وقال شيرأسفار: ومن الذي يمنعني عن مرادي، قال هرونيال: وسلكت طريق الجيل فلما وصلت إلى سكور استقبلني المؤيد بالله في الطريق وأديت إليه الرسالة، فأقبل حتى دخل برفجان (أو برفحان) فتسارع الناس إلى إجابته ولم يتخلف عنه أحد إلا المسمى باكر والداني إسحاق التجني في آخرين نحو عشرة أنفس، فانبعث رحمه الله نحو هوسم وأبو زيد أمير عليها وشوزيل كان بطبرستان، وقيل: إنه رحمه الله عد عسكره فبلغوا سبعة آلاف رجل، فلما أحس أبو زيد الثائري بإقبال المؤيد بالله ترك هوسم، وانزوى إلى موضع يقال له: كلوا، فتبعه المؤيد بالله وحاربه وهزمه من هناك، فمضى أبو زيد إلى ملك الديلم، وقتل من عسكره مقتلة عظيمة، وأخذ أسلحتهم إلى حدود ثلاثة آلاف فرس، ثم رجع المؤيد بالله إلى هوسم وأقام بها سنتين، ثم عاد الأمير أبو زيد من ديلمان، وأظهر التوبة والنسك، ثم سار القوم إلى الأمير أبي زيد، وقالوا له: إن أبا الحسين الهاروني ليس بناصري، وإنه قاصر اليد عن عطائنا وحملوه على مخالفته، واجتمعوا حتى أحوج المؤيد بالله إلى مفارقة هوسم والرجوع إلى جيلان، فلما قدم جيلان أقبل إليه شيرأسفار بخيله ورجاله وعاونه ورده إلى هوسم، فبقي فيها مقدار شهرين، ثم قوي الأمير أبو زيد الثائري وآل الأمر إلى أن التجأ المؤيد إلى جيلان وأقام ببرفجان عند المكنى بأبي شجاع، ثم أنفق الأمير أبو زيد الأموال الجمة على أهل جيلان حتى اغتر بماله شيرأسفار وخالف المؤيد بالله وخالفه القوم أجمع حتى خالفه أبو شجاع أيضا، وأخذ أربعين ألف درهم واعتذر بأنه خشي أن لايتم أمره ويحوج إلى الهرب وتفوتني(1) المال أيضا، فأحوج المؤيد بالله إلى مفارقة جيلان وامتد إلى الري، وأنشد:
فررت من العداة إلى العدا ... وكنت عددتهم زمر الثقات
لقد خابت ظنوني عند قوم ... يرون محاسني من سيئاتي
صفحہ 23