شرح نهج البلاغة
شرح نهج البلاغة
تحقیق کنندہ
محمد عبد الكريم النمري
ناشر
دار الكتب العلمية
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
1418 ہجری
پبلشر کا مقام
بيروت
فحللت منها بالبطا . . . ح وحل غيرك بالظواهر وأما قوله : يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ، فيمكن أن يكون من باب الحقائق ، ويمكن أن يكون من باب المجازات والاستعارات ، أما الأول فإنه يعني به طول مدة ولاية المتقدمين عليه ، فإنها مدة يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير .
وأما الثاني فإنه يعني بذلك صعوبة تلك الأيام ، حتى إن الكبير من الناس يكاد يهرم لصعوبتها ، والصغير يشيب من أهوالها ، كقولهم : هذا أمر يشيب له الوليد ، وإن لم يشب على الحقيقة .
واعلم أن في الكلام تقديما وتأخيرا ، وتقديره : ولا يرقى إلي الطير ، فطفقت أرتئي بين كذا وكذا ، فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا ، ثم صبرت وفي العين قذى ، إلى آخر القصة ، لأنه لا يجوز أن يسدل دونها ثوبا ويطوي عنها كشحا ، ثم يطفق يرتئي بين أن ينابذهم أو يصبر ؛ ألا ترى أنه إذا سدل دونها ثوبا ، وطوى عنها كشحا فقد تركها وصرمها ، ومن يترك ويصرم لا يرتئي في المنابذة ! والتقديم والتأخير طريق لاحب ، وسبيل مهيع في لغة العرب ، قال سبحانه : ' الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، قيما ' ، أي أنزل على عبده الكتاب قيما ، ولم يجعل له عوجا ، وهذا كثير .
وقوله عليه السلام : حتى يلقى ربه ، بالوقف والإسكان ، كما جاءت به الرواية في قوله سبحانه : ' ذلك لمن خشي ربه ' بالوقف أيضا .
التعريف بأبي بكر
ابن أبي قحافة المشار إليه ، هو أبو بكر ، واسمه القديم عبد الكعبة ، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله . واختلفوا في عتيق ، فقيل : كان اسمه في الجاهلية ، وقيل : بل سماه به رسول الله صلى الله عليه وسلم . واسم أبي قحافة عثمان ، وهو عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب . وأمه ابنة عم أبيه ، وهي أم الخير بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد . أسلم أبو قحافة يوم الفتح ، جاء به ابنه أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو شيخ كبير رأسه كالثغامة البيضاء ، فأسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : غيروا شيبته .
وولي ابنه الخلافة وهو حي منقطع في بيته ، مكفوف عاجز عن الحركة ، فسمع ضوضاء الناس ، فقال : ما الخبر ؟ فقالوا : ولي ابنك الخلافة ، فقال : رضيت بنو عبد مناف بذلك ؟ قالوا : نعم ، قال : اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت .
ولم يل الخلافة من أبوه حي إلا أبو بكر وأبو بكر عبد الكريم الطائع لله ، ولي الأمر وأبوه المطيع حي ، خلع نفسه من الخلافة ، وعهد بها إلى ابنه . وكان المنصور يسمي عبد الله بن الحسن بن الحسن أبا قحافة تهكما به ، لأن ابنه محمدا ادعى الخلافة وأبوه حي .
صفحہ 98