============================================================
وفي كانون الأول سنة ألف ومايتي تسعة وخمسين للإسكندر عمل قوم على إخراج الاصطفان من الجزيرة التي هو منفي فيها واعادته الى الملك فانتهى ذلك الى قسطتطين الملك فقبض عليهم وقطع أذان بعض وضرب بعضا وأشهرهم في المدينة وأما قسطنطين بن رومانس الملك المنفي فإنه عزم على العصيان بالجزيرة التي كان متفيأ فيها والتمس من المتوكل به الموافقة على ذلك فقتلوه ومات رومانش الشيخ بالجزيرة في خامس وعشرين تموز سنة ألف ومايتي تسعة وخمسين للاسكتدر الموافق للرابع عشر من المحرم سنة سبع وثلاثين ونلثماية.
(219) الثالث والعشرين من الخلفاء العباسيين وهو الرابع والأربعين المطيع لله أبو القاسم وقيل أبو العباس الفضل بن المقتدر بن المعتضد بن الموفق بن المتوكل.
وأمه أم ولد يقال لها مسعلة بويع له بالخلافة يوم خلع ابن عمه المستكفي وذلك لثمان بقين من جمادى الأخرة سنة أربع وثلاثين وثلثماية وتدبير الممالك إلى الأمير معز الدولة أحمد بن بويه الديلمي.
وفي هذه السنة قصد الأمير ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان بغداد لمحاربة الأمير معز الدولة بن بويه فجرت بينهما حروب آخرها آن ناصر الدولة دخل بغداد وملك الجانب الشرقي وملك معز الدولة الجاتب الغربي ثم تحاربا فانهزم ناصر الدولة واستتب الأمر لمعز الدولة بن بويه.
وفي هذه السنة توفي بوزون خالع المقتفي وذلك لثمان بقين من المحرم قبل دخول معز الدولة بغداد.
وفي هذه السنة توفي الإخشيد أبو بكر بن طعج صاحب مصر والشام لثمان بقين من ذي الحجة سنة أريع وثلاثين وتثلثماية وكانت وفاته بدمشق وسيرته كان ملكا شجاعا مقمأ متيقظا في حروبه وكان الراضي بالله لقبه الإخشيد وانما لقبه بذلك لأنه فرغاني وكلمن ملك فرغاته لقب بالإخشيد كما يسمى ملك الروم قيصر وملك الفرس كسرى ويقال كانت عدة عسكره أربعماية ألف وكان له تماتية ألف مملوك كل آلف منهم ملازمون خدمته ويحرسوته يوما وليلة ومع ذلك ما كان بنام الليل في موضع واحد واذا كان في الخيام (220) لا ينام في خيمته بل يخرج في الليل وينام في خيمة أخرى بحيث لا يعلم به أحد من خواصه كل ذلك خوفا على نفسه ولما توفي الإخشيد تولى الملك بعده أبو حور محمد ولده وتقسير آبو حور محمود وقام بالملك وتدبيره كافور الحصني خادم أبيه فإنه كان مستولي عليه وعلى تدبير المملكة وكان كافور شديد السواد بصاصا وكان الإخشيد قد اشتراه بثمانية عشر دينار فقدر الله تعالى ملكه الديار المصرية ودمشق وبلادها وهو الذي امتدحه أبو الطيب المتتبي بالقصائد المشهورة التي من جملتها القصيدة التي أولها كفى بك داء أن نرى الموت شافيا
صفحہ 149