148

طبقات مشائخ بمغرب

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

اصناف

الخروج على الظلمة لا يجب إلا على من تطوع له وحكى أبو سفيان عن وائل قال: قد قدم حاجب مكة في العام الذي وقع فيه بين أهل حضرموت ما وقع في أمر عبدالله بن سعيد، قال: وكانوا قد أنكروا عليه أشياء حتى شدوه في الحديد، وبايعوا رجلا يقال له حسن، قال: وخالفتهم طائفة يكرهون ما فعل بعبد الله بن سعيد، إلا أن ذلك موافقة من جماعتهم قال فبعث هؤلاء رجالا وبعث هؤلاء رجالا، قال وائل: وكنت فيمن خرج يومئذ قال: فوافقنا حاجبا تلك السنة قد قدم، قال: فدخلنا عليه وهو أرمد، قال: فقال: لقد خرجت من البصرة فما أبصر سهلا ولا جبلا ولا أخرجني بعد ما أرجو من قضاء نسكي إلا أمركم يا أهل حضرموت فإنكم قد غلبتمونا، قال وائل: فقلت رحمك الله يا أبا مودود لا تفعل فإنا لا نخرج عن رأيك، قال: فقال لي: اسكت فوالله ما أريدك ولا أصحابك، قال: ثم تكلم الفريقان، قال: فقال الذين أنكروا علي عبدالله بن سعيد وبايعوا " حسنا" على الشراء: يا أبا مودود من أحق بالقيام المدافع أم الشاري؟ قال بل الشاري أحق، قال: فقال أصحاب ابن سعيد: يا أبا مودود أما إذا شروا فليخرجوا عنا فإنا لا طاقة لنا بالحرب، ولا بما يجرون علينا منها، قال: فقال: صدقوا أخرجوا عنهم، قال: فقالوا: يؤجلوننا شهرا، قال: فقال لهم حاجب: لا والله ولا ثلاثة أيام إلا برضاهم، قال أبو سفيان: وكان حاجب هو القائم بأمور المسلمين في مثل هذه الأشياء من أمر الدين والفتاوى.

صفحہ 45