في التاريخ المذكور، وشهد عبد الله بن طاهر بمثل ذلك، وشهد بمثله يحيى بن أكثم القاضي، وحماد بن أبي حنيفة، وأبو بكر الصولي؛ والوزير المغربي؛ وبشر بن المعتمر في خلق كثير.
وحكى الصولي: ان المأمون لما بايع علي بن موسى اجلسه الى جانبه فقام العباسي الخطيب فتكلم فاحسن وأنشد:
لا بد للناس من شمس ومن قمر
فأنت شمس وهذا ذلك القمر
قال علماء السير: فلما فعل المأمون ذلك شغبت بنو العباس ببغداد عليه وخلعوه من الخلافة وولوا ابراهيم بن المهدي والمأمون بمرو وتفرقت قلوب شيعة بني العباس عنه فقال له علي بن موسى الرضا يا أمير المؤمنين النصح لك واجب والغش لا يحل لمؤمن ان العامة تكره ما فعلت معي والخاصة تكره الفضل بن سهل فالرأي ان تنحينا عنك حتى يستقيم لك الخاصة والعامة فيستقيم أمرك.
وذكر أبو بكر الصولي في كتاب (الاوراق) ان هارون كان يجري على موسى بن جعفر وهو في حبسه كل سنة ثلاثمائة الف درهم وانزله عشرين الفا فقال المأمون لعلي ابن موسى لأزيدنك على مرتبة أبيك وجدك فاجرى له ذلك ووصله بالف الف درهم ولما فصل المأمون عن مرو طالبا بغداد ووصل الى سرخس وثب قوم على الفضل بن سهل في الحمام فقتلوه ومرض علي بن موسى فلما وصل المأمون الى طوس توفي علي ابن موسى بطوس في سنة ثلاث ومائتين وقيل انه دخل الحمام ثم خرج فقدم اليه طبق فيه عنب مسموم قد ادخلت فيه الابر المسمومة من غير ان يظهر أثرها فاكله فمات وله خمس وخمسون سنة، وقيل تسع وأربعون ودفن الى جانب هارون الرشيد.
وزعم قوم ان المأمون سمه وليس بصحيح فانه لما مات علي توجع له المأمون وأظهر الحزن عليه وبقي اياما لا يأكل طعاما ولا يشرب شرابا وهجر اللذات ثم أتى بغداد فدخلها في صفر سنة أربع ومائتين ولباسه ولباس أصحابه جميعا الخضرة وكذا أعلامهم وكان قد بعث المأمون الحسن بن سهل الى بغداد فهزمهم واختفى ابراهيم ابن المهدي ونزل المأمون بقصر الرصافة.
قال الصولي: فاجتمع بنو العباس الى زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس وكانت في القعدد والسؤدد مثل المنصور فسألوها ان تدخل على المأمون وتسأله
صفحہ 318