الباب الرابع في سياقة تواريخ سني القبط
ولم أجد لتواريخ سنيهم ذكرا في الكتب إلا في الزيجة. فذكر النزيري في زيجه أن أول التواريخ وأقدمها هو الذي بنى عليه بطلميوس أوساط الكواكب السريعة السير في المجسطي، وهو تاريخ السنة التي ملك فيها بخت النصر أرض المغرب. ثم الذي بنى عليه ثاون زيجه وهو تاريخ فيلقس، ثم تاريخ الإسكندر، ثم تاريخ انطنيوس، وهو الذي أجرى عليه بطلميوس في المجسطي حساب الكواكب البابانية قال: وتاريخ القبط في كتاب المجسطي من أول السنة التي قدم فيها بخت النصر أرض المغرب، وكان أولها يوم الاربعاء. فالذي بين تاريخ بخت النصر وبين تاريخ يزدجرد ملك الفرس ألف وثلاثماية وتسع وسبعون سنة وثلاثة أشهر فارسية. والذي بين الإسكندر ويزدجرد من السنين تسع ماية وإثنتان وأربعون سنة ومايتان وتسعة وخمسون يوما بسني السريانيين. وكان للقبط في قديم الدهر ملوك يقال لهم الفراعنة، كما كان للنبط ملوك يقال لهم النماردة، ولليونانيين ملوك يقال لهم البطالسة. فبادوا جميعا ونسيت أخبارهم كما قد درست آثارهم، فلم يبق لهم حديث يروى ولا تاريخ يتل. وقد عبر شاعر عن عادة الدهر إذا تطاول أمده فقال:
ألم تر أن طول الدهر يسلى ... وينسى مثل ما نسيت جدام
صفحہ 66