ممن صنف في أخبار المدينة أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله الهاشمي، فقال في هذا الكتاب: حدثنا هارون بن موسى الفروي (¬1)، قال: حدثنا محمد بن يحيى (¬2)، عن عبد الرحمن بن سعد (¬3)، عن عبد الله بن محمد بن عمار (¬4)، عن أبيه (¬5)، [عن جده] (¬6) قال: أتي عمر بن الخطاب بمجمرة من فضة، فيها تماثيل من الشام، فدفعها إلى سعد جد المؤذنين، فقال: أجمر بها في الجمعة وفي شهر رمضان، قال: فكان سعد يجمر بها في الجمعة، وكانت توضع بين يدي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، حتى قدم إبراهيم بن يحيى بن محمد بن العباس المدينة واليا سنة ستين ومائة (¬7)، وأمر بها فغيرت وجعلت صلاحا (¬8)، وهي اليوم بيد مولى للمؤذنين، قال أبو عشار: هم دفعوها إليه (¬1).
عبد الله (¬2) بن محمد بن عمار بن سعد القرظ: ضعفه ابن معين (¬3) وعبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ: ضعفه ابن معين أيضا (¬4) ومحمد بن عمار: حسن له الترمذي (¬5)، فلو سلم ممن دونه كان جيدا (¬6)./ والمجمرة مما يستعمل، وقال الفقهاء: إنها إذا احتوى عليها حرام، ويقتضي اشتراطهم الاحتواء أن هذا الصنيع غير حرام، لكن العرف (¬7) دل أن ذلك استعمال، فإما أن يكون الحديث ضعيفا، وإما أن يكون احتمل ذلك لأجل المسجد تعظيما له، فتكون القناديل بطريق الأولى؛ إذ لا استعمال فيها (¬8).
صفحہ 57