فخرج المؤيد بالله من أهلهم(1) إلى باب آمل، وقد كان الرأي أن ينزل بباب آمل ولايحارب مع تعب رجالته فاستعجل وبادر المحاربة وانهزم الأكراد والأعراب من عسكر آمل، وتفرق(2) الجيل والديلم وأحسوا بالظفر حتى أن الشيعة استقبلوا الإمام ينثرون ويستبشرون وكانوا كالواثق بالظفر، وقد كان قائد من قواد المؤيد بالله يسمى ريشكا من كبار شجعان الجيل دخل محلة بنجاده؟؟؟ من أول البلد فأصاب قلنسوته وبيضته التي كانت على رأسه طرف صفائح منصوبة لكف المطر تدعى بالظفرية(3) كاولي، فنزلت البيضة عن رأسه فانتهز الفرصة جيلي من البغاة فرمى موضع الانكشاف بمزراق، فأصاب أصل أذنه فسقط عن دابته، ورفع جثته أصحاب الناصر أبي جعفر فكفنه تكفينا حسنا ورد تابوته إلى جيلان تقربا إلى الجيل.
فآل الأمر إلى أن انهزم عسكر المؤيد بالله ونفضوا أتراسهم، وكان السبب في ذلك على مايقال أنه عليه السلام كان نهى عسكره من أن يرموا أهل البلد وأن يضربوهم وأن يشعلوا النار في دورهم فلما عرف أبو جعفر الناصر أنه أمن الطبرية وعرف أن التعصب غالب عليهم، وأنهم لايعدون كثرة، وكانوا نظارة، واللكناني(4) كله حجارة فأقبل على العوام، وقال: ألا ترون هذا العلم الأبيض، الذي أقبل عليكم، أليس يريدون دفع دينكم(5) فمن رمى بحجر فهذا ختمي له بصيانة داره عن التورد والنزول، وعرف أن هذا من اهم شيء عند الطبرية فجعل يختم لهم على الشموع ويغويهم ويغريهم به، وأخذت الطبرية في الرمي فكسروا الأتراس فوقعت الهزيمة العظيمة في رجال المؤيد بالله حتى بقي وحده بلا راية ونهب بيت ماله.
صفحہ 25