يهيجون الغواة علي هيجا ... وهم شر لدي من الغواة وبقي الأمير أبو زيد بهوسم إلى أن خرج عليه أبو الفضل الناصري وحاربه، وهزمه، وأقام بهوسم أربعة أشهر، وخرج الأمير أبو زيد إلى الري، وتقرب إلى المؤيد بالله وأظهر التوبة، واعتذر إليه وصالحه وواعده أنه إن عاود هوسم أعانه على محاربة صاحب طبرستان، ثم رجع الأمير أبو زيد إلى هوسم وملكها أياما، ثم إن أبا الفضل بن الناصر جمع عسكرا وقصد هوسم وهزم الأمير أبو زيد والتجأ إلى جبل حصين فتبعه أبو الفضل وحاربه وقتله، ثم ملك أبو الفضل بعد ذلك هوسم أربعة أشهر، ثم إن آل الثائر بعثوا رسولا إلى المؤيد بالله، وقالوا: إن قتل أبو زيد فنحن نعينك على مرادك، فالحق بنا، فأقبل المؤيد بالله إلى ديلمان وصالح الاستندارية على أن ينهض بهم إلى قابوس، وسلمت منه(1) قلعة وارفويه، وبقي على ذلك سنين إلى أن سار نحو آمل، وصحبه إلكيا أبو الفضل صاحب هوسم مع الكبار من الجيل والديلم، وصحبه الاستندار المكنى بأبي جعفر، وولده المبايع للمؤيد بالله المسمى خسروشاه بن أبي جعفر صاحب الرويان، وصحبه جميع أصحاب الأطراف من ولاة الكلار والديلمان سهلها وجبلها، فدنا من أهلهم ونزل في الساحل ووطن عساكر آمل على الهزيمة، وكان الوالي بها من جهة الأمير قابوس أبو جعفر محمد بن الحسين الناصر، وكان فيها من الأمراء جفتي بن باتي والعباس السالمي والأصفهبذ بن أسفاوجين في آخرين.
صفحہ 24