350

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

ناشر

دار الكتب العلمية

پبلشر کا مقام

لبنان

﴿فَإِذَا جَآءَ الْخَوْف﴾ خوف الْعَدو ﴿رَأَيْتَهُمْ﴾ يَا مُحَمَّد الْمُنَافِقين فِي الخَنْدَق ﴿يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدورُ أَعْيُنُهُمْ﴾ تتقلب أَعينهم فِي الجفون ﴿كَالَّذي يغشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْت﴾ كمن هُوَ فِي غشيان الْمَوْت ونزعاته ﴿فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْف﴾ خوف الْعَدو ﴿سَلَقُوكُمْ﴾ طعنوكم وعابوكم ﴿بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ﴾ ذُرِّيَّة سليطة أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْر بخيلة بِالنَّفَقَةِ فِي سَبِيل الله ﴿أُولَئِكَ﴾ أهل هَذِه الصّفة ﴿لَمْ يُؤْمِنُواْ﴾ لم يصدقُوا فِي إِيمَانهم ﴿فَأَحْبَطَ الله أَعْمَالهم﴾ فَأبْطل الله بسيآتهم حسناتهم ﴿وَكَانَ ذَلِكَ﴾ إبِْطَال حسناتهم ﴿عَلَى الله يَسِيرا﴾ هينا
﴿يَحْسَبُونَ الْأَحْزَاب﴾ يظنّ عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه أَن كفار مَكَّة ﴿لَمْ يَذْهَبُواْ﴾ بعد مَا ذَهَبُوا من الْخَوْف والجبن وَيُقَال ظنُّوا أَن لَا يذهبوا حَتَّى يقتلُوا مُحَمَّد ﵇ ﴿وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَاب﴾ كفار مَكَّة ﴿يَوَدُّواْ﴾ يتَمَنَّى عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه ﴿لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَاب﴾ خارجون من الْمَدِينَة من خوفهم وجبنهم ﴿يَسْأَلُونَ﴾ فِي الْمَدِينَة ﴿عَنْ أَنبَآئِكُمْ﴾ عَن أخباركم فِي الخَنْدَق ﴿وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ﴾ مَعكُمْ فِي الخَنْدَق ﴿مَّا قَاتلُوا إِلاَّ قَلِيلًا﴾ رِيَاء وَسُمْعَة
﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ سنة حَسَنَة واقتداء صَالح بِالْجُلُوسِ مَعَه فِي الخَنْدَق ﴿لِّمَن كَانَ يَرْجُو الله﴾ يَرْجُو كَرَامَة الله وثوابه وَيُقَال يخَاف الله ﴿وَالْيَوْم الآخر﴾ وَيخَاف عَذَاب الْآخِرَة ﴿وَذكروا الله كَثِيرًا﴾ بِاللِّسَانِ وَالْقلب
ثمَّ ذكر نعت الْمُؤمنِينَ المخلصين فَقَالَ ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ﴾ المخلصون ﴿الْأَحْزَاب﴾ كفار مَكَّة أَبَا سُفْيَان وَأَصْحَابه ﴿قَالُواْ هَذَا مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ﴾ لعدة الْأَيَّام ﴿وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ﴾ فِي الميعاد وَكَانَ قد وعدهم النبى ﷺ أَن يأتى الْأَحْزَاب تسعا أَو عشر يَعْنِي إِلَى عشرَة أَيَّام ﴿وَمَا زَادَهُمْ﴾ بِرُؤْيَة الْكفَّار ﴿إِلاَّ إِيمَانًا﴾ يَقِينا بقول الله تَعَالَى وَبقول رَسُوله ﴿وَتَسْلِيمًا﴾ خضوعًا لأمر الله وَأمر الرَّسُول
﴿مِّنَ الْمُؤمنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ﴾ وفوا ﴿مَا عَاهَدُواْ الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قضى نَحْبَهُ﴾ نَذره وَيُقَال قضى أَجله وَهُوَ حَمْزَة بن عبد الْمطلب عَم النبى ﷺ وَأَصْحَابه ﴿وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ﴾ الْوَفَاء إِلَى الْمَوْت ﴿وَمَا بدلُوا﴾ غيروا الْعَهْد ﴿تبديلا﴾ تغيرا بِالنَّقْضِ
﴿لِّيَجْزِيَ الله الصَّادِقين بِصِدْقِهِمْ﴾ الوافين بوفائهم ﴿وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقين إِن شَآءَ﴾ إِن مَاتُوا على النِّفَاق ﴿أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ قبل الْمَوْت ﴿إِنَّ الله كَانَ غَفُورًا﴾ لمن تَابَ ﴿رَّحِيمًا﴾ لمن مَاتَ على التَّوْبَة
﴿وَرَدَّ الله﴾ صرف الله ﴿الَّذين كَفَرُواْ﴾ كفار مَكَّة أَبَا سُفْيَان وَأَصْحَابه ﴿بغيظهم﴾ بحتفهم ﴿لَمْ يَنَالُواْ خَيْرًا﴾ لم يُصِيبُوا سُرُورًا وَلَا غنيمَة وَلَا دولة ﴿وَكَفَى الله الْمُؤمنِينَ الْقِتَال﴾ رفع الله مُؤنَة الْقِتَال عَن الْمُؤمنِينَ بِالرِّيحِ وَالْمَلَائِكَة ﴿وَكَانَ الله قَوِيًّا﴾ بنصر الْمُؤمنِينَ ﴿عَزِيزًا﴾ بنقمة الْكَافرين
﴿وَأَنزَلَ الَّذين ظَاهَرُوهُم﴾ أعانوا كفار مَكَّة ﴿مِّنْ أَهْلِ الْكتاب﴾ وهم بَنو قُرَيْظَة وَالنضير كَعْب بن الْأَشْرَف حيى بن أَخطب وأصحابهما ﴿مِن صَيَاصِيهِمْ﴾ من قصورهم وحصونهم ﴿وَقَذَفَ﴾ وَجعل ﴿فِي قُلُوبِهِمُ الرعب﴾ الْخَوْف من مُحَمَّد ﷺ وَأَصْحَابه وَكَانُوا قبل ذَلِك لَا يخَافُونَ ويقاتلون ﴿فَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾ يَقُول تقتلون فريقًا مِنْهُم وهم الْمُقَاتلَة ﴿وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا﴾ مِنْهُم وهم الذَّرَارِي وَالنِّسَاء
﴿وأورثكم﴾ أنزلكم

1 / 352