244

شرح نهج البلاغة

شرح نهج البلاغة

ایڈیٹر

محمد عبد الكريم النمري

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

1418 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

نظر حبيب إلى مالك بن دينار ، وهو يقسم صدقته علانية ، فقال : يا أخي ، إن الكنوز لتستر ، فما بال هذا يجهر به ! قال عمرو بن عبيد للمنصور : إن الله أعطاك الدنيا بأسرها ، فاشتر نفسك منه ببعضها ، وإن هذا الذي أصبح اليوم في يدك لو كان مما يبقى على الناس لبقي في يد من كان قبلك ، ولم يصر إليك ، فاحذر ليلة تمخض بيوم لا ترى بعده إلا يوم القيامة . فبكى المنصور ، وقال : يا أبا عثمان ، سل حاجة ، قال : حاجتي ألا تعطيني حتى أسألك ، ولا تدعني حتى أجيئك ، قال : إذن لا نلتقي أبدا ، قال : فذاك أريد . كان يقال : الدنيا جاهلة ، ومن جهلها ، أنها لاتعطي أحدا ما يستحقه ؛ إما أن تزيده ، وإما أن تنقصه .

قيل لخالد بن صفوان : من أبلغ الناس ؟ قال : الحسن ، لقوله : فضح الموت الدنيا .

قيل لبعض الزهاد : كيف سخط نفسك على الدنيا ؟ قال : أيقنت أني خارج منها كرها ، فأحببت أن اخرج منها طوعا .

مر إبراهيم بن أدهم بباب أبي جعفر المنصور ، فنظر السلاح والحرس ، فقال : المريب خائف .

قيل لزاهد : ما أصبرك على الوحدة ! قال : كلا أنا جالس ربي ، إذا شئت أن يناجيني قرأت كتابه ، وإذا شئت أن أناجيه صليت .

كان يقال : خف الله لقدرته عليك ، واستح منه لقربه منك .

قال الرشيد للفضيل بن عياض : ما أزهدك ! قال : أنت يا هارون أزهد مني ، لأني زهدت في دنيا فانية ، وزهدت في آخرة باقية .

وقال الفضيل : يا ربي ، إني لأستحي أن أقول : توكلت عليك ، لو توكلت عليك ما خفت إلا منك ، ولا رجوت إلا إياك .

عوتب بعض الزهاد على كثرة التصدق بماله ، فقال : لو أراد رجل أن ينتقل من دار إلى دار ، ما أظنه كان يترك في الدار الأولى شيئا .

قال بعض الملوك لبعض الزهاد : مالك لا تغشى بابي وأنت عبدي ! قال : لو علمت أيها الملك ، لعلمت أنك عبد عبدي ، لأني أملك الهوى والهوى يملكك .

دخل متظلم على سايمان بن عبد الملك ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أذكر يوم الأذان ، قال : وما يوم الأذان ؟ قال : اليوم الذي قال الله فيه : ' فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ' ، فبكى سليمان وأزال ظلامته .

سئل الفضيل بن عياض عن الزهد ، فقال : يجمعه حرفان في كتاب الله : ' لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ' .

صفحہ 58