فلما قرب منها إتفق له قتل ملكها بوثوب بعض حماة ظهره عليه فإستولى على مملكة الفرس، ثم تجرأ منها على قصد ما ورائها من أرض الهند وأقاصي المشرق، فظفر بالمواضع التي صار إليها. ثم رجع منها عائدا إلى مدينة العتيقة إلى أن يعيدها إلى العمارة بعد ما خربها، وكانت في زمان عمرانها منزل ملوك الكلدانيين، فلما قرب منها مات بسم سقوه إياه وله إثنتان وثلاثون سنة فحسب. وكان في حياته تقدم إلى أهل زمانه أن يؤرخوا بسني ملكه ويجعلوا إبتداءها من أول سنة سبع وعشرين من سني عمره، ومنه كانوا يؤرخون كتبهم. ثم أرخوها بعد وفاته بسنة ست من سني الإسكندر، وذلك من إبتداء حركته.
فهذا ما يحكى من أمر اليونانيين، ولم أسق سنيهم بعد الإسكندر لأنها قد مرت في سياقة تواريخ ملوك الروم المحكية في الفصل الثاني من الباب الثاني، ولم أجد لهم ذكرا في غير هذا الكتاب المنسوب نقله إلى حبيب بن بهريز.
صفحہ 65