- ٤٥ - (١)
سنة ٥٢١: ولما شرّق عز الدين مسعود البرسقي، ولّى بحلب والقلعة الأمير تومان، فلما استقامت أموره بالشرق نفذ سرية مع أمراء منهم ينال وسنقر دراز وغيره، فلما وصلوا إلى حلب لم يدخل معهم تومان في الطاعة، فحالفه رئيس حلب فضايل بن بديع، وأدخلهم إلى حلب، وأنزلهم قلم الشريف ووقع بين الوالي وأهل حلب، وبعد ذلك بأيام يسيرة وصل إلى حلب غلام السلطان محمود، واسمه ختلغ ابه، بتوقيع عز الدين مسعود بحلب، وصحبته عمدة الدين سنقر الطويل صاحب حران المعروف بدراز، وسلم التوقيع إلى تومان بتسليم الموضع إلى خطلبا [ختلغ أبه] فلم يقبل، وأحتج بعلامة بينه وبين عز الدين لم يتضمنها التوقيع، وأعترف بالخط حسبُ، وكانت العلامة بينهما صورة غزال لأن عز الدين كان أحسن الناس نقوشًا وتصاوير، وكان من الذكاء على أمر عظيم، وطال الأمر على خطلبا وأشاروا عليه بالعودة فعاد، وكان عز الدين محاصر الرحبة وبها قراقش الأمير حسن، رجل فارسي الأصل، فاستأمن ونزل، ونزل الموضع غيره، فمات عز الدين، فوصل في خمسة أيام فوجد مسعودًا قد مات، وهو مطروحٌ على قطعة بساط، والعسكر مشغولون عن دفنه قد نهب بعضهم بعضًا، فعاد خطلبا إلى حلب في ثلاثة أيام وعرّف الناس بموته، فأدخله ابن بديع المدينة إلى داره، واستنزلوا تومان من القلعة بعدما صحَّ عنده وفاةُّ صاحبه، فصانعهم على ألف دينار وسلّم القلعة وملّكها خطلبا وأستحلفه الحلبيون واستوثقوا منه، وطلع المركز بتاريخ الخميس لست بقين من جمادى الآخرة من هذه السنة، والقمر في الجوزاء على قران المريخ. ولما صعد وبقي أيامًا ظهر انه من أهل الشر والظلم، فتشوشت قلوب الرعية، وحمله قوم من أهل السوء على الطمع، فتغير وبدّل ما حلف عليه، وصار يختم تركة من يموت ويرفع ماله إليه ولا يكشف هل له وارث أم لا، وصح
_________
(١) بغية الطلب ٦: ١٣٢، ٧: ٢٠٧ نقلًا عن الموصل على الأصل المؤصل (وقارن بالتاريخ الصغير: ٣٩٨ - ٣٩٩) سويم: ٢١٧، ٢٥٣.
1 / 70