316

تذکرۃ الخواص

تذكرة الخواص‏

اصناف

الرجوع الى لبس السواد وترك الخضرة والاضراب مثل ما كان عليه لأنه عزم بعد موت علي بن موسى ان يعهد الى محمد بن علي بن موسى الرضا وانما منعه من ذلك شغب بني العباس عليه لأنه كان قد أصر على ذلك حتى دخلت عليه زينب فلما دخلت عليه قام لها ورحب بها وأكرمها فقالت له يا أمير المؤمنين انك على بر اهلك من ولد أبي طالب والامر في يدك اقدر منك على برهم والأمر في يد غيرك أو في ايديهم فدع لباس الخضرة وعد الى لباس أهلك ولا تطعن احدا فيما كان منك فعجب المأمون بكلامها وقال لها والله يا عمة ما كلمني احد بكلام أوقع من كلامك في قلبي ولا اقصد لما اردت وانا احاكمهم الى عقلك فقالت وما ذاك فقال الست تعلمين ان أبا بكر (رض) ولي الخلافة بعد رسول الله (ص) فلم يول احدا من بني هاشم شيئا قالت بلى قال ثم ولي عمر فكان كذلك ثم ولي عثمان فاقبل على أهله من بني عبد الشمس فولاهم الامصار ولم يول احدا من بني هاشم ثم ولي علي (ع) فاقبل على بني هاشم فولى عبد الله بن عباس البصرة، وعبيد الله بن عباس اليمن وولى معبدا مكة وولى قثم بن العباس البحرين وما ترك احدا ممن ينتمي الى العباس إلا ولاه فكانت له هذه في اعناقنا فكافأته في ولده بما فعلت فقالت لله درك يا بني ولكن المصلحة لبني عمك من ولد أبي طالب ما قلت لك فقال ما يكون إلا ما تحبون ثم فكر في أمره وولاية محمد ابن علي العهد فرأى أن القواعد تنخرم عليه وربما خرج الأمر من يد بني العباس وبني علي لسبب الاختلاف وان في الارض بقايا من بني أمية فربما وجدوا الفرصة في تفريق الكلمة واثارة الفتنة فجلس لبني العباس وجمعهم ودعى بحلة سوداء فلبسها وترك الخضرة ولبس الناس كذلك فلم تلبس الخضرة ببغداد سوى ثمانية ايام.

قال الصولي وغيره: كان المأمون يحب عليا (ع) كتب الى الآفاق بأن علي بن أبي طالب أفضل الخلق بعد رسول الله وان لا يذكر معاوية بخير ومن ذكره بخير يباح دمه وماله. قال الصولي ومن أشعار المأمون في علي (ع):

الام على حب الوصي أبي الحسن

وذلك عندي من عجائب ذي الزمن

خليفة خير الناس والأول الذي

اعان رسول الله في السر والعلن

ولولاه ما عدت لهاشم امرة

وكانت على الأيام تقصى وتمتهن

فولى بني العباس ما اختص غيرهم

ومن منه أولى بالتكرم والمنن

فأوضح عبد الله بالبصرة الهدى

وفاض عبيد الله جودا على اليمن

صفحہ 319