شرح ديوان المتنبي
شرح ديوان المتنبي
تحقیق کنندہ
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
ناشر
دار المعرفة
پبلشر کا مقام
بيروت
- الْغَرِيب الريط الملاء الْبيض ويعاف يكره الْمَعْنى يُرِيد أَنه يكره الاستظلال بالخيمة المتخذة من الريط إِنَّمَا يستظل بالغبار وخيمه جمع خيمة
٢٤ - الْمَعْنى يُرِيد إِن نفع إسعادنا لَك فى هَذِه الرزية أسعدناك بشق الْقُلُوب لَا بشق الْجُيُوب وَهُوَ كَقَوْل أَبى تَمام
(شقَ جَيْبا مِنْ رِجالٍ لوِ اسْطا ... عُوا لَشَقُّوا مَا وَرَاءَ الجُيُوبِ)
وَمثله وشققت ... جُيُوب بأيدى مأتم وخدود)
٢٥ - الْمَعْنى يُرِيد أَن الدمع لَيْسَ بِعلم للحزن فقد يحزن من لَا يبكى وَقد يبكى من لَا يحزن وَأخذ هَذَا الْبَيْت مِمَّا أنْشدهُ أَبُو على فى آخر تَكْمِلَة إيضاحه
(وَما كُلُّ ذى لُبّ بمُؤْتِيكَ نُصْحَهُ ... وَما كُلّ مُؤْتٍ نُصْحَهُ بِلَبِيبِ)
٢٦ - الْغَرِيب أَبِيك بِفَتْح الْبَاء لُغَة أثْبته ابْن جنى يُرِيد أَبَوَيْك وهى لُغَة صَحِيحَة مَعْرُوفَة تَقول الْعَرَب أَب وَأَبَان وأبوين وَأبين وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ
(فَلَمّا تَبَيَّنَ أصْوَاتنَا ... بَكَيْنَ وَقَدَيَّنْنَا بالأَبِينَا ...) جمع أَب وَقد قَرَأَ بَعضهم مَا تَعْبدُونَ من بعدى قَالُوا نعْبد إلهك وإله أَبِيك يُرِيد آبَائِك فَجَمعهُمْ على أبين وَأسْقط النُّون للإضافة الْمَعْنى يَقُول تفكر فى مصيبتك بِهَذَا الْمَفْقُود وتسل عَنهُ وَاذْكُر مصيبتك بأبويك فَإنَّك بَكَيْت لفقدهما ثمَّ ضحِكت بعد ذَلِك بِزَمَان قريب كَذَلِك حزنك لأجل هَذِه الْمُصِيبَة سيذهب عَن قرب وَقيل تفكر فى آبَائِك الَّذِي ذَهَبُوا فَكل أحد سيذهب كذهابهم فَلَا يجب الْحزن وفى مَعْنَاهُ
(فَفُضّى اللَّوْمَ عاذِلَتِى فإنى ... سيَكُفِينِى التَّجاربُ وانْتسابى)
يُرِيد لَا أنتسب إِلَّا إِلَى مَفْقُود وَمثله قَول لبيد
(فإنْ أنتَ لم ينفعْكَ عِلْمُكَ فانتسِبْ ... لعلَّكَ تهديكَ القُرُونُ الأوَائِلُ)
وَأحسن مَا قيل فى هَذَا الْمَعْنى مَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ
(فإنْ لم تجِدْ مِن دونِ عَدْنانَ وَالِدًا ... ودُون مَعَدّ فَلْنَزَعْكَ العَوَاذلُ)
1 / 54