فلما أعاد منو جهر عمارة المشهد، وأرشى كبار جيلان سكنت ثائرة الجيل، ولم يمكنهم قصد طبرستان وانصرفوا من وكور ودكرور، وكان أبو الفضل انحاز إلى كرجيان، فلما انصرف الجيل بلغه أن المؤيد بالله، كان ضمن لهم ألفي دينار، فلم يدفع، قيل: بسبب أن ناصرية الجيل قالوا: إن هذا العز يعود إلى المؤيد، ولايعود إلينا، فقصدهم إلكيا أبو الفضل مع الكرخية وسد عليهم الطريق من كل جانب، فحمل الجيل عليهم وهزموهم بإذن الله وقتلوا منهم مقتلة عظيمة أزيد من ثلاثين رجلا وطرح أبو الفضل من هناك إلى جيلان واستولى بعد ذلك آنفا على هوسم. [نسخة الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليهما السلام بعد قوله: واستولى بعد ذلك آنفا على هوسم، نسخت هذه من نسخة بخط القاضي الأجل شمس الدين رضي الله عنه، وذكر في نسخته قال: نسخت هذه السيرة من كراسة بخط السيد الإمام المرشد بالله أبي الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبدالله الحسين بن إسماعيل الجرجاني رضي الله عنهما وذكر أن المؤيد بالله قدس الله روحه توفي .. الخ.
وفيها وجدت عقيب ذلك بخط القاضي شمس الدين رحمه الله مكتوبا: وجدت فيما أظن أنه بخط الإمام المرشد بالله رحمه الله في ورقة بخانقاه الوشاح من بلد الري، قال: وجدت على ظهر جزء من أحاديث الطبراني في الخانقاة الدعاء على خمسة أوجه، وهي: الرغبة والرهبة والابتهال والتضرع والتبتل، فالرغبة أن تجعل باطن كفك إلى السماء، والرهبة أن تجعل ظاهر كفك إلى السماء، والتبتل أن تجعل يدك على فخذيك من الركبة، وتحرك سباحتيك مرة رفعا ومرة خفضا، والتضرع أن ترفع يدك وتخرج سباحتيك يمينا وشمالا، والابتهال لايكون إلا بعد خروج وباسط يديك أمام القبلة وتمدها أشد ما تقدر عليه والسلام. انتهى.
قوله: خروج يعني إلى الجبان، كما فعل صلى الله عليه وآله وسلم لما أراد مباهلة النصارى وكما في الاستسقاء. والله أعلم. تم ذلك، انتهى.
صفحہ 32