149

طبقات مشائخ بمغرب

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

اصناف

يتأخر عن رفقته ليشهد الجمعة وقال: حبس حاجب ذات سنة فلم يخرج حتى بقى للموسم ثمانية أيام، فأراد الخروج هو وجماعة معه، قال: وكانوا على نجائب لهم ووافق خروجهم يوم الجمعة فأتاه أصحابه فقالوا له: أخرج بنا يا أبا مودود، قال: في نفسي من الجمعة لشيء قالوا: سبحان الله! إنما بقي للموسم ما تعلم، قال: أخرجوا أنتم وأنا ألحقكم، قال: فخرج القوم وتخلف حاجب حتى صلى الجمعة ثم ركب فلحقهم على مسيرة ليلتين من البصرة، قال: وكان حاجب يقول لعبد الملك الطويل فيما يؤدبه فيه: " يا عبد الملك إذا كان أحد يعيب عليه المسلمون أشياء تكون بينه وبين الله فتشاوروا في أمره وعظوه، وأحضروه مجالسكم، وارفقوا به جهدكم عسى الله أن يتوب عليه، وإذا كان أحد يعيب عليه المسلمون في خلافهم في الدين، وارادته أن يشغب عليهم ويفتق بينهم فتقا، فأبدوا عورته واهجروه ولا تحضروه مجالسكم واعلموا الناس به ليكونوا منه على حذر أو يتوب"

أبو عبيدة عبدالله بن القاسم

ومنهم أبو عبيدة عبدالله بن القاسم -رحمه الله- أحد فضلاء من أقام بالأمصار، وفقهاء تلك الأعصار، والمستعين على إقامة الدين من أولئك الأنصار، لا مقصر إن بدا من أحد الاقصار، وكان ممن طبع على القصد والاقتصار، قال أبو سفيان: أقام عبدلله بن القاسم بمكة زمانا وليست له امرأة، قال: فقال له أصحابه: يا أبا عبيدة لو تزوجت؟ قال: ما أريد ذلك، قال: فلم يزالوا به حتى فعل، قال: وكانت امرأة من المسلمين موسرة كثيرة المال، فقالوا له: تزوجها فإنها تكفيك لا تكلفك مؤونة، قال: أما إذا أبيتم إلا ذلك فابلغوا مهرها مهر جيلها(1) ولا تنقصوها شيئا، قال: ففعلوا قال: فتزوجها فلما دخلت عليه طابت له نفسها على الصداق كله وتركته له، قال: وكان يأتي منزل بن جندب ومعه قرصان من خبز وملح، قال: وكان الفضل يطيب الطعام ويكثره، قال: فيقول: سبحان الله يا أبا عبيدة تفعل بي مثل هذا، قال: دعني منك وإلا لم أدخل عليك منزلا، قال: فتركه ولم يلح عليه بعد.

صفحہ 46