فهو لم يولد له ولد ذكر ، وإنما خلف ابنتين عاشتا من بعده في زنجبار، ولم يتلقب أيضا بلقب يميزه، إلا أن الباحثين يطلقون عليه اسم: ابن أبي نبهان ، بالرغم من أنه ليس أكبر إخوانه، ولا وحيد أبيه، فقد كان له تسعة أخوة ؛ ولكن نبوغه وتمكنه في العلم ميزه عن بقية إخوته، فصار الذهن ينصرف إليه حين يقال: ابن أبي نبهان.
*- ولادته:
ولد شيخنا - رحمه الله - سنة 1192ه، في قرية والده "العلياء" من وادي بني خروص، وهي آخر قرى الوادي للقادم من جهة ولاية العوابي، وتقع أسفل الجبل الأخضر. (¬1)
*- نشأته:
إن ولادة شيخنا في أسرة كريمة مباركة، مليئة بأهل العلم والورع والتقوى ، وكون والده من كبار العلماء ، وفي بلدة تلتف فيها الأشجار باهجة مخضرة، هواؤها عليل، وماؤها سلسبيل، كان فاتحة خير له، وبشرى طيبة بوجود المحضن المناسب لهذا المولود الجديد ، الذي تناسقت هذه العوامل مع استعداده الفطري والذهني والعقلي، لينشأ على الخصال الكريمة، وحب العلم والرغبة في التعلم؛ فلازم والده وأخذ عنه العلم ، فكان يلتهم العلم التهاما، ويسمو بنفسه إلى معالي الأمور يوما بعد يوم، حتى صار عالما نحريرا ، بل وخلف والده من بعده، فصار مقدما على أهل زمانه لما وصل إليه من العلم والفضل. (¬2)
و كان الشيخ أبو محمد ابن أبي نبهان متفننا في علوم جمة ، وأنه كان بليغا في علم الفقه والفلك وجملة من العلوم .
و كان متواضعا -رحمه الله - راضيا بما قسمه الله له ، فوصفه ابن رزيق بقوله :
¬__________
(¬1) السالمي، تحفة الأعيان، (2/205).
(¬2) المرجع نفسه .
صفحہ 5