** أول تشرين الثاني
زالة (1) قرية كردية متواضعة تتألف من ستة أو ثمانية دور. أكتب إليك يا عزيزتي من هذه الحفرة الشقية التعيسة لأنني قد توفرت لي ساعة من الزمن ، وليس لأن عندي شيء مهم أكتبه. فقد غادرت السليمانية يوم أمس في حوالي الحادية عشرة قبل الظهر ، بعد أن بقيت أنتظر والحيوانات محملة والخيول مسرجة من السابعة صباحا. لأن الپاشا لم يف بالوعد الذي كان قد قطعه لي بتخصيص دليل يأخذني في الطريق إلى بغداد. فالرجال العظام يأخذهم النسيان فيذهبون إلى النوم ، ولا يتجاسر أحد على إيقاظ سموه. ولذلك جلست في عدتي أضرب بمهمازي واستشيط غيظا حتى حلت الساعة المعتادة التي يخرج فيها سموه من مخدعه ، فقال لخادمي ان أشغالي قد غابت عن ذاكرته! وعلى هذه الشاكلة يؤدي طيش العظيم إلى إتعاب الصغير وخسارته في بعض الأحيان. وقد كان للمسكين شيء من العذر ، لأن شؤونه الخاصة كانت تربكه. فقد اكتشفت بعد ذلك انه كان في اليوم الذي استأذنته بالسفر قد ترأس جلسة سرية مشوشة مع أغواته ، عقدت للمناقشة في كيفية تزويد ثلة من الجند الإيراني ببعض الضروريات التي كانت تبلغ تكاليفها حوالي مئتي تومان فلم يستطيعوا على ما قيل جمع هذا المبلغ من السليمانية وربما كان هذا ينطوي على جزء من البرودة التي كنت أعتقد انها كانت بادية في تصرف الپاشا تجاهي في تلك الحادثة.
وحينما حضر الدليل كان دليلا جيدا مناسبا ، كما كانت التعليمات التي زود بها دقيقة جدا بالنسبة لما يختص براحتي وسلامتي. فقد كان عليه أن يوصلني إلى كفري ويكون مسؤولا عن سلامتي بقطع رأسه ، تبعا للطريقة الشرقية في هذا الشأن. فبهذا الشكل تكتب الرسائل التي يزود بها السياح على سبيل التقديم من الأمراء إلى حكام الأماكن الواقعة في طريقهم ، أو التعليمات
صفحہ 43