شرح نهج البلاغة
شرح نهج البلاغة
تحقیق کنندہ
محمد عبد الكريم النمري
ناشر
دار الكتب العلمية
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
1418 ہجری
پبلشر کا مقام
بيروت
ولم يخل الله سبحانه خلقه من نبي مرسل ، أو كتاب منزل ، أو حجة لازمة ، أو محجة قائمة ، رسل لا تقصر بهم قلة عددهم ، ولا كثرة المكذبين لهم ، من سابق سمي له من بعده ، أو غابر عرفه من قبله .
الشرح : اجتالهم الشياطين : أدارتهم ، تقول : اجتال فلان فلانا ، واجتاله عن كذا وعلى كذا ، أي أداره عليه ، كأنه يصرفه تارة هكذا ، وتارة هكذا ، يحسن له فعله ، ويغريه به .
وقال الراوندي : اجتالتهم : عدلت بهم ، وليس بشيء .
وقوله عليه السلام : واتر إليهم أنبياءه ، أي بعثهم وبين كل نبيين فترة ، وهذا مما تغلط فيه العامة فتظنه كما ظن الراوندي أن المراد به المرادفة والمتابعة . والأوصاب : الأمراض . والغابر : الباقي ، ويسأل في هذا الفصل عن أشياء : منها ، عن قوله عليه السلام : أخذ على الوحي ميثاقهم . والجواب ، أن المراد أخذ على أداء الوحي ميثاقهم ، وذلك أن كل رسول أرسل فمأخوذ عليه أداء الرسالة ، كقوله تعالى : ' يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ' .
ومنها أن يقال : ما معنى قوله عليه السلام : ليستأدوهم ميثاق فطرته ؟ هل هذا إشارة إلى ما يقوله أهل الحديث في تفسير قوله تعالى : ' وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالو بلى ' ؟ والجواب ، أنه لا حاجة في تفسير هذه اللفظة إلى تصحيح ذلك الخبر ، ومراده عليه السلام بهذا اللفظ أنه لما كانت المعرفة به تعالى وأدلة التوحيد والعدل مركوزة في العقول ، أرسل سبحانه الأنبياء أو بعضهم ، ليؤكدوا ذلك المركوز في العقول . وهذه هي الفطرة المشار إليها بقوله عليه السلام : ' كل مولود يولد على الفطرة ' .
ومنها أن يقال : إلى ماذا يشير بقوله : أو حجة لازمة ؟ هل هو إشارة إلى ما يقوله الإمامية ، من أنه لا بد في كل زمان من وجود إمام معصوم ؟ الجواب ، أنهم يفسرون هذه اللفظة بذلك ويمكن أن يكون المراد بها حجة العقل .
وأما القطب الراوندي ، فقال في قوله عليه السلام : واصطفى سبحانه من ولده أنبياء : الولد يقال على الواحد والجمع ، لأنه مصدر في الأصل ، وليس بصحيح ، لأن الماضي فعل بالفتح ، والمفتوح لا يأتي مصدره بالفتح ، ولكن فعلا مصدر فعل بالكسر ، كقولك : ولهت عليه ولها ، ووحمت المرأة وحما .
صفحہ 75