ستر العورة: معناه تغطية مقابح بدنك عن أبصار الخلق، فإن ظاهر بدنك موقع نظر الخلق فما رأيك في عورات باطنك وفضائح سريرتك التي لا يطلع عليها إلا ربك - عز وجل - ؟ فأحضر تلك الفضائح ببالك، وطالب نفسك بسترها.
استقبال القبلة: هو صرف ظاهر وجهك عن سائر الجهات إلى جهة بيت الله، أفترى أن صرف القلب عن سائر الأمور إلى أمر الله - عز وجل - ليس مطلوبا منك ؟! هيهات فلا مطلوب سواه، فليكن وجه قلبك مع وجه بدنك.
الانتصاب قائما: إنما هو مثول بالشخص والقلب بين يدي الله - عز وجل - .
النية: اعزم على إجابة الله - عز وجل - في امتثال أمره بالصلاة وإتمامها والكف عن نواقضها ومفسداتها، والإخلاص بجميع ذلك لوجه الله سبحانه رجاء لثوابه وخوفا من عقابه.
التوجيه: أول كلماته قولك: { وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض } ، وليس المراد بالوجه وجه ظاهر البدن فإنك إنما وجهته إلى جهة القبلة، وإنما وجه القلب هو الذي يتوجه به إلى فاطر السماوات والأرض، فانظر إليه أهو متوجه إلى أمانيك وهممك في البيت والسوق أو مقبل على الله، إياك أن يكون أول مفاتحتك للمناجاة بالكذب، وإذا قلت: { حنيفا } -ومعناه مسلما مائلا عن غير الله إليه-فاجتهد في أن تعزم عليه في الاستقبال وتندم على ما سبق من الأحوال، فإذا قلت: { وما أنا من المشركين } [سورة الأنعام:161] فأخطر ببالك الشرك الخفي وكن منتفيا من هذا الشرك وغيره، وإذا قلت: { إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } [سورة الأنعام:162] فاعلم أن هذا حال عبد مفقود لنفسه موجود لسيده، واجتهد لإخلاص جميع أفعالك وأحوالك لله تعالى والتبري عن حولك وقوتك إلا له تعالى.
صفحہ 6