تحکیم العقول فی تصحیح الاصول
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
اصناف
مسألة في الآجال
نقول فيمن قتل: إنه لو لم يقتل لجاز بقاؤه وموته، فإذا قتل علم أنه كان كذلك في المعلوم وخلاف المعلوم لا يكون، وكان القاتل قادرا على ترك قتله، والأجل الوقت، والمراد بالأجل الوقت الذي علم أنه فيه يموت أو يقتل ولا نقول بالأجلين.
والمجبرة تزعم أنه لو لم يقتل لمات لا محالة، وأنه كان لا يقدر على ترك قتله والقتل فعل الله، وقد بينا الكلام في خلق الأفعال والاستطاعة على الضدين.
ويقال لهم: هذا المقتول لو لم يقتل لكان الله يقدر على إحيائه مدة أو كان يموت لا محالة ولا يقدر على إحيائه؟.
فإن قالوا: كان لا يقدر على إحيائه كابروا؛ لأن خلق الحياة مقدور له تعالى، وإن قالوا: نعم.
قلنا: فلم قطعتم على أنه كان يموت لا محالة؟.
ويقال لهم: فيمن ذبح شاة غيره أمسيء أم محسن؟.
فإن قالوا: مسيء.
قلنا: ولم ولو لم يذبح لماتت فوجب أن يكون محسنا وذلك خلاف الإجماع.
ويقال لهم: أهذا القاتل كان يقدر على خلاف ما يعلم منه أم لا؟.
فإن قالوا: لا؛ لأن فيه تجهيل.
قلنا: فهل يقدر الله تعالى على إقدراه؟.
فإن قالوا: نعم.
قلنا: فهل يقدر على تجهيل نفسه، فلا بد من : لا، وأي فرق ذكروا فهو جوابنا.
ونحن نقول: إن القدرة على خلاف المعلوم ليس فيها تجهيل كقدرته تعالى، وإنما وجوده يؤدي إلى ذلك، ونحن نقول: قط لا يوجد.
صفحہ 162