طبقات مشائخ بمغرب
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
اصناف
يترك نصيبه في الربح من المال المراب
قال أبو سفيان وكان أبو عبيدة عبدالله بن القاسم تاجرا خرج إلى الصين ثم رجع فكان في بعض ما يتجر به اشترى قوم عودا، قال: فسألهم أن يشتركوه، ففعلوا قال: فأقبلوا يعيبون العود عند صاحبه حتى استنقصوه عما كانوا قد اشتروا به، فظن أبو عبيدة أنهم صادقون فيما قالوا، قال: فلما خرجوا من عنده وكانوا نقدوا الثمن ونقد أبو عبيدة معهم عشرين دينارا، فأقبلوا يمدحون العود، ويقولون ما رأينا مثله، قال: فقال لهم أبو عبيدة: سبحان الله ! تعيبون عود الرجل بلا عيب فيه، ردوا علي رأس مالي ولا حاجة لي في مشاركتكم، قال: فاغتنموا منه فردوا عليه ماله.
يدعو عليه بكثرة المال لأنه يراه شرا
وقال غضب عبدالله بن القاسم بن سابور في أمر وصية الفضل بن جندب وكان سلفا للفضل، قال: فقال أبو عبيدة: لأدعون الله عليك، ثم قال: اللهم أدخل بيته قناطر الذهب والفضة، قال: فقال: يا أبا عبيدة إنك إنما دعوت له! قال: لا والله، ولكني دعوت عليه وأي شر أشد عليه من أن يدخل بيته قناطر الذهب والفضة.
وقال سمعت وائل يقول: لما مات أبو جعفر أخذ الناس في البيعة وأخذ عليهم أبواب المسجد الحرام، قال: وكان عبد الله بن القاسم والفضل بن جندب وعلي الحضرمي ووائل في المسجد فلطف الله بهم فنجوا وخرجوا من المسجد، قال وائل: فقلت يا أبا عبيدة لو أخذت ما تراك صانعا؟ قال تذهب والله نفسي دون أن أعطيهم هذه البيعة.
-----------------------
(1) يعني من هن في مكانتها
أبو نوح صالح الدهان
ومنهم أبو نوح صالح الدهان -رحمه الله- شيخ التحقيق وأستاذ أهل الطريق، وناهج طرق الصالحين وناقض دعاوى الزائغين الجانحين، أخذ عنه الحديث والفروع وكان ذا خشية لله وخضوع.
صفحہ 47