، ثم ماتا وبقيت الدنيا على غير تملك أربعا وتسعين سنة وثمانية أشهر.
صفحہ 22
فكان مدة زمان عدم التملك، من لدن ملك كيومرث إلى ابتداء ملك اوشهنج فيشداد، مايتين وأربعا وتسعين سنة وثمانية أشهر. ثم ملك اوشهنج بن فروال بن سيامك بن مشى بن كيومرث أربعين سنة. ثم ملك طهمورث بن نوبجهان بن ايونكهذ بن اوشهنج الإقاليم السبعة ثلاثين سنة. ثم ملك أخوه جم بن نوبجهان الأقاليم السبعة ستماية وست عشرة سنة. ثم غبر هاربا من بيوراسف ماية سنة. ثم ملك بيوراسف الأقاليم السبعة الف سنة. ثم ملك افريدون بن اثفيان اقليم هنيرة خمسماية سنة. ثم ملك بعده منوشجهر مع ما تملك افراسياب التركي مملكته بالقهر والغلبة ماية وعشرين سنة. ثم ملك زو بن تهماسب، وفي أيامه ملك كرشاسب على بعض النواحي، أربع سنين.
فذلك جملة مدة الطبقة الأولى من ملوك الفرس، وكانوا تسعة ملوك الفان وسبعماية وأربع وثلاثين سنة وستة أشهر.
الطبقة الثانية
ثم ملك كيقباد ماية سنة. ثم ملك كيكاوس بن كيقباد ماية وخمسين سنة. ثم ملك كيخسرو بن سياوش بن كيكاوس ستين سنة ثم ملك كيلهراسب ماية وعشرين سنة. ثم ملك كييشتاسف بن كيلهراسف ماية وعشرين سنة. ثم ملك كي اردشير بن اسفنديار كشتاسب، ويسمى بهمن أيضا، ماية واثنتي عشرة سنة. ثم ملكت لعماي جهرازاد إبنة بهمن بن اسفنديار، وهي حامل بدارا بن بهمن ثلاثين سنة. ثم ملك دارا بن بهمن إثنتي عشرة سنة. ثم ملك دارا بن دارا بن بهمن أربع عشرة سنة. فذلك جملة ملوك الطبقة الثانية، وكانوا تسعة، سبعماية وثمان عشرة سنة.
ثم ملك الاسكندر الرومي أربع عشرة سنة. ثم ملك جماعة من الروم ووزرائهم من الفرس أربعا وخمسين سنة. فذلك ثمان وستون سنة، وهو «1» أعلم.
صفحہ 23
الطبقة الثالثة
وبعدهم ملك أشك بن دارا بن دارا عشر سنين. ثم ملك أشك ابن اشكان عشرين سنة. ثم ملك شابور بن اشكان ستين سنة. ثم ملك بهرام بن شابور احدى عشرة سنة. ثم ملك بلاش بن بهرام احدى عشرة سنة. ثم ملك هرمز بن بلاش تسع عشرة سنة. ثم ملك نرسي ابن بلاش أربعين سنة. ثم ملك فيروز بن هرمز سبع عشرة سنة. ثم ملك بلاش بن فيروز اثنتي عشرة سنة. ثم ملك خسرو بن ملادان أربعين سنة. ثم ملك بلاشان أربعا وعشرين سنة. ثم ملك اردوان بن بلاشان ثلاث عشرة سنة. ثم ملك اردوان الكبير بن اشكانان ثلاثا وعشرين سنة. ثم ملك خسرو بن اشكانان خمس عشرة سنة. ثم ملك بها فريد بن اشكانان خمس عشرة سنة. ثم ملك بلاش بن اشكانان إثنتين وعشرين سنة. ثم ملك كودرز بن اشكانان ثلاثين سنة. ثم ملك نرسي بن اشكانان عشرين سنة. ثم ملك اردوان الآخر ويقال بالفارسية افدم احدى وثلاثين سنة.
فذلك جملة مدة الطبقة الثالثة، وكانوا مع الاسكندر عشرين ملكا، أربعماية وثلاث وستين سنة كما وجد في الكتب.
الطبقة الرابعة
صفحہ 24