تحکیم العقول فی تصحیح الاصول
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
اصناف
مسألة في الأرزاق
الرزق ماله أن ينتفع به وليس لأحد منعه، ولا يكون إلا حلالا، والحرام لا يكون رزقا.
وعند المجبرة: كل ما أكله فهو رزق له وإن كان حراما.
فيقال لهم: إذا غصب إنسان شيئا وأكله أهو رزقه جعله الله له رزقا؟.
فإن قالوا: نعم.
قلنا: فكيف عذبه على شيء جعله رزقا له؟.
ويقال: إذا كان للإنسان ملك غصبه غاصب وأكله ولم يأكل المغصوب منه، أليس هو عندكم رزقا للغاصب؟ فلا بد من: بلى، فيقال: فلم يضمن ما هو رزق له؟ أليس لو أكل ملك نفسه لا يضمن كذلك رزق نفسه؟.
ويقال: هل للمغصوب منه أن يمنع الغاصب من غصبه ماله أم لا؟.
فإن قال: لا، كابر ودفع العقل والشرع، فقد ورد الشرع بأن من قتل دون ماله شهيد، وإن قال: نعم.
قلنا: فكيف جعله رزقا له ثم أمر غيره بمنعه منه.
ويقال: أليس ما سرقه السارق وأكله رزقا له؟.
فإن قالوا: بلى.
قلنا: أليس أمر بقطع يده أو رجله ، وفي قاطع الطريق يقطعهما، فلا بد من: بلى، فيقال: هذا فعل الحكيم أن يجعل شيئا رزق إنسان فإذا أكل ما جعله رزقا له أمر بقطع يده ويقول لم أكلت ما جعلته رزقا لك؟!.
ويقال: المنفق للحرام محمود أم مذموم؟.
فإن قالوا: محمود كابروا، وإن قالوا: مذموم.
قلنا: أليس الله مدح على إنفاق الرزق في مواضع من كتابه وأمر بالإنفاق فما هو محمود عليه غير ما هو مذموم عليه.
ويقال لهم: ما الرزق؟.
فإن قالوا: ما نأكله.
قلنا: فكيف ينفق ما يأكله، وقد قال تعالى: ?وأنفقوا من ما رزقناكم?[المنافقون:10]، ?ومما رزقناهم ينفقون?[البقرة:3].
ويقال: ما تقولون فيمن أطعم خمرا أو شيئا حراما أليس قد أعطاه رزقه عندكم؟ فلا بد من: بلى، فيقال: كل واحد منهما محمود أو مذموم؟
صفحہ 163