============================================================
الأمر بالاستغفار على الامر بالاخذ (من لب حب الانابة) الحبوبات التي يتداوى بها كثيرة ورپا اراد بالحب هنا حب النيل وهو المعروف بالقرطم شبه الأنابة به لأنه حار يابس يسهل الاخلاط الغليظة كما ان الانابة تسهل خروج ما استعطى في النفس من المألوفات القبيحة بحرارة شوقها (و) خذ (من ورق الندامة) هذا تشبيه لفعل الندامة بورق شجر طبعه قريب من طبع لب الحب المذكور لمناسبته بين الندامة والانابة فانه يحصل اول الامر الندم على ما مضى من الذنوب ثم يستتبع ذلك الانابة الى الله فهما رفيقان (و) خذ (زهرة الانفعال) اي انفعال النفس وتاثرها بملاحظة جناب الحق فان هذا الانفعال معد لحلول التوبة في القلب كما يعد المعدة بعض الازهار التي تكون في المعاجين وتهييها لاصلاح عمل الهضم الذي هو ركن في اعتدال المزاج (وخذ عرق التوية) ويقال له عرق الصباغين حار يابس فيه جلاء قوي شبه التويه به لأن فيها جلاء من تلك الأمراض واجلاء عن الاقامة عليها، (وخذ صمغ الزهد) الصمغ معروف وانواعه كلها حارة يلين السعال الحار مثله بالزهد المغاير المضاد للمرض على الدنيا الذي هو في عالم المثال كالسعال لهذا ترى الحريص البخيل اذا سئل شيئا اعترته القحة واخذه شبه السعال الحار فتنحنح عند ذلك وقح وعرق جبينه وترشح (وخذ علك التقوى) طبعه حار خاصته التحليل طيب الرائحة كالتقوى في المثل فانها طيبة الرائحة اهلها طيبون بها تحرق بحرارة شوقها الشهوات النفسانية وتحلل بخاصيتها الرعونات الانسانية (وخذ جوهر الذكر) فالذكر خير معادن الاعمال الزكية كما ان الجوهر خير المعادن الحجرية (وتصعيد الفكر) الذي يصعد الى الدماغ بقوة حرارة الذكر في القلب كما تصعد الأبخرة وتستخرج الارواح النافعة من النباتات بواسطة المعرقات والمبخرات (وخذ ملح معدن الطاعة) وهذا لان الطاعة في الايمان والاسلام كالملح في الطعام فلا اسمج ولا ابهت من مؤمن مسلم ذي عقائد سليمة يتجرد عن الطاعات (و) خذ(سناء العزلة) هو المعروف بالسنامكي كثير المنافع ، ذكر عليه السلام انه هووالسنوت وشيء ثالث لم يبين حقيقته تنفع من جميع الامراض، وكذلك العزلة بها تقطع اسباب اكثر الخطيئات كالغيبة والنميمة والجدال والمراء والرغبة فيما يتحدث به الناس من حظوظ الدنيا الى غير ذلك مما لا يستطاع احصاؤه ولا يحاول استقصاؤه (و) خذ (هليلج التهليل) الهليلج اصنافه كلها تطفىء المرة وتنفع منها كما تطفىء حلاوة التهليل مرارة الشرك الخفي والجلي المفسد لمزاج الروح الانسانية والحقيقة القلبية مثل فساد البدن بالمرة الصفراوية (و) خذ(املة السهر) وجه الشبه انها منقية مصفية للدم انقاء السهر للدماغ ومنابع الفكر (و)
صفحہ 69