وكسره ونهب الحلة، وهرب دبيس إلى الشام، فأجاره شهاب الدين ابن مالك بالدوسرية وأكرمه وسيّره إلى نجم الدين ابن أرتق إلى ماردين فأكرمه وصارت بينهما زيجة، وأعاده إلى الحلة.
- ٤١ - (١)
سنة٥١٥: وفي جمادى الأولى كانت كسرة المسلمين ببلاد الكرج، وذلك أن داود ملك الكرج كان قد ظهر على الملك طغرل من الدروب، فاستنجد بنجم الدين ابن ارتق وجموح التركمان وصحبتهم دبيس بن صدقة بن مزيد، فانكفت الكرج في الدروب الضيقة وتبعهم خلق من المسلمين، فأخذ الكرج عليهم الدروب ورضخوهم بالصخر فانكسروا.
- ٤٢ - (٢)
سنة ٥١٨: وفي يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الآخرة عبر الأمير دبيس بن صدقة بن مزيد، من قلعة منبج ونزل بظاهر منبج، وكان له عمل في حلب ومكاتبة، فانكشفة على يد فضائل بن صاعد بن بديع، وقتل بعض القوم ونفى بعضًا، وكان بها التمرتاش حسام الدين بن نجم الدين إيلغازي بن أرتق.
وفي يوم الجمعة سابع عشر رجب كان خلاص البغدوين [ملك الفرنج] من شيزر، وكان استقر عليه ثمانون ألف دينار وقلعة عزاز، وحلف على ذلك ورهن جماعة من الفرنج أثني عشر نفسًا، أخذهم الجوسلين، وعجل من المال عشرين ألف دينار، فما هو إلا أن خرج حتى غدر ونكث، ونفذ يعتذر إلى الأمير حسام الدين بن نجم الدين بأن البطريرك لم يوافقه على تسليم عزاز، وأن خطية اليمين تلزمه، وترددت الرسل منهم إلى يوم الأحد ثامن عشر شعبان وعادة بنقض الهدنة. وخرج الملك إلى ارتاح وعزمه على حلب، فخرج التمرتاش من حلب
_________
(١) بغية الطلب ٦: ٣٠٩ (انظر التاريخ الصغير ٣٨٨) .
(٢) بغية الطلب ٦: ٣٠٩.
1 / 68