شرح نهج البلاغة
شرح نهج البلاغة
تحقیق کنندہ
محمد عبد الكريم النمري
ناشر
دار الكتب العلمية
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
1418 ہجری
پبلشر کا مقام
بيروت
وعيطاء يكثر فيها الزليل . . . وينحدر السيل عنها انحدارا
الثالثة : قوله عليه السلام : ولا يرقى إلي الطير ، هذه أعظم في الرفعة والعلو من التي قبلها ، لأن السيل ينحدر عن الرابية والهضبة ، وأما تعذر رقي الطير فربما يكون للقلال الشاهقة جدا ، بل ما هو أعلى من قلال الجبال ، كأنه يقول : إني لعلو منزلتي كمن في السماء التي يستحيل أن يرقى الطير إليها ، قال أبو الطيب :
فوق السماء وفوق ما طلبوا . . . فإذا أرادوا غاية نزلوا
وقال حبيب :
مكارم لجت في علو كأنما . . . تحاول ثأرا عند بعض الكواكب
الرابعة : قوله : سدلت دونها ثوبا ، قد ذكرناه .
الخامسة : قوله : وطويت عنها كشحا ، وقد ذكرناه أيضا .
السادسة : قوله : أصول بيد جذاء ، قد ذكرناه .
السابعة : قوله : أصبر على طخية عمياء ، قد ذكرناه أيضا .
الثامنة : قوله : وفي العين قذى ، أي صبرت على مضض كما يصبر الأرمد .
التاسعة : قوله : وفي الحلق شجا ، وهو ما يعترض في الحلق . أي كما يصبر من غص بأمر فهو يكابد الخنق .
العاشرة : قوله : أرى تراثي نهبا ؛ كنى عن الخلافة بالتراث ، وهو الموروث من المال .
فأما قوله عليه السلام : إن محلي منها محل القطب من الرحا ، فليس من هذا النمط الذي نحن فيه ، ولكنه تشبيه محض ، خارج باب الاستعارة والتوسع ، يقول : كما أن الرحا لا تدور إلا على القطب ، ودورانها بغير قطب لا ثمرة له ولا فائدة فيه ، كذلك نسبتي إلى الخلافة ، فإنها لا تقوم إلا بي ، ولا يدور أمرها إلا علي .
هكذا فسروه . وعندي أنه أراد أمرا آخر ، وهو أني من الخلافة في الصميم ، وفي وسطها وبحبوحتها ، كما أن القطب وسط دائرة الرحا ، قال الراجز :
على قلاص مثل خيطان السلم . . . إذا قطعن علما بدا علم
حتى أنخناها إلى باب الحكم . . . خليفة الحجاج غير المتهم
في سرة المجد وبحبوح الكرم
وقال أمية بن أبي الصلت لعبد الله بن جدعان :
صفحہ 97