ما بين النهرين. حيث إن بثلاثمئة «سرباز» (1) فقط ونصف هذا العدد من الخيالة استطاع ان يكتسح كرميان ، أو البلاد الواطئة ، على حد قوله ، من الموصل إلى خانقين ومن كرمنشاه إلى ما يقرب من أبواب بغداد. ولم يتوقف عن القيام بشيء هائل جدا في الحقيقة لو لم يعمد الپاشا إلى اتحافه بهدايا ثمينة وتقديم الكثير من العتاب والاعتذارات السلمية. والحق ان سرتيپ خان ينتمي إلى طبقة من الإيرانيين كثيرة العدد جدا ، أجاد في وصف أمثالهم موريير ، وهم أشد المتبجحين ضلالا في الطبيعة ومع ذلك لا تعوزهم الشجاعة مثل المتبجحين في معظم البلاد الأخرى. وبينما كنت أستمع إلى قصص الخان عن مآثره ومقدار الثناء الذي كان قد حصل عليه من ملك الملوك والمقابلة (خلوت) التي حظي بها بالمثول بين يدي جلالته وعن الخطابات الطويلة التي كان يلقيها الأمير المالك ، والوعد الذي وعده به سموه بسيف مطعم بالذهب وعن تذمراته المرة من عدم التقدير الذي تقابل به مزاياه ، فلا يدفع له الأجر الكافي ولا المخصصات اللازمة ، ولا يتمتع بالإجازات الضرورية لزيارة أسرته (التي فارقها منذ خمس سنوات) بل يؤمر بالعكس بالتوجه إلى هنا وهناك في حملات أخرى لأنه لا يمكن لأحد غير محمد خان ان يقوم بالعمل على أحسن وجه ، وبكلمة أفضى عن تذمره من الحقيقة الجلية بأن الحكومة كانت تعلم أي خادم صالح هو السرتيپ خان ولكنها لم تكن تعرف كيف تستفيد منه أقول بينما كنت أستمع إلى كل هذا تعلمت الكثير مما هو مهم وطريف ، الكثير مما كنت أرغب في الوقوف عليه بشأن البلاد وعدوها پاشا راوندوز (2)، وحصلت على الكثير من التسلية كذلك. هذا علاوة على انني قد أرضيت على ما أعتقد الخان النزيه الذي هو في الحقيقة رجل صادق مخلص ، يتناول كأسه كأي فرد منا.
صفحہ 42