تاريخ المسلمين صاحب شريعة الإسلام أبي القاسم محمد إلى الدولة الأتابكية تأليف الشيخ المكين جرجس بن العميد أبو الياس بن أبي المكارم بن أبي الطيب (1) بسم الله الرحمن الرحيم ويه توفيقي لله المقدس بجميع اللغات الممجد في سمو عرشه من ساير المخلوقات المتميز بوجوب الوجود عن جميع الكاينات المتفرد ببديع الاسماء وشريف الصفات المتعالي عن عز عزه وجلال كبريايه عن الأشباه والنظر بما له من الجبروت والعظمة والكبرياء أحمده حمدا شاكرا على ما أولى من النعماء وأجزل من العطاء.
وبعد فإني لما وقفت على تاريخ الإمام العالم أبي جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله ورأيت فيه من التطويل في الشروح والإسنادات وذكر الوقايع وأسبابها وما أورد عليها من الاستشهادات ثم على المنتخب منه للشيخ العالم كمال الدين الأرموني ثم على عدة مختصرات اخترت منها تاريخا أوجزت فيه الكلام وحفظت المعنى والنظام ولم أخل بشيء (2) من الوقايع المشهورة والحوادث المذكورة وابتدأت فيه بأخبار صاحب شريعة الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام وذكرت مولده ونسبته إلى أن هاجر إلى المديتة ثم ذكرت غزواته وفتوحاته وما جرت عليه حاله إلى ال ال ال الملك الظاهر ركن الدين سرس رحمه الله الأول من أمراء المسلمين أبو القاسم محمد صلى الله عليه وسلم قال الشيخ الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله أول من أظهر دين الإسلام وقام بأمره أبو القاسم ممد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ين عبد مناف واسم آمه آمتة بنت وهب بن عبد مناف قال أنه صلى الله عليه ولد ببطحا مكة في الليلة المسفرة عن صباح يوم الاثتين لثمان خلون من ربيع الأول يوافقه من شهور الروم الثاني والعشرون من تيسان سنة اثنين وثمانين وثمان ماية للإسكندر ذي القرنين
صفحہ 1
============================================================
قال وتوفي والده قبل مولده بشهرين وتوفت والدته وعمره ست سنين وكفله جده عبد المطلب إلى أن بلغ تماني سنين وتوفي جده وعمره ماية وعشر سنين وكفله عمه أيو طالب وأحسن كفالته قال ولما تكامل له أريعون سنة دعي وذلك في يوم الاثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول سنة اثنتي وعشرين وتسع ماية للإسكندر ذي القرنين وهي سنة عشرون من ملك (3) كسرى بن هرمز بن نوشروان فأول من آمن بنيوته خديجة بنت عمه ثم مولاه زيد بن حارثه ثم علي ين آبي طالب رضي الله عنهم آجمعين ثم جاء آبو بكر بحمسة تفر دعا جمعيهم إلى الإسلام فأجابوه وهم عثمان بن عفان والزيير بن العوام وعيد الرحمن بن عوف وسعيد بن أبي وقاص وعبيد الله بن الجراح هؤلاء التسعة سبقوا إلى الإسلام قال وفي السنة الرابعة والأربعين من عمره أظهر الدعوة فإنه كان قبل ذلك يدعو إلى الإسلام سرأ فلما أظهر الدعوة أمر بالايمان بالله وحده وعبادته والسجود له ورفض عبادة الأصنام وأمر بالختان وفرض عليهم صوم شهر رمضان والصلوات الخمس والزكاة والحج إلى بيت الله الحرام وأن لا يؤكل الدم والميتة ولحم الخنزير فمن امتتع من ذلك قاتله وحاريه قال وأتاه النصارى من العرب وغيرهم فأمنهم وكتب لهم كتبأ وكذلك اليهود والمجوس والصابيه وغيرهم فبايعوا له وأخذوا منه الأمان على أن يؤدوا الجزية والخراج وأمر أمته بتصديق الأنبياء والرسل وما أنزل عليهم وأن المسيح اين مريم روح الله وكلمته ورسوله وصدق الإنجيل والتوراة قلم توافق قريش على ذلك وردوه أشد رد ونصبوا له العداوة فقام بنصرته عمه أبو طالب أحسن قيام ومنع أن يصل إليه أحد بمكروه وفي السنة الخامسة أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقوي المسلمين بإسلامه وكانوا يوم أسلموا تسعة وتلثون وتكملوا به أربعون وفي السنة التامنة كتب قريش صحيفة ألا يعاملوا بنو هاشم بني المطلب ولا يخالطوهم وعلقوها في الكعبة 4) وفي السنة العاشرة توفي أبو طالب على دين قومه وعمره نيف وتمانون سنة فإشتد قريش وقويت شوكتهم وملمعهم قال وفي هذه السنة خرج صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فدعا أهلها إلى الإسلام فلم يجيبوه فأقام بها شهرأ وعاد إلى مكة قال وفيها تزوج بنت أبي بكر الصديق وسودة بنت زمعه قال وفي السنة الثانية عشر كان المسرى
صفحہ 2
============================================================
وفي السنة الثالثة عشر جاء اليه جماعة من الأوس والخزرج وعدتهم تلثة وسبعون رجلأ وامرأتان وبايعوه على الإسلام وجعل منهم اثني عشر نبيأ ثم رجعوا إلى المدينة وفشا الإسلام في أهلها وصاروا له في المدينة أنصارا وفيها أمر أصحابه بالهجرة إلى المدينة فخرجوا اليها ولم يتخلف معه إلا آبا بكر وعلي رضي الله عتهما ذكر الهجرة إلى المدينة قال أبو جعفر الطبري رحمه الله وفي السنة الرابعة عشر هاجر صلى الله عليه إلى المدينة ومعه أبو بكر الصديق وعامر بن قمرة مولا أبي بكر ودليلهم عبد الله بن ارتقط وتخلف علي عنه تلثة أيام بإذنه في قضي أشغاله ثم لحق به وكان دخوله إلى المدينة يوم الاثتين تصف النهار وقيل يوم الخميس لاتنتي عشر ليلة خلت من شهر ربيع الأول وأقام نازلا على آبي أيوب خالد بن زيد حتى بنى مسجده ومساكنه ثم تحول اليها وعلى هذه السنة التاريخ بسني الهجرة وهي السنة الرابعة والخمسون من عمره صلى الله علبيه وسلم.
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله وفي أول سنة من الهجرة تزوج علي بن أبي طالب فاطمة وفيها عقد صلى الله عليه لعمه حمزه لوا أبيض وهو أول لوا عقده وبعث معه ثلثين من المسلمين ولم يلق كثيرا 5) قال وفي السنة الثانية كانت غزوة بدر الأولى وغزوة بدر الكبرى قتل فيها صناديد قريش وكانت ليلة الجمع لسيع عشر ليلة خلت من شهر رمضان لأنه سمع أن أبا سفيان بن حرث مقبل إلى الشام في غر عظيم فيه أموال قريش فخرج لأخذها فلجا أبو سفيان بالغر إلى مكة وكانت عدة المسلمين تثماية وتسع عشر وكانت عدة المشركين ما بين التسع ماية والألف فانتصر المسلمون وقتلوا من المشركين سبعين رجلا فأسروا مثلهم واستشهد من المسلمين اربعة عشر رجلك قال وفيها كاتت عزوات عدة قال وفي السنة الثالثة حاصر اليهود في حصونهم خمسة عشر ليلة حتى نزلوا على حكمه وأجلاهم وأغنم المسلمون أموالهم وفيها سير سرية لقتل كعب بن الأشرف اليهودي وكان شديد العداوة له صلى الله عليه وسلم قال وفيها كان غزوة احدي في يوم السبت النصف من شوال منها وأخذ جبل قريب من المدينة وكاتت عدة المشركين ثلثة ألف رجل ومعهم مايتا فارس وثلثة ألف بعير وخمس عشرة امرأة وقايدهم أبو سفيان بن حرث وعدة المسلمين ألف فكاتت الكسرة أولا للمسلمين ثم كانت للمشركين فقتل من المسلمين سبعون رجلا منهم حمزة ين عيد المطلب وكان يوم بلاء باشر فيه صلى الله عليه القتال بنفسه فرماه عقبه ابن أبي مغيط فكسر رباعيته اليمنى
صفحہ 3
============================================================
وجرح شفته السفلى وشجه عبد الله بن شهاب في جبهته وجرح في وجنته وسقطت تنيتاه وقتل من المشركين اثتان وعشرون رجلا قال وفي السنة الرابعة كانت غزوة بتي النظير اليهود وتزلوا من حصونهم على الجلاء من بلادهم فخرجوا إلى خيير ومنهم من سار إلى الشام وتبعهم المندر (6) بن عمر الساعدي إلى بير معاوية وسبعون رجلا من الأنصار فقتلوا جميعهم إلا كعب بن زيد فإنه أفلت وفيها كانت عزوة بدر الأخيرة قال وفي السنة الخامسة كاتت غزوة الختدق فاجتمعت الأحزاب وهم قريش وبنو قريظه والنظير وغطفان وسليم وكان مقدمهم حبيب بن أحطم وسلام بن أبي الحقيق وغيرهما من اليهود وجاء يوسف بن حارث بقود قريش وأنتباعهم في كشرة ألف وجاء بنو غطفان وعليهم عتييه بن حصن القراري وغيره فأشار سلمان الفارسي رحمه الله بحفر الخندق ونازلهم المشركون تيف وعشرين ليلة ثم أن تعيم بن مسعود الغطفاني أسلم وسعى في تخذيل الأحزاب وأفسد فيما بيتهم وبين اليهود فانهزموا وكانت عدة من قتل من المسلمين سنة ومن المشركين ثلاثة قال وفيها كاتت غزوة بني قريظه خرج إليهم صلى الله عليه فحاصرهم خمس وعشرين ليلة واشتد عليهم البلاء فنزلوا على حكم سعد بن معاد وكان عليلا من الجرح الذي أصابه يوم الخندق فحكم بقتال الرجال وسبي الذراري والنساء فضريت أعناقهم وكاتوا ما بين الستماية والسبع ماية منهم حبيب بن أحطب وجعلوا في خنادق حفرت لهم بسوق المدينة وأقسمت تسواتهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين وانتقض على سعد جرحه فمات قال وفي السنة السادسة كانت صلاة الاستشفاء بالحديتيه وكانت فيها غزوات منها غزوة بني المصطلق التقاهم في سفان وهربهم وقتلهم وأباح نسوانهم وأولادهم وكان فيهم جويره بنت الحرث تزوجها صلى الله عليه وجعل صداقها عتق من استرق من قومها قال وفي هذه السنة كانت غزوة الحدينيه وهي موضع (7) قريب من مكة في طريق جدة ثم وقع الصلح بينه ويين قريش على وضع الحرث عشر سنين فمن أحب الدخول في عقد محمد وعهده دخل فيه ومن أحب الدخول في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ومن أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رد إليه ومن أتى قريشأ من أصحاب محمد بغير إذنه ولم يرد إليه وأن يرجع محمد بأصحابه عامهم هذا ويدخل عليهم في أصحابه فيقيم ثلاثا لا يدخل عليهم بسلاح إلا بسلاح المسافر في القرب وكان الذي وقع معه عقد الصلح سهل بن عمر العامري وكاتب الكتاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال وفي هذه السنة تبعه الرضوان وكاتت البيعة تحت الشجرة وفقدت بعد ذلك وقيل أن السيول ذهيت بها
صفحہ 4
============================================================
قال وفي السنة السابعة اتخذ صلى الله عليه وسلم المتبر قيل إن امرأته قالت له إن لي غلاما نجارأ أفلا أمره أن يتخذ لك منبرا قال بلا فاتخذ له منبرا من طرفا الغابة وقيل كان من أنثل وكان العنبر ترجتين ومجلسا وكان قبل المنبر يسنتد إلى جذع في المسجد إذا خطب وبقي المنبر إلى آن ولي معاوية بن أبي سفيان فزاد فيه ست درجات ولم يغير بعد ذلك وأول من كساه القباطي عثمان بن عفان قال وفي هذه السنة كانت غزوة خيبر وفيها فتح الحصون واستولى على ما كان فيها من الأموال واشتد الحصار على حصتين هما الوطيح والسللم حتى أيقنوا بالهلكة فسألوا آن يحقن دماعهم ويبقيهم ببلادهم ويأخذ من تخيلهم النصف فأجابهم إلى ذلك وشرط أنه متى يشاء أخرجهم وبلغ أهل بدر (8) ذلك فسألوا آن يعاملو بمظه فأجابهم ولم تزل اليهود على هذه المعاملة إلا إلى أن مضى مقدار من خلافة عمر بن الخطاب فبلغه ما قال صلى الله عليه وسلم في مرضه أنه لا يجتمع في جزيرة العرب دينان فأجلاهم عنها وكانت غزوة خيبر في المحرم قال وفي هذه السنة أهدت إليه زينب ابنة الحارث اليهودية شاة مسمومة فأخذ منها ليأكل ثم قال إن هذا العضو ليخيرني آنه مسموم قال وفي السنة الثامتة للهجرة فتح مكة وذلك أن قريشا تقضت العهد فسار إليهم في عشرة ألف من المسلمين حتى نزل مرو الطران فأتاه عمه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان بن حرث فأسلم فقال من دخل دار آبي سفيان فهو امن ومن غلق بابه فهو آمن ومن دل المسجد فهو آمن ودخل إلى مكة من غير قتال وأمن جميع أهلها إلا نفرأ قليأ أهدر دماءهم فقتلوا وكان فتح مكة لعشر بقين من شهر رمضان وكان فتحها صلحا وقبل عنوه قال وفيها كانت غزوة حنين وهو واد معروف قال ولما سمعت هوزان بفتح مكة اجتمعت إلى مالك بن عوف فاجتمعت معهم بنوا تقيف وساروا بالنساء والأموال فسار إليهم في اثتي عشر ألف رجل فالتقى الفريقان بحتين فكانت الكسره الأولى للمشركين ثم بعد ذلك كثرت المسلمون عليهم فانهزموا وغنموا غتايمهم جميعا وكانت ستة ألف من البقر وأربعة وعشرين ألفأ من المعز وأربعين ألف شاة وأربعة ألف أوقية فضة وقل من بني تقيف في هذه الدفعة سعون رجلا ولم يقتل من المسلمين سوى آربعة نفر وجمعت السبايا والأموال بالجعراته ومضى إلى الطايف وحصرها ثم رحل عنها ونزل بالجعراته وفيها سبايا هوزان (9) فأتى وفدهم إليه وسألوه أن يمن عليهم بها وقالوا إنما هن عمانك وخالاتك فخيرهم بين النساء والأبناء والأموال فاختاروا التساء والأبناء فسلمها إليهم ثم فرق الغنايم على المسلمين قال وفيها أتاه مالك بن عوف بالجعراته فأسلم فرد عليه ماله واستخلف على مكة غيات بن أسد
صفحہ 5
============================================================
قال وفي السنة التاسعة كانت غزوة تبوك فنزل عليها وصالح صاحب دومه وصاحب ايله على أداء الجزية وأقام بتيوك دون عشرة ليال ثم انتقل إلى المدينة في شهر رجب قال وهي آخر غزواته وفي هذه الغزوة أنفق عثمان بن عفان في الجيش ألف دينار قال وفي هذه السنة أسلم أهل الطايف وأمر عليهم عمان ين أيي العاص وبعث أبا سفيان بن حرث بن شعبه هدما الالات التي كانت عندهم قال وفي السنة العاشرة كثر قدوم العرب عليه ودخل الناس في دين الإسلام وقويت كلمته وفيها ارتد مسيلمة الكذاب وادعى آنه شريكه في النبوة وتبعه قومه من بني حنيفة باليمامة قال وفيها حج صلى الله عليه حجة الوداع وكان دخوله مكة في عشر ذي الحجة ووعض الناس وعرفهم مناسكهم ورجع إلى المدينة وفي السنة الحادية عشر ظهر الأسود العنسي الكذاب باليمن وادعى التبوة وغلب على صنعاء ونجران وعمل الطايف واستطار ذكره فقتله فيروز الديلمي في منزله قال وفي هذه السنة كانت وفاته إلى رحمة الله تعالى ورضوانه وذلك أنه لما عاد من حجة الوداع أقام بالمدينة إلى ايلتين بقيتا من صفر فابتدأ مرضه وأمر آيا بكر آب يصلي بالناس فصلاتهم سبعة عشر صلاة وتوفي يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول (10) وكان عمره صلى الله عليه وسلم ثلاث وسنين سنة وقيل خمس وستين سنة وكان صلى الله عليه حسن الأخلاق لين الكلام يعود أصحابه كما يعودونه ويقبل وجوههم كما يقبلونه ويواسي الضعيف ويعظم الكبير ويرفق بالصغير ومن ساله في حاجة لا يرده إلا يحاجته أو بميسور من القول قال ومان كاتبه عثمان ابن عفان وعلي ابن أبي طالب فإن غابا كتب له أبي حرت بن كعب وزيد بن ثايت فإن غابا كتب له من حضر من الكتاب وهو معاوية ابن أبي سفيان وخالد بن سعيد اين أبي العاص والعلا ابن الحضرمي وحنظله ابن الرييع وكان يكتب له أيضأ عبد الله ابن أبي شرح فارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين وأستامن له عثمان يوم الفتح فأمنه بعد كان قد هدر دمه وكان الزبير ابن العوام وجهم ابن صفوان يكتيان أموال الصدقات وحديقه ابن السمال يكتب خرص النخل والمغيره بن سعبه والحسين ابن يمن يكتبان المداينات والمعاملات وعبد الله بن أرقم يجيب عن كتب الملوى
صفحہ 6
============================================================
قال والقضاة في أيامه فإنه استقضى علي اين أبي طالب على اليمين ومعاد بن جبل الأنصاري وأبا موسى الأشعري قال وكان صاحب إذنه أنس اين مالك وصاحب شرطته قيس ابن سعيد الأنصاري قال وكان لواوه أبيض ورايته سوداء وكان نقش خاتمه الشهادتين وكان مؤذنه بلال وأما عماله فإنه توفا وعامله على مكة غياث بن أسد وعلى البحرين العلاء بن الخضرمي وعلى الطايف عثمان ابن أبي العاص وعلى صنعاء ومخاليف الجند عمر اين أبي أمية المحرومي وعلى مخاليف اليمن خالد ين سعيد ابن أبي العاص وعلى جرش ابن سفيان ابن حرث وعلي بن مينه على ناحية من نواحي اليمن (11) قال المؤرخ ولما كان تاريخ سني الهجرة بالسنين القمرية ذكرناها على ما هي عليه وحررنا كم يكون عنها سنين شمسية ليصح لنا التاريخ من آدم عليه السلام إلى الآن فتحرر أن وفاته كانت لانقضاء ستة ألف وماية وثلثة عشرين سنة وتسعة أشهر وأريعة عشر يوما شمسية ومدة الهجرة سنين قمرية عشرة سنين وأحد وسبعين يوما عنها شسية تسع سنين وأحد عشر شهر غير يوم واحد لأن أول الهجرة كان بوم الخميس وآخر مدة حياته يوم الاثشين عنها ثلاثة ألف وستماية وأربعة عشر يوما قال المؤرخ ونحن ننكر هنا ما ورد تواريخ النصارى من الوقايع والحوادث في أيام حياته ورد تواريخ النصارى أنه كان مؤثرأ لهم رؤوفا بهم فأوفد منهم جماعة وطلبوا منه الأمان فضرب عليهم الجزية وأحسن إليهم وكتب لهم بالأمان وقال لعمر قل لهم أن نفوسهم كنفوسنا وأموالهم كأموالنا وأعراضهم كأ عراضنا ذكر هذا الحديث صاحب كتاب المهذب وأسلمه إلى مسلم وهو حجة الإمام أبي حنيفة في قتل المسلم بالنمي فأوفد عليه بعض أكير النصارى فقام له وأكرمه فقالوا له في ذلك فقال إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وهذا كبير قومه وقال استوصوا يقيط مصر خيرا قان لكم منهم نسيا وصهرا وقال من ظلم ذميأ كان خصمه يوم القيامة وقال من أذى ذميا فقد أذاني قال المؤرخ ورد تواريخ النصارى أن شهريار ابن انربان ملك الفرس غزا الروم ونزل على أنقرة وفتحها وسيى جميع من فيها في أول سنة من الهجرة وفتح أيضا في هذه السنة جزيرة ردوس وسبى أهلها
صفحہ 7
============================================================
12) وفي السنة الثانية من الهجرة ضيق كسرى بن هرمز على الأمم المخالفين له في دينه في جميع مملكته لما داخله من العجب لكثرة الفتوحات التي فتحها وأتقلهم بالخراج وأمر بهدم الكنايس بالشام وبالجزيرة وحمل ما فيها من الذهب والفضية والالات حتى الرخام إلى مملكته وفي السنة الثالثة للهجرة غزا شهريار القسطتطينية بجيوش عظيمة ونزل عليها ولم يقدر عليها وانصرف عنها وفي هذه السنة ضيق كسرى على أهل الرها وطلب منهم أن يننقلوا عن مذهب الملكية إلى اليعقوبية لأنه كان عنده طبيب اسمه يون اوهمه آنهم ما داموا على مذهب الملكية ربما مالوا إلى الروم وكاتبوهم فعرض عليهم القتل أو الانتقال إلى مذهب اليعقوبية فتتقلوا جميعهم وفي السنة الخامسة للهجرة خلع كسرى بعد تمانية وثلثين سنة من مملكته وذلك انه عاد إلى بلاده بعد آن اخريها هرقل ملك الروم تقل على الناس وعسفهم فاجتمعوا وخلعوه وجعلوا موضعه قباد ولده ويسمى سيرويه وهو ابن مريم بنت مورق ملك الروم وأحسن السيرة ورفع الخراج عن الناس حتى يعمهم عدله فلم يلبث إلا قليا حتى وقع الطاعون في أهل مملكته فهلك أكثرهم وهلك سيرويه وكانت مملكته تمانية أشهر ثم ملك بعده اردشير ولده فلم يلبث إلا خمسة أشهر وقتل وفي السنة السادسة للهجرة ملك على الفرس رجل من غير بيت المملكة اسمه شهريار فاحتالت امرأة من أهل بيت المملكة وقتلته وكانت مملكته اثتان وعشرون يوما ثم ملك بعده رجل من ولد هرمز يقال له كسرى ابن قباد بن هرمز فوتب عليه صاحب خراسان فقتله وكانت مملكته ثلثة أشهر (13) ثم من بعد نوران ابنة كسرى مدة سنة ونصف وفي السنة الرابعة للهجرة دخل شهريار في طاعة هرقل والسبب في ذلك آن قومأ سعوا بشهريار إلى كسرى أنه يقول أنا فتحت الفتوح كلها ويفتخر على كسرى فغضب كسرى وكتب إلى المرزيان بأن يحتال على شهريار وولده أمير العسكر فوقع الرسول والكتاب في يد هرقل فسير هرقل إلى شهريار وعرفه فطلب منه الأمان على نفسه ليحضر اليه فأمنه على نفسه وماله وحريمه فدخل شهريار إلى القسطنطينية فأقرأه هرقل الكتاب وأتاه بالرسول تعرفه شهريار وأخبره بالسبب فلما تحقق شهريار دخل في طاعته وبايعه وكتب شهريار إلى المزارية والمقدمين بأن كسرى قد كتب إلى المرزيان بقتلهم فدل جميعهم إلى هرقل وبايعوه وأطاعوه واستعد هرقل لغزو الفرس وكتب إلى خاقان ملك الحرر يسأله إمداده بأربعين ألف فارس على أن يصاهره ويزوجه ابنته وسار هرقل إلى الشام وجعل يفتح مدينة مديتة مما في أيدي الفرس وولي عماله عليها فلما بلغ كسرى خبر شهريار وأصحابه واتفاقهم مع هرقل وأنهم قد أقبلوا لمحاريبته وأن هرقل قد افتتح أكثر المدن هاله ذلك وتدم على ما فعل وكان أكثر جنود الفرس مفرقين في الشام
صفحہ 8
============================================================
والجزيرة فأخذهم هرقل وأبادهم أول بأول ثم أن كسرى أمر المرزيان ويقال له روربهار وقدمه على الجيوش ليخرج لقتال هرقل فسار زوريهار حتى وصل إلى ناحية الموصل وكان هرقل افتتح أرمينية ومصر والشامات وقتل عامة الجيوش التي بهذه البلاد من الفرس وتبعه الذي بقي منهم وكذلك الارمان فاجتمع لهرقل برها (14) تلثماية ألف فارس وصار إليه من ناحية الحرر نحو أربعين ألف فارس فلما وصلوا إلى أذربيجان كتب لهم هرقل بالمقام هناك إلى أن يصير إليهم فلما فتح هرقل أرمينية شخص إلى نينوى فنزل على الدرب الأكبر وسار زوربهار فالتقت الجيوش هناك وكان بينهم فتال شديد فانهزم الفرس وقتل منهم يومئذ ما ينيف عن خمسين ألف رجل وقتل زوريهار مقدم العسكر واستباح هرقل أموالهم وبلغ ذلك كسرى فهرب عن الماحورة والمداين ثم وافا هرقل إليها فدخلها واستولى على دخاير الملك وأخذ كلما فيها واحرقها وأخرب الرسانيق وسبا أهلها وكان سيرويه بن كسرى محبوسا في اعتقال أبيه فخرج من الحبس وقتل أباه وملك بعده وكان ملك كسرى ثمان ولثين سنة وكان ملك سرويه في السنة السابعة للهجرة وهي السنة الثامنة عشر لهرقل وهي سنة أربعين وتسع ماية الإسكندر ثم إن هرقل رجع ونزل في قرية تمانين وهي التي أعمرها نوح عليه السلام بعد خروجه من الفلك وصعد إلى جيل حودي ونظر إلى موضع الفلك وأشرف على تلك الأرض كلها لأنه موضع مرتفع جدا ثم مضى إلى ناحية امد فأقام فيها ساير الشنوية ووجه سيرويه بن كسرى وفدا إلى هرقل يلتمس مصالحته فأجابه هرقل إلى ذلك على أن يعطيه كلما أخذه أبوه مما كان للروم وتقرر الأمر على ذلك وعزم هرقل على المسير إلى الشامات وتقدمه أخوه ثادرس وأمره بأن يخرج جميع الفرس الذين في الجزيرة والشامات إلى بلادهم فسار ثادرس أخوه في تقدمته وصار يدخل مدينة مدينة ويرتب عماله عليها حذى احتوى على جميعها وعاد إلى القسطنطينية ثم بعد ذلك صار هرقل إلى الرها وأمر الناصري بالرجوع عن المذهب اليعقوبية إلى الملكية فرجعوا وأقام هرقل بالرها سنة كاملة.
15) ومات سيروية بن كسرى وملك بعده اردشير فقتله شهريار الذي ذكرناه متقدمأ واجتمعت جيوش فارس إليه وجمع المرزبان أيضأ جيوشا فصار الفرس فرقين تثم قتل شهريار وملك بعده كسرى بن قباد بن هرمز ثم قتل وملكت نوران ابنة كسرى وأحسنت السيرة وأقسمت الأموال بين الجند وأطلقت الخراج للناس وأقامت في الملك سنة ونصف وماتت وملك بعدها جشنسده ابن عم كسرى ثم خلع وملكت بعده ازرمي بنث كسرى فلم تلبث الا قليلا وسمت وماتت وكانت ملكها سنة وأربعة أشهر وملك بعدها فرخزاد ابن كسرى شهرا واحدا وقتل.
وفي السنة السابعة للهجرة انكسفت الشمس وظهرت النجوم بالنهار.
التاني أبو بكر الصديق رضي الله عنه
صفحہ 9
============================================================
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله أن أبا بكر الصديق هو عبد الله ابن أبي قحافة عثمان ابن عامر بن عمر بن كعب وآمه اسمها اسما ابنة صخر بن عامر بن عمر بن كعب وهي اينة عم آبيه وسمي صديقا لتصديفه خبر السرى: قال بويع له بالخلافة في اليوم الذي قبض فيه النبي يسقيفة بني ساعدة وكانت الأنصار قد اجتمعوا بالسقيفة ليبايعوا سعد ابن عبادة الأنصاري فاشتد اللغط فقال رجل من الأتصار منا أمير ومنكم أمير يا معشر المهاجرين قال لهم أبو بكر رضي الله عنه بعد أن حمد الله وأثتى عليه يا معشر الأنصار إنكم لا تذكرون لكم فضلأ إلا أنتم له أهل وأن العرب لا تعرف هذا إلا في قريش وأني قد رضيت لكم أحد رجلين مهما شئتم وأخذ بيد عمر ابن الخطاب 16) وأبي عبيد بن الجراح فكثر القول وارتفعت الأصوات فقال عمر لأبي بكر ابسط يدك نبايعك فبسط يده فبايعه المهاجرون والأتصار واتفق الناس عليه إلا علي بن أبي طالب وساير بني هاشم فإنهم امتتعوا من البيعة بيده ثم لما راى علي رضي الله عنه انصراف وجوه الناس عته بايع هو وبتو هاشم جميعهم.
وفي هذه السنة أعني سنة إحدى عشرة ارتدت العرب ومنع بعضهم الزكاة واصتفحل آمر مسيلمة الكذاب.
وادعى طليحة ابن خويلد النبوة واتبعه قومه من بتي أسد ووصل الخبر بقتل الأسود العنسي الكذاب وكان أول فتح أبي بكر رضي الله عنه.
وفيها خرج أبو بكر الصديق إلى عيس ودينان فقاتلهم وهزمهم ثم عاد إلى المدينة وسير الجيوش لقتال المرتدين فعقد أحد عشر لوا على أحد عشر حدا وسير خالد بن الوليد المحرومي لقتال طليحة الكذاب ومن أصابه من غطفان وطي وأسد فقاتلهم وهزمهم واتهزم طليحة بعد ذلك لما بلغه أسد وغطفان ولم يزل مقيما في اكلب حتى مات أبو بكر رضي الله عنه ثم أتى إلى عمر ابن الخطاب فبايعه ورجع إلى بلاده وقومه وفيها ادعت شجاج بنت الحارث النبوة في بني ثلية وسارت إلى مسيلمة الكذاب فتزوجت به وأقامت عنده تلثا تم انصرفت إلى قومها ولما هزم خالد طليحة توجه إلى مالك ابن نويرة وهو بالبطاح فقتله هو وأصحابه ثم رجع إلى المدينة وفيها بعث أبو بكر رضي الله عنه عكرمة ابن أبي جهل الى قتال مسيلمة الكذاب واتبعه سرجيل ابن حسته ثم اتبعهما خالد ابن الوليد فاجتمعوا باليمامة وكانت عدة المسلمين أربعين ألفأ (17) وكانت الكسرة أولا على المسلمين فاتهزموا وقتل زيد ابن الخطاب رضي الله عنه وجماعة كبيرة قيل إنهم آلف ومايتان ثم كثر المسلمون عليهم فهزموهم وقتلوا مسيلمة وعشرة ألف رجل من أصحابه وغنم المسلمون أموالهم ورجع من بقي إلى الإسلام.
صفحہ 10
============================================================
وفيها بعث أبو بكر العلا ابن الحضرمي في جيش كثيف إلى قتال المرتدين بالبحرين فانهزم المرتدون وقتل منهم خلق كثير ثم رتب العلا ابن الحضرمي عسكر المسلمين في جهاد المرتتين حتى أبادهم ورجع بعضهم إلى الإسلام وقتل من ثيت على ارتداده وافنحم العلا بمن معه اليحر إلى دارين فقتلوا أهلها جميعهم واستباحوا أموالهم.
قال وفي السنة الثانية عشر كتب أبو بكر رضي الله عنه إلى خالد ابن الوليد يأمره بالمسير إلى العراق فسار إليها وصالح أهلها وقرايا السواد على أن يؤدوا الجزية وكانت أول جزية قدمت المدينة ثم فتح الأنبار وعين اليمن وأنفذ السبي إلى المدينة وسار إلى تومه الجندل فقتل المننر وسبى ابنه الجودي وكانت لخالد في هذه السنة وقعات عديدة كان الظفر فيها للمسلمين وقتل من المشركين فيها ما لا يحصى كثرة وغنم المسلمون من الأموال ما لا يحد ولا بعد.
قال وفي سنة ثالثة عشر جهز آبو بكر رضي الله عنه الجيوش إلى الشام فبعث عمرا ابن العاص إلى فلسطين ويويد اين أبي سفيان وأبا عبيدة ابن الجراح وسرجيل بن حسنة إلى البلقا وعليا الشام وخالد بن سعيد بن العاص إلى تيما.
قال وفيها كانت وقعة بالشام بين خالد وبين يطريق من الروم اسمه ماهان فهزمه خالد ابن سعيد إلى ياب دمشق ونزل خالد مرج الصغير قأخذت الروم عليه الطريق وتأخروه القتال فقتل ولد سعيد وأكثر من معه (18) فانهزم بعض أصحابه إلى ذي المروة قلما بلغ أبا بكر الخبر سير معويه اين أبي سفيان إلى أخيه مددأ في جند من السلمين: وفيها كتب أبو بكر إلى خالد ابن الوليد وهو في العراق بأمره على أجناد الشام وأن يسير إليهم بشطر من معه فسار اليهم خالد في تسعة ألف.
وفيها فتحت مدينة بصرى وهي أول مدينة فتحت بالشام.
قال وفي هذه السنة توفي أبو بكر رضي الله عنه وذلك في يوم الجمعة لسبع ليال بقين من جمادى الآخرة وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر وتسعة أيام وقيل سنتين وأربعة أشهر إلا أريعة ليال وكان عمره ثلاث وستين سنة وكان مرضه السل وصلى عليه عمر ابن الخطاب ودفن في حجرة عائشة.
قال كان طويلا ادم وقيل أبيض تحيفا خفيف العارضين يخضب بالحنا والكتم وكان متمسكأ بالزهد والورع معرضا من طيبات الدنيا وروي أنه كان يأخذ من بيت المال ثلثة دراهم أجرة وأنه قال لعائشة رضي الله عنها انظري يا تبيه ما زاد في مال أبي بكر منذ ولينا هذا الأمر فرديه على المسلمين فنظرت واذا كروا قطيفة ومسه قيمة الجميع خمسة دراهم فلما جاء بذلك الرسول إلى عمر قال رحم الله أبا بكر لقد كلف من بعده تعبا.
صفحہ 11
============================================================
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله أن أبا بكر رضي الله عنه أول من جمع القرأن من اللوحين فإنه لما أصيبوا المسلمون باليمامة خاف أن يعدم من القرآن طائفة وانما كان في صدور الرجال وفي الرقاع بين اللوحين وسماه مصحفا: قال وكتابه عثمان بن عفان وزيد ابن ثالت وقاضيه عمر بن الخطاب وحاجيه سديد مولاه وخانمه خاتم التبي وقد نكرتا أن خلافته أولها يوم التلثا وآخرها يوم الثثا والمدة قرية سنتين وماية يوم لنتمة اثتتي عشر سنة (19) وماية أحد وسبعين يوما الهجرة عنها شمسية سنتين وستة وسبعين يوما وكاتث وفاته لتمام ستة آلف وماية وعشرين سنة للعالم شمسية وكان أبو بكر رضي الله عنه يفرق في كل ليلة جمعة ما يجمع في بيت المال على أربابه على حسب الفضائل في الجند أولا ثم بعدهم في العلماء ومن استحق الأهم في الأهم.
قال المؤرخ والذي ورد تواريخ التصارى من الحوادث في أيام أبي بكر رضي الله عنه أن أهل فارس اجتمعوا في الستة الحادية عشر للهجرة في خلافة أبي بكر فلما صاروا إليه من الفتن وفتثل ملوكهم وما دخل عليهم من الحلل فطلبوا ابتأ لكسرى يقال له يزدجرد قد هرب عن سيرويه فملكوه عليهم وهو ابن خمسة عشر سنة وكانت آهويتهم مختلفة وجماعتهم منفرقة متحاريون وأهل كل أرض مدينة وقرية محاريون لمن يليهم والمدائن أيضأ متل ذلك.
وفي السنة الثالثة عشر للهجرة عرضت رجفة شديدة بأرض فلستين تلثين يوما وزلزلت الأرض وعرضت فيها وياء كبير وفي هذه السنة نزل عسكر المسلمين على مدينة غزة ومقدمهم عمرو ابن العاص فأرسل البطريق الذي كان بها من جهة هرقل إلى المسلمين يطلب رجلا منهم يتحدث معه فقال عمرو ابن العاص أنا أدخل إليه فشكر وعبر على غزة واجمع بالبطريق فأكرمه ورحب به وقال ما الذي جابكم إلى بلدتا وما تريون فقال له عمرو ابن العاص أمرنا صاحبنا أن تقانلكم إلا أن تكونوا في دينتا فتكونوا أسونتا وأخوتتا ويلزمكم ما يلزمنا فلا نتعرض إليكم فإن أبيتم فتؤدوا الجزية في كل عام أبدا ما بقيتا وبقيتم ونقاتل عنكم من ناوأكم أو تعرض إليكم في وجه من الوجوه ويكون لكم عهذ عليتا فإن أبيتم فليس بيتنا وبيتكم إلا السيف فنقاتلكم (20) حتى تعي لأمر الله فلما سمع البطريق كلام عمرو بن العاص وجسارته في كلامه فلم يشك أنه أمير القوم فأمر أصحابه إذا خرج عمرو من عنده يقتلوه وكان مع عمرو غلام يعرف بالرومبة فعرفه بما قال البطريق فعمل الحيلة وعاد إلى البطريق وقال إن أكابر القوم هم عشرة رجال هم مدبروا القوم وهم أرادوا العبور معي فوجهوتي لاسمع كلامك وأعود اليهم فيدخلون إلبك بتحدتون معك فقال البطريق وفي القوم مثلك قال عمرو أنا أكلمهم لسانا وأقصرهم حجة وأدناهم قدرا وهم يحضرون إلبك تسمع كلامهم قال البطريق افعل وفكر البطريق في أن قتل عشرة أخير من واحد ومنع من قتله رجاء أنه يحضر في جملة العشرة فيقتل الجميع فلما خرج عمر من الباب أعلم أصحابه وقال لا أعود إلى مظها أبدا فخرج الروم إليهم فتقانلوا فكانت
صفحہ 12
============================================================
الهزيمة على الروم وقتل منهم جماعة كبيرة وما يرح المسلمون في إثرهم إلى أن وصلوا بيت المقس وقيسارية تصتوا فيها فتركوهم ومضوا إلى البتتيه وكتبوا الخبر إلى أبي بكر فوفاه الرسول قد مات رضي الله عنه.
التالث من خلفاء المسلمين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه.
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله عمر بن الخطاب بن نفيل بن عيد العزيز اين رياح بن قرط بن رواح بن عدي ابن كعب بن لؤي بن غالب، قال بويع له بالخلافة يوم مات أبو بكر رضي الله عنه بوصية أبي بكر إليه.
21) وفي هذه السنة الثالثة عشرة للهجرة جهز عمر رضي الله عنه أبا عبيدة بن مسعود اليقفي إلى فارس فقالهم بالحيرة وتصرت المسلمون وقتل من المشركين خلق كثير.
ثم كانت وقعة الحيرة فقتل فيها آبو آبيده رحمه الله وخلق من المسلمين وكانت الكسرة عليهم ثم كانت وقعة البويب فكانت الكسرة على المشركين وقتل منهم مفتلة عظيمة.
قال وفي السنة الرابعة عشر كان فتح دمشق وذلك أن المسلمون نازلوها وأميرهم خالد بن الوليد وكان عمر رضي الله عنه لما أقصت إليه الخلافة عزل خالد بن الوليد عن الشام وولى أبا عبيدة بن الجراح فلم يعلم أبو عبيدة خالد بذلك إلا بعد فتوح دمشق ولما نزل المسلمون دمشق حاصرها حصارا شديدا ونصبوا عليها المناحنيق وأقاموا عليها سيعين ليلة وقيل ستة أشهر ثم فتحت فدخلها خالد من باب توما عنوة ودخلها آبو عبيدة من باب الجابية صلحا وكان فتحها في شهر رجب: قال وقيها ولى عمر رضي الله عنه حرب العراق سعد بن أبي وقاص ويعث معه الجيوش فصار إلى القادسية واجتمع معه اثتا عشر ألفأ فجأتهم الفرس وقائدهم رستم في ثلثين ألفأ فكانت بالقادسية وقعات منها يوم اعواث وسمي بذلك لوصول ستة ألف من أجناد الشام مددا لهم وهم في الفتال ثم كانت ليلة الهريزة فكان القتال فيها شديدا واقتتلوا صبيحا إلى أن قام قائم الظهيرة وقتل رستم وقتل من عسكره خلق كثير وكان عدة عساكر المشركين في القادسية ماية ألف وعشرين ألفأ فكانت عساكر المسلمين قرييا من ثلثين ألفأ وعدة من أصيب من المسلمين منها سبعة ألف وخمس ماية وهلك من الفرس أكثرهم.
وفي هذه السنة أحيط المسلمون البصرو والكوفة بأمر عمر رضي الله عنه.
22) قال وفي السنة الخامسة عشر للهجرة اجتمعت الروم وحشدت وقصدت جيوش المسلمين سنة وتلثين ألفأ وعدة المشركين مائتي ألف وأربعين ألفا وهزم المسلمون عددهم وقتلو منه ما لا يحصى كثرة.
صفحہ 13
============================================================
قال وفيها كاتت غزوات كثيرة مع الروم وكان الظفر فيها للمسلمين.
قال ثم نزل آبو عبيدة وخالد على حمص فحاصروها مدة ثم صالحهم المسلمون على الجزية وأمنوهم.
قال ثم بعث آبو عبيدة خالد إلى قنسرين ففتحها صلحا بعد أن قاتله متياس في جمع كبير من الروم بالحاضر فقتل متياس ومن معه و خالد تلك البلاد ومهدها.
وفي السنة السادسة عشر للهجرة خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام واستخلف على المدينة علي بن أبي طالب وقيل عشمان بن عفان ونزل الجانبه وصالحه الارطتون صاحب الرملة وكان عمرو بن العاص وسرجيل محاصرين لها.
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله ولما صالح عمر رضي الله عنه الارطنون بعث عمر ابن العاص وسرجيل إلى بيت المقدس فحاصرها فلما آجهدهم البلاء طلبوا الصلح على أن يكون أمانهم من عمر رضي الله عنه فأجيبوا إلى ذلك وصالحهم عمرو لما تمهت لعمر رضي الله عنه فلسطين والأرض المقسة وضرب الجزية على أهلها سير عمرأ ابن العاص إلى مصر في جمع كثيف من المسلمين: قال وفي هذه السنة فتح سعد بن أبي وقاص مدائن كسرى وعبر هو والمسلمون إلى المدائن واستولوا على أموال كسرى ودخايره ويقال آنهم وجدوا من المال تلثة ألف ألف ألف دينار ووجدوا بيتا فيها سلال مختمة بالرصاص فيها أواني الذهب والفضة ووجدوا بيتا مملؤا كافورأ فظنه المسلمون ملحا فاستعملوه في العجين فمرر الخبز:.
قال وجدوا تاج كسرى (23) وثيابه المنسوجة بالذهب المرصعة بالجوهر وادراع كسرى ومغافره ووجدوا ستر الإيوان فخرقه سعيد فخرج منه ألف ألف متقال قيمة المتقال عشرة دراهم قال ووجدوا بساطأ من حرير طوله ستون ذراعا في عرض متثله فيه صور وفصوص كالأزهار وفي حافته كالأرض المزدرعة بقولا وكلا على شكل نبات الأرض في زمن الرييع بالفصوص والذهب والفضية فلما وصلوا إلى عمر رضي الله عنه قطعه وقسمه بين المسلمين فأصاب عليأ عليه السلام قطعة أباعها بعشرين ألفأ ولم تكن بأجودها.
قال وفي هذه الستة كانت وقعة جلولا مع الفرس فانتصر المسلمون عليهم وانهزم ملك الفرس يزدجرد إلى فرغانه وهو آخر ملوكهم قال وكانت وفعة جلولا بعد تسعة أشهر من فتح المدائن.
وفيها عاد عمر رضي الله عنه من الشام إلى المدينة.
وفيها قدم حبلة بن الانهم العيساني على عمر رضي الله عنه مسلما ثم تتصر ولحق بالروم وقصته مشهورة.
صفحہ 14
============================================================
قال وفي السنة السابعة عشر للهجرة قصد ملك الروم حمص في جمع كثيف وأحاطوا بها ويها أبو عبيدة فاستمد عمر رضي الله عنه فأمده بأربعين ألفا من جيش سعد ابن أبي وقاص ويجماعة آخرين فازلوا الروم عن حمص وهزموهم قال وفيها خرج عمر رضي الله عنه إلى الشام حتى انتهى إلى تمشق فمهد الشام ومن بها من المشركين وهي خرجته الرابعة.
قال وفي السنة الثامنة عشر للهجرة حاصر عمرو بن العاص مصر آشد حصار واستمد عمر فأمده بالزبير ين العوام بأربعة ألف وفيها فتح مصر وقيل في السنة التاسعة عشر للهجرة.
قال نصبوا عليها المناحنيق وملكها المقوقر ثم وقع الصلح بين عمرو والمقوقر (24) على دينار مصري على كل شخص بمصر وأن يضيفوا كل من يمر يهم من المسلمين ثلاثة أيام وكانت الجزية عليهم في كل سنة اثني عشر الف ألف دينار ثم توجه عمر إلى مريوط وفيها جماعة من الروم فهزمهم ثم إلى كوم شريك وفعل كذلك ثم وافى الإسكندرية فنزل عليها محاصرأ لها.
وفيها كان عام للرمادة بالحجار اجدبت الأرض وهلكت الماشية فاستشفا عمر والعباس رضي الله عنهما فشفوا.
وفيها كان طاعون عمواس بالشام ومات فيه من المسلمين خمسة وعشرون ألفا منهم بو عبيدة بن الجراح وسرجيل بن حسنة ومعاد بن حميل والفضل ابن العياس ويزيد ين أبي سفيان: قال وفي سنة تاسعة عشر للهجرة توفي هرقل ملك الروم وورد الخبر بموته وقيل أنه هلك في سنة عشرين وقيل في سنة إحدى وعشرين وعمرو بن العاص حيننذ محاصرأ إسكدرية فوهنت شوكة الروم بموته.
قال وفيها دون عمرو بن العاص رضي الله عنه الدواوين وهو أول من دونها وقيل كان ذلك في سنة ستة وعشرين.
قال وفي سنة عشرين للهجرة كان فتح الإسكدرية وذلك وقت صلاة الجمعة مستهل المحرم وكان مدة الحصار عليها أربعة عشر شهرأ وعدم من المسلمين على حصارها ثلثة وعشرون ألف رجلا.
وفيها أحيط عمرو بن العاص مدينة مصر وهي الفسطاط وانما سميت بذلك لأن فسطاط عمرو كان مضرويا عليها قبل توجهه الى الإسكتدرية فلما توجه إليها أمر بنزع فسطاطه وإذا فيه حمام قد فرخ فقال عمرو لقد تحرم منا بمحرم لا تغيروه وأقروه على ذلك وأوصى به نوابه فلما فتحت الإسكندرية وعاد المسلمون منها قالوا أين نزل قالوا الفسطاط فسميت بذلى.
صفحہ 15
============================================================
25) قال وفي سنة إحدى وعشرين كانت وقعة نهاوند وذلك أن الفرس اجتمعوا بها فسار إليهم النعمان بن مقرن في جيش من المسلمين فاقنتلوا فقتل التعمان بعد ثلثة أيام فقام مقامه حذيفة بن البيمان ثم انتصر المسلمون وانهزم المشركون وقتل منهم خلق كثير.
وفيها فتح المغيرة بن شعبة أذرييجان صلحا وفتح عمرو بن سعيد عين ورده وحران والرها وفتح عياص بن عيسى الرقة ونصييين وما بليها وفتح أبو موسى الأشعري الأهواز والسيواس وفيها فتحت خراسان على يد النعمان ابن مقرن قبل وقعة نهاوند وفيها توفي خالد بن الوليد بحمص.
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله وفي السنة الثالثة وعشرين للهجرة كان مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة واسمه فيروز وكان فارسيأ مجوسيا وقيل نصرانيا وسببه أنه شكى إلى عمر رضي الله عنه تقل الخراج الذي جعله عليه المغيرة وهو درهمان كل يوم فقال له عمر ما أراه كثيرأ فاخفظه ذلك وضرب عمر صلاة الصبح يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي الحجة عندما كثر بكره الإحرام فجاء بخنجر له راسان ونضابه في وسطه تلث ضربات إحداهن تحت سرته ثم قتل وصلى بالناس عبد الرحمن بن عوف وحمل عمر رضي الله عنه إلى متزله فأمر صهييأ أن يصلي بالناس ثلاتأ وجعل عمر رضي الله عنه الخلافة مستورأ في ستة وهم علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وسعيد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهم وجعل ابنه عبد الله مشيرأ وليس له من الأمر شيئا فأقام عمر جريحا ثلاثة أيام وتوفي لأريع بقين من ذي الحجة من هذه السنة وقيل في يوم الاثثين لليلتين بقيتان من ذي الحجة وصلى عليه صهيب بن ترصيب بن عمر واليه ودفن في حجرة عائشة.
26) قال صفته كان شديد الأدمة أصلع طوالا أعسر أيسر ختما وكان سيرنه العدل والزهد والورع وهي مشهورة وهو أول من أرخ بعام الهجرة وختم الكتب وهو أول من دعي بأمير المؤمنين وأول من ضرب بالذرة وحملها وأول من جمع الناس على إمام واحد في رمضان وفي أيامه كان الفتوحات الجليلة المذكورة أولا.
قال وكتابه عبد الله بن حلف الجراعي وزيد بن ثابت وعلي بن المل والمال ابن زيد بن أرقم قضاتة يزيد بن أخت عمر بالمدينة وأبو ميه بن الحادث الكتدي بالكوفة وحاجبه يزيد مولاه وخاتمه خاتم النبي صلى الله عليه.
واختلف التاس في أول يوم خلافته والذي عليه التاريخ هو يوم الأربعاء وآخرها يوم الاثتين والمدة عشر سنين وماية وشانية وسبعين يوما قمرية لتكملة اشتين وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وسبعة وعشرين يوما للهجرة عنها شمسية عشر ستين وسبعين يوما وذلك لنتمة ستة ألف وماية ست وثلثين سنة وشهرين وخمسة أيام شمسية للعالم.
صفحہ 16
============================================================
قال وكان عمر في كل ليلة جمعة يفرق ما يجمع في بيت المال على أربابه على حسب الحاجات وخالف اجتهاده اجتهاد أبي بكر في معرفته على حسب الفضائل واحتج بأن قال أن المال جعل لدفع الضرورات الدنيا فملحظة الحاجة به أولا وأمس وأما الفضائل فنوابها في الآخرة.
والذي ورد تواريخ النصارى من الحوادث في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن هرقل ملك الروم كان بحمص لما فتح المسلمون طبرية فلسطين والساحل فبلغه ذلك فتوجه إلى أتطاكية واستجلت المستعربة من غسان وجدام ولحم وكل من قدر عليه وقدم عليهم بطريقا اسمه ماهان ووجه به إلى دمشق وكتب إلى منصور عامله بأن يربح عليهم بالمال وكان منصور موغر الصدر عليه لأن (27) هرقل كان عاقبه واستخلص منه المال لما كانت القسطنطينية محصورة فاعتذر أنه ليس بدمشق مال وأن العرب قوم عراة وما يحتاجون إلى هذا كله فخرج ماهان والعسكر الذي معه فصادف جيوش عمر قد وصلوا الجولان وصار الوادي بينهم منل الخندق فأقاموا أياما وخرج منصور بريد عسكر ماهان البطريق ومعه مال قد جباه من دمشق لينفق في العسكر فوصل في الليل وكان معه خلق كثير من أهل دمشق ومشاعل وطبول وبوقات فلما نظر عسكر ماهان الجموع التي مع منصور والطبول والبوقات توهموا أن العرب جاعوهم من خلفهم وكبسوهم فوقعت فيهم الهزيمة فسفطوا كلهم في الوادي وماتوا ولم ينج منهم إلا قليلأ هربوا إلى دمشق وغيرها من الأماكن وعاد منصور ومن معه إلى دمشق واهتموا للحصار وجمعوا ما قدروا عليه من طعام وماشية ووضعوا على أبواب دمشق العرادات والمنجنيقات وأقاموا المقاتلة ونزل خالد بن الوليد بباب الشرقي ونزل أبو عبيدة بن الجراح بباب الجابية ونزل عمرو بن العاص بباب توما ونزل يزيد بن أبي سفيان بباب الصغير فأقاموا على دمشق ستة أشهر وكانت بينهم حروب كثيرة فلما أجهد أهل دمشق الحصار صعد منصور عامل دمشق وطلب من خالد بن الوليد الأمان لمن بدمشق من الروم فأجابه إلى ذلك وفتح له الباب ودخل خالد بن الوليد المدينة وأمر أصحابه أن يغمدوا السيوف فبلغ بقية الروم الذين على الأبواب أن المسلمين دخلوا المدينة فهربوا وتركوا بقية الأبواب فدخل أبو عبيدة بن الجراح بالسيف من باب الجابية ودخل يزيد من باب الصغير وعمرو بن العاص من باب توما بالسيف ولم يزالوا يقتلون الى أن التقوا خالد بن الوليد ومنصور معه وبيده الأمان 28) منشورا فاختلفوا ساعة ثم وافقوا على الأمان خطوطهم فيه ولهذا كان جامع دمشق بعضه كنيسة وبعضه مسجد لأنه كان كنيسة في أيام الروم وأخذ منصور من بقي من الروم ولحق بهرقل إلى أنطاكية فلما بلغ هرقل أن دمشق قد أخذت قال عليك السلام يا سورية أي عليك السلام يا شام وسار الى قسطنطينية وأما ماهان البطريق فإنه لما هرب من وقعة الجولان توجه إلى طور سينا وترهب لأنه خاف آب يعود إلى هرقل.
قال ولما فتح عمر رضي الله عنه بيت المقدس كتب لمن فيها أمانا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم
صفحہ 17
============================================================
من عمر بن الخطاب لأهل مدينة إيليا أنهم آمتون على دمائهم وأولادهم ونسوانهم وأموالهم وجميع كتابسهم لا تهدم ولا تسكن.
قلما دخل المدينة جلس في وسط صحن كنيسة القيامة فلما حان وقت الصلاة قال عمر رضي الله عنه أريد أصلي قال البطريرك يا أمير المؤمنين صل موضعك قال لا وخرج خارج الكنيسة وصلى على باب الدرجة على باب الكنيسة وحده ثم جلس وقال للبطريرك لو صليت داخل الكنيسة كان المسلمون يأخذونها بعدي ويقولون هنا صلى عمر وكتب لهم خطأ أن لا يصلي أحد المسلمين على الدرجة إلا واحدا واحدا ولا يجمع فيها الصلاة ولا يؤذن عليها تم قال عمر رضي الله عنه للبطريرك عرفني موضعا أبني فيه مسجدا قال له البطريرك عن الصخرة التي كلم الله بعقوب عليها فلما جاء عمر إليها وجد ترابا كثيرا عليها فأخذ عمر من التراب في توبه فلما نظر المسلمون عمر قد حمل التراب لم يتأخر أحد منهم حتى حمل التراب في توبه فتتضفت للوقت قأمر عمر أن ييني هنا المسجد في اخرها ومضى إلى بيت لحم ودخل إلى كنيستها وصلى عند الحينة التي (29) ولد فيها السيد المسيح وكتب سجلك ان لا يصلي في هذا الموضع من المسلمين إلا رجلا بعد رجل ولا يجمع فيه صلاة ولا يؤذن فيه وعاد عمر بن الخطاب إلى المدينة ثم بعد ذلك كتب إلى عمرو بن العاص بأنه يتوجه إلى مصر ويفتحها وقيل أنه كتب في الكتاب إن وافاك كتابي هذا وأنت في أرض الشام فلا تعبر إلى مصر وإن وافاك وقد دخلت حدود مصر فاعبر على خيرة الله فلما وصله الرسول قال له عمرو ما خبرك قال إن عمر قد كتب إليك بكذا وكذا قال له أبق الكتاب معك ورحل إلى أن وصل إلى العريش فأحضر الرسول محضور أكابر القوم وأخذ الكتاب منه وقرأه عليهم وسأل هل العريش من حدود الشام آم من حدود مصر فقيل له من حدود مصر قال نعبر على خيرة الله تعالى فعبر إليها في سنة ثمان عشرة للهجرة في جمع كثيف من المسلمين.
قال وكان المقوقس عاملأ على مصر من جهة هرقل فاجتمع هو وأكابر القبط وصالحوا عمرا بن العاص على أن يؤدوا الجزية فلما تحقق الروم الذين بمصر اتفاقهم هربوا إلى الإسكتدرية وتحصنوا فيها وقانلوهم المسلمون قتالا شديدا واقتحم العرب حصن الإسكتدرية فحاشت عليهم الروم وأخرجوهم وأسروا عمرأ ابن العاص ومسلمة بن مخلد ووردان مولا عمرو فقال لهم البطريق بالإسكندرية قد صرتم أسرى في أيدينا فعرفونا ما الذي تريدون منا فقال لهم عمرو إما أن تدخلوا في ديننا واما أن تؤدوا الجزية واما أن نقاتلكم إلى أن نفي لأمر الله فقال البطريق لأصحابه أظن هذا أمير القوم وأراد أن يضرب عنقه ففهم وردان بالرومية كلام البطريق فجذب عمرا ولكمه وقال ما لك ولهذا القول وأنت أدنى من في الجماعة وأقل فاترك غيرك يتكلم فقال البطريق لو كان هذا أمير القوم ما كان يفعل به هكذا (30) فقال مسلمة إن أميرنا كان عازما على الانصراف عنكم وأراد أن يسير من أكابر القوم من يتفق معكم على شيء تتراضون عليه فإن اطقتمونا مضينا وعرفناه ما صنعتم بنا من الجميل ويتفق الأمر بينكم وننصرف عنكم فتوهم البطريق أن الأمر كذلك فأطلقهم فلما خرجوا قال مسلمة لعمرو يا عمر قد خلصتك لكمة وردان وبعد
صفحہ 18
============================================================
ذلك قاتلهم عمرو بن العاص والمسلمون إلى آن فتحوها وهرب الروم إلى المراكب فكتب عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب إني فتحت مدينة المغرب ولا أقدر أصف ما فيها غير أن فيها أربعة ألف حمام واثنا عشر ألف بقال يييعون البقل الأخضر وأربعة ألف يهودي يؤدون الجزية وأربع ماية ملهى فكتب عمر رضي الله عنه يشكره ويعرفه أن الغلاء قد وقع بالمدينة وأن الناس في جهد من الغلاء فبعث عمرو بجمال موقرة حنطة أولها الإسكندرية وآخرها المدينة.
قال فكتب عمر إلى عمرو بن العاص بان يحفر خليجا يحمل فيه الغلال إلى القلزم ومن القلزم إلى المدينة في البحر المالح فحفر عمرو الخليج المعروف بخليج أمير المؤمنين وكانت المراكب تحمل الغلال من الفسطاط إلى القلزم في الخليج ومن القلزم إلى المدينة في البحر المالح.
قال وفتح عمرو بن العاص برقة وطرابلس العرب.
قال وفي سنة عشرين للهجرة كتب عمرو بن العاص لبنيامين بطريرك الإسكندرية لليعاقية أمانا فحضر بفرح عظيم بعد أن غاب عن كرسيه تلث عشرة سنة منها عشر في مملكة هرقل وثلاث في مملكة المسلمين.
قال فيها فتح الموصل والجزيرة وامد اصطخر ويعض بلاد خراسان: قال وتوفي هرقل بعد أن ملك إحدى وثلاثين سنة وملك قسطنطين بن هرقل ستة شهور وقتله بعض نسا آبيه وملك هرقل بن هرقل ثم خلعوه وملك قسطنس بن قسطنطين بن هرقل على الروم سبعة وعشرين سنة.
31) قال بعض المؤرخين أن قسطنطين أخو هرقل قتل في سنة عشرين للهجرة وبعد ذلك اجتمع الوزراء والبطارقة والقواد وأكابر المملكة على هرقل فقتلوه لأنهم لم يجدوا في أيامه خيرا وتشاؤموا به لخروج الشام ومصر والإسكندرية عن مملكة الروم قال وملكوا عليهم قسطنطين بن قسطنطين أخي هرقل ست عشرة سنة وكان مليكا وعمل في آيامه مجمع بطاركة الروم ومات.
الرابع عثمان بن عفان رضي الله عنه.
قال الشيخ أبو جعفر الطبري هو عثمان بن عفان ين أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عيد مناف بن قضي ويكنى آبا عمر وقيل أبا عبد الله وأمه أروى بنت كرير ين ربيعة بن عبد شمس وأمها البيضا ابنة عبد المطلب.
قال وأخرج عبد الرحمن نفسه من الأمر على أن يختار رجلأ من أهل الشورا فرضي أهل الشورا بذلك إلا علي بن أبي طالب ثم أجاب إلى ذلك بعد أن توثق علي عليه السلام من عبد الرحمن بالأيمان ألا يميل لأحد من أهله
صفحہ 19
============================================================
يعرض نفسه وشاور عيد الرحمن أهل الشورا وغيرهم فأشاروا لعتمان بن عفان فبايعه عبد الرحمن بالخلافة وبايعه بقية رجال الشورا وبايعه الناس واستقر له الأمر واختلف الناس في الوقت الذي بويع له فيه فقال بعضهم يوم الاثتين لليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلث وعشرين للهجرة وانتقل خلافته في محرم سنة أريع وعشرين وقال آخرون بويع لعثمان لعشرين من المحرم بعد مقتل عمر بثلثة ليال.
32) قال وفي هذه السنة فتح المغيرة بن شعية البيره وهمدان وفيها غزا معاوية بن أبي سفيان أمير الشام بلد الروم وفتح مدنا كثيرة.
قال وفي سنة خمس وعشرين عزل عثمان رضي الله عنه عمرأ بن العاص عن مصر ولاها آخاه الرضاعة عبد الله بن سعيد بن أبي شرح العامري:.
قال وفي سنة سبع وعشرين كان فتح افريقية فتحها عبد الله بن سعيد آمير مصر وقتل ملكها واستولى على أمواله وفتح معاوية بن أبي سفيان قبرص وأقام المسلمون يأخذون الجزية من أهلها قريبا من سنتين.
قال وفيها بعث عتمان رضي الله عنه عبد الله بن عامر بن كريرة وسعيد ابن العاص لفتح خراسان قال ومن سيق منكما إليها فهو آمير عليها ومضيا وفتحا بلادا كثيرة منها نيسابور وهراة وبوشنج وطوس وابريم ومروا الرود والطالقان وطخارستان وسرخس وغير ذلك ولم يرجع عبد الله ين عامر حتى شرب من نهر بلخ قال وفي سنة إحدى وثثين هلك يزدجرد بن شهريار بن كسرى ملك الفرس وهو آخر ملوكهم فزالت حيننذ دولتهم بالكلية وصارت بلادهم وممالكهم للمسلمين: وفيها توفي آبو سفيان ين حرب بن أمية بالمدينة وله ثمان وثلثون سنة.
وفيها غزا عيد الله بن سعيد آمير مصر بلد النوية فصالحه ملكها على جملة عظيمة من السيي، وفيها جعل أبو در العقادي يذكر مساوى عثمان بن عفان فأمر عثمان أن يغيب وجهه عنه فسار إلى الشام وأقام فيها على تلب عتمان فكتب معاوية بن أبي سفيان الى عثمان بذلك فأمر باشخاصه اليه فشخص إليه فرده المريده فمات بها.
وفي سنة اثنين ولثين توفي العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وقد كف بصره وكان من أجود قريش وكان إذا مر بعمر أو بعتمان وهما راكبان (33) ترجل إجلالأ له.
وفيها توفي عيد الرحمن ابن عوف وله خمس وسبعون سنة وأوصى لكل رجل من أهل بدر بخمس ماية دينار وكانوا يومنذ ماية رجل وقسمت تركته على ستة عشر سهما فكان كل سهم ثمانين ألف دينار.
صفحہ 20