قال: وسمعت ثقة يقول: إن في اليوم الذي أسر المؤيد بالله قصده رجل من الجيل ولطمه، فدعا عليه، وسأل ربه أن يجعل الآكلة في يديه(1)، فعن قريب رأيناه وقد اسودت يداه، ووقعت فيهما الآكلة حتى ذهبتا.
قال: وسمعت ثقة أن المؤيد بالله حكم بقتل رجل وسلمه إلى أولياء الدم، فلما هموا بقتله اغرورقت عيناه وجاد بالدموع، فقال أولياء الدم: ألسنا نقتله بحكم الله وحكمك؟ ؟فقال: بلى، ولكن قلبي يحزن عليه من غير اختياري، فعند ذلك عفى عنه أولياء الدم، وتاب الرجل، وحسنت توبته، وجاهد بين يديه جهادا كبيرا.
قال: وسمعت ثقة يقول: قيل للمؤيد بالله: إن في بعض قرى ديلمان رجلا له في الزهد محل عظيم وليس له مايفرشه ويجلس عليه إلا شيء نسجه من أغصان بعض الأشجار، وليست له وسادة إلا آجرتان يتوسدهما. فقال لأصحابه: قوموا بنا نزور هذا الرجل، فلما قصده استقبله الزاهد، وقال: لماذا جئت إلى هاهنا، وليس لنا مانجلس عليه، ولامانأكله؟ فقال عليه السلام: لهذا جئناك، فإن من له مايأكل عنده ويجلس عليه كثير، ولانقصده ولانزوره.
قال: وسمعت جماعة تحكي أن بندار وزير إلكيا أبي الفضل الثائر في الله لما أخبر أنه أحرقت داره بهوسم في الفتنة التي كانت بها بسبب إحراق مشهد الناصر للحق بآمل قال: إن هذا القاضي الكاذب خرب داري يعني بذلك المؤيد بالله ، فأنهى ذلك إلى المؤيد بالله فلم يسمع فشهد بذلك جماعة، فقال عند ذلك: اللهم خذه مفاجأة ولاترزقه الشهادة عند موته. فعن قريب مات بغتة ومفاجأة بحيث كان جالسا، فاستلقى على قفاه، وإذا هو ميت من غير وصية ولاتوبة.
صفحہ 16