" ... ويحب مجالسة الفقراء والمساكين فينشرح معهم انشراحا كليا ، ويقنعه ما حضر من الطعام فيأكل منه نزرا لذيذا كان أو غير لذيذ ، وكان لا يبخل بما في يده من المال على الناس يسأل مع ذلك أو لم يسأل ، وكان يتكلم فيظنه من يجهله أنه جاهلا بالعلم ومع ذلك إذا سأله عالم في أي علم مسألة فيه انساب إليه انسياب النهر القوي والبحر العباب بالجواب الصواب فلا يكل لسانه و لا جنانه في جواب مسألة فقه وتوحيد وتفسير كتاب الله القدير وسنة نبيه البشير النذير وفي نحو وصرف " (¬1) .
*- حياته العلمية والعملية:
يمكن تقسيم حياة الشيخ ناصر إلى ثلاثة أقسام، أو إلى ثلاث فترات زمنية مختلفة أثرت فيه تأثيرا واضحا ، من الناحية العلمية و العملية :
الفترة الأولى:
فترة ملازمته لوالده، وتمتد من ولادته حتى وفاة أبيه عام 1237ه، أي مدة 46 سنة، حيث استقر معه في بلده "العلياء".
وفي هذه المرحلة استطاع الشيخ أن يكون نفسه من الناحية العلمية، ومن الناحية العملية أيضا، وأن يصل إلى ما وصل إليه من المقام الرفيع، والمنزلة العالية.
فالناحية العلمية: هي استفادته من أبيه الذي يعتبر شيخه الذي أخذ عنه العلم ، ولا أدل على ذلك من تلك النقول الكثيرة من المسائل التي نقلها عن أبيه، والتي لم يصل بعضها إلينا إلا عن طريقه، وإن ملازمة التلميذ لشيخه لدرجة أنهما يسكنان في بيت واحد، ليوفر مناخا خصبا لنجابة هذا التلميذ، وكثرة الأخذ عنه.
¬__________
(¬1) حميد بن محمد بن رزيق العبيداني النخلي ، الصحيفة القحطانية ( مخطوط ) ،ص674و705.
صفحہ 6