(الأحكام)
الآية تدل على وجوب التوبة من المعاصي.
وتدل على أن توبة آدم عرفت ووجبت بالكلمات.
وتدل على أنه تعالى يقبل التوبة، ويرحم العبد بعد ما تاب.
وتدل على وجوب المسارعة إلى التوبة كيلا يكون من المصرين.
وتدل على عظم محل آدم حيث بادر بالتوبة، واستدل بعضهم بالآية على أن التوبة تقع بالكلام، وليس بصحيح؛ لأن التوبة. هي الندم المخصوص، فيجب حمل الكلمات على أن المراد به الدلالة على التوبة والدعاء إليها، وقد بينا أن التوبة من الصغير إنما تجب سمعا.
واختلفوا في قبول التوبة، فقال مشايخنا: تجب لأنها استفراغ الوسع في استدراك الفائت، ولأنه لو لم تجب لأدى إلى ألا يكون للمكلف طريق إلى التخلص من العقاب مع بقاء التكليف، وهذا لا يجوز، وقال أبو القاسم: تجب لأنه أصلح.
ومن الناس من يقول: لا تجب، وليس بصحيح.
واختلفوا فيمن تاب ثم عاد هل يعود عقابه أم لا؟ فكذلك إذا تاب ثانيا هل يعوده ثواب ما أبطله؟ فعندنا لا يعود شيء، وعند بعضهم يعود في الموضعين. وقال أبو القاسم: يعود الثواب، ولا يعود العقاب.
واختلفوا فيمن تاب من ذنب مع الإقامة على غيره، فقال أبو علي: يجوز، وقال أبو هاشم: لا يجوز؛ لأن التوبة يجب أن تكون لقبحه قوله تعالى: (قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (38) والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (39)
* * *
(القراءة)
قرأ يعقوب: فلا خوف عليهم نصب الفاء في جميع القرآن، وقرأ الباقون بالرفع والتنوين.
صفحہ 343