بتاريخ الخامس والعشرين من رجب نحو ماردين، ووعد بجمع العساكر، ورحل بغدوين من أرتاح إلى نهر قويق، وأفسد كل ما عليه وضايق حلب، فاجتمع على باب حلب ثلاثة ألوية: لواء الملك إبراهيم بن رضوان، ولواء الأمير دبيس ابن صدقة، ولواء الملك بغدوين، وكان الجوسلين ودبيس قد برزا من تل باشر وقصدا ناحية الوادي وأفسد كل ما فيه ما قيمته مائة ألف دينار، ثم نزلا على باب حلب، وكان نزولهم على حلب على مضي ساعة وكسر من نهار يوم الاثنين سادس عشرين شعبان، والطالع من العقرب عشر درج والمريخ في الطالع في درجة واحدة. وقيل نزولهم بساعتين عند اتساع الفجر انفتح في السماء من نحو المشرق باب من نور ودام حتى هال الناس. ولما كان في اليوم الثاني في ذلك الوقت عاد انفتح ذلك الباب ولكن كان أضيق من الأول، وخرج منه شئ كاللسان ينعطف ويطوَّق. ونزل الإفرنج غربي البلد وغربي قويق، ومعهم علي بن سالم بن مالك وصاحب بالس أخو بدر الدولة، فقطعوا الشجر وأخربوا المشاهد الظاهرة، وكان عدد الخيم: ثلاثمائة خيمة للمسلمين. ونبش الفرنج القبور وأحرقوا الموتى بأكفانه، وعمدوا إلى من كان طريًا فشدوا الحبال في أرجلهم وسحبوهم مقبل المسلمين.
- ٤٣ - (١)
سنة٥١٩:وفي يوم الأربعاء العشرين من شوال مات شمس الدولة سالم بن مالك بقلعة جعبر.
- ٤٤ - (٢)
سنة٥٢١:توجه عماد الدين زنكي إلى الموصل ودخلها في عاشر رمضان من السنة.
_________
(١) سويم: ٢٠٢ (عن بغية الطلب) .
(٢) وفيات الأعيان ٢: ٣٢٨ (انظر التاريخ الصغير: ٣٩٩) .
1 / 69