" يا بني هاشم لا يأتوني الناس باعمالهم وتأتوني بأنسابكم "
{ ولا تسألون عما كانوا يعملون } ولا تؤاخذون بسيئاتهم كما لا ينفعكم حسناتهم. { قل بل ملة إبراهيم حنيفا } والحنيف المائل عن كل دين باطل الا دين الحق { وما كان من المشركين } تعريض بأهل الكتاب وغيرهم. { قولوا آمنا بالله } الآية، خطاب للمؤمنين ويجوز ان يكون خطابا للكافرين والأسباط السبط الحافد وكان الحسن والحسين (عليهما السلام) سبطي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والاسباط حفدة يعقوب ابناؤه الاثني عشر { لا نفرق بين أحد منهم } أي لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعلت اليهود والنصارى { فان آمنوا بمثل ما آمنتم به } أي ان آمنوا بالله والنبي والقرآن { فقد اهتدوا وإن تولوا } عما يقولون لهم ولم ينصفوا فما هم الا { في شقاق } اي معاندة لا غير وليسوا من طلب الحق في شيء، أو فإن تولوا عن الشهادة والدخول في الايمان { فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم } ضمان من الله لاظهار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد انجز له ما وعده بقتل بني قريظة وسبيهم واجلاء بني النضير بوعده { صبغة الله } الاصل فيه ان النصارى كانوا يغمسون اولادهم في ماء يسمونه العمودية ويقولون: هو تطهير لهم فاذا فعل الواحد منهم ذلك قال: الآن صار نصرانيا حقا، وصبغة الله هي الايمان { ومن أحسن من الله صبغة } يعني أنه يصبغ عباده بالايمان ويطهرهم { ونحن له مخلصون } قيل: ان يخلص العبد عمله ودينه ولا يرائي، ولا يشرك به في دينه ولا يرائي بعمله، وقيل: ان يستوي أفعال العبد في الظاهر والباطن، وفي الحديث:
" لكل حق حقيقة وما بلغ احد حقيقة الإخلاص حتى لا يحب ان يحمد على شيء مما عمله لله تعالى "
، وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:
" سألت جبريل عن الإخلاص ما هو؟ قال: سر من أسراري أستودعه قلب من احب من عبادي "
{ ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله } يعني التي شهد بها لإبراهيم في قوله:
ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين
[آل عمران: 67] وقيل: ما احد أظلم من اليهود حيث كتموا شهادة الله تعالى لمحمد (عليه السلام) بالنبوة في كتبهم فكتموها .
[2.142-143]
{ سيقول السفهاء من الناس } قال جار الله: السفهاء هم اليهود لكراهتهم التوجه الى الكعبة، وقوله: { ما ولاهم } أي ما صرفهم { عن قبلتهم } وهي بيت المقدس.
نامعلوم صفحہ