تعبیریت میں شاعری، کہانی اور ڈرامہ
التعبيرية في الشعر والقصة والمسرح
اصناف
والنتيجة التي نخرج بها من هذا كله هي أن عرض الأفكار والمشاعر عرضا مجردا يسمح بالتحرر من قيود الوحدات الثلاث المشهورة التي أشار إليها أرسطو في «فن الشعر» (وهي الزمان والمكان والحدث)، ويسمح كذلك بتصوير ما كان من قبل مستحيلا أو عسيرا، أي بتصوير الحلم والرؤية، والسماء والجحيم، والفقير والمليونير، والمجرم والقديس. إن كل ما تهجس به النفس أو يهمس به القلب يتجسد على المسرح في صورة مرئية. وكل فنون الديكور والإخراج والإضاءة والملابس والرقص والإلقاء تسخر الآن لإثارة وجدان المتفرج وإقناعه بالدعوة الجديدة للإنسانية الجديدة ... أي إنها تشترك في خلق ما يسمى الآن بالمسرح الشامل.
ولعل التعبيريين هم أول من حاول إقامة المسرح الشامل الذي يتردد الحديث عنه في هذه الأيام، وهو مسرح يجمع بين عناصر مختلفة كالكلمة والنغم والرقص والإضاءة والحركة والفن التشكيلي. ويشترك الممثل - الذي يطلب منه أن يكون راقصا كذلك! - مع المؤلف والمخرج والمثال والرسام والموسيقي ومصمم الأزياء والأقنعة ومهندس الإضاءة بنصيب متساو. إنه مسرح مثالي مجرد، أو هو في صميمه تجربة لا تقوم على الكلمة بكل ما تحمله من معان وآراء وفلسفات، بل على الإيقاع الشامل الذي يؤلف بين هذه الفنون المختلفة. وقد قدمت أول تجربة له مع تقديم مسرحية الرسام والكاتب المسرحي النمسوي الشهير أوسكار كوكوشكا «أبو الهول ورجل من القش» (وقد غير عنوانها بعد ذلك فظهرت سنة 1917 بعنوان أيوب على مسرح زيورخ، واستخدمت فيها معظم الوسائل التعبيرية السابقة)، ثم توجت هذه التجارب جميعا في محاولات المخرج الشهير أرفن بسكاتور الذي بدأت فكرته عن المسرح الشامل تحت تأثير التعبيرية، ولا زالت حية إلى الآن فيما يسمى بمسرح الطليعة والمسرح السياسي (الذي تعاون الأستاذان: ألفريد فرج وسعد أردش على نجاحه في بلادنا عندما قدما مسرحية النار والزيتون على المسرح القومي).
غير أن هذا المسرح ظل أقرب إلى الفنون التشكيلية منه إلى الدراما، وإلى العرض منه إلى التعبير؛ ولذلك أراد الأدباء أن يخلقوا مسرحهم الشعري الذي يختلف عنه ويستفيد منه في آن واحد، ويقوم على الكلمة المتفجرة التي تلقى من على خشبة المسرح حاملة رسالة هؤلاء الشباب وسخطهم على عالم ليس كما ينبغي له أن يكون! وكانت مسرحيات «الابن» (1914) - وسيأتي الحديث عنها - لفالتر هازنكليفر، والشاعر لرينهارد زورجه (1912) من أوائل هذه المسرحيات، ثم ظهرت المسرحيات السياسية بعد ثورة 1918 الاشتراكية الفاشلة، في كتابات عدد من التعبيريين الغاضبين على الحرب المنادين بمجتمع إنساني جديد، وظهرت معها الحاجة إلى المسرح السياسي الذي ينقذ المجتمع ويستثير الجماهير إلى العمل والتغيير والكفاح، فكان مسرح بسكاتور السياسي، ومن بعده مسرح برشت الملحمي.
وإذا انتقلنا للكلام عن بعض كتاب المسرح التعبيري وجدنا أسماء عديدة ونماذج مغرية لا حصر لها.
يمكننا أن نبدأ بكارل شتيرنهيم (1878-1942) الذي تميز بكوميدياته «الجيدة الصنع» التي هاجم فيها المجتمع البرجوازي وتقاليده ومثله هجوما ساخرا مرا لا رحمة فيه، ووضعها تحت هذا العنوان الطريف: «مشاهد من الحياة البطولية للبرجوازية»، ومن أهمها: «السراويل» و«المتحذلق»، وهما من أنجح كوميدياته وأكثر رواجا إلى اليوم.
ونذكر كذلك أكبر كتاب المسرح التعبيري وأخصبهم إنتاجا وأكثرهم قدرة على البناء الدرامي وهو جورج كايزر (1878-1945) الذي سيطر على المسرح الألماني في العشرينيات، كما تذكر مسرحياته الفكرية والاجتماعية البارعة مثل «مواطني كاليه»، و«من الصباح إلى منتصف الليل» وثلاثيته «غاز».
ولكن لا بد من القول بأن عددا قليلا من مسرحيات كايزر المبكرة هي التي تنتمي للمرحلة التعبيرية،
4
أما مسرحياته الكبيرة المتقنة المحكمة البناء فهي تتجاوزها من ناحية الزمن والصنعة جميعا.
ثم نذكر رينهارد زورجه (1892-1916) الذي سقط في عنفوان شبابه في الحرب العالمية الأولى، وتميز شعره بالثورة على النزعة الطبيعية والمادية. كما تميزت مسرحياته الرمزية الحالمة التي توشك أن تقوم على المونولوج بالدعوة إلى تجديد الإنسان وإحياء العقيدة في نفسه والعودة إلى تمثيليات الأسرار في العصور الوسطى.
نامعلوم صفحہ