213

============================================================

فقال السائح: ما هذا؟ا قيل : هذا الملك قد أظلك. فقال لغلام له : ائتني بطعام فأتاه بلبن وحمص. وقال في الحديث الآخر : وزيت، وقلوب الشجر، فجعل چشو شدقيه ويأكل أكلا عنيفا، فقال الملك : أين صاحبكم؟ قالوا : هذا " قال : كيف أنت يا فلان؟

فقال في أحد الحديثين : كالناس، وقال في الآخر : بخير ، فقال الملك ما عند هذا من خير، فانصرف عنه . فقال السائح: الحمد لله الذي صرفك عني وأنت لي ذام.

فلم يزل العاملون لله جل وعز يخادعون العباد عن أعمالهم الصالحة، كما يخادع العاملون لغيره عن سيئاتهم إرادة أن تكون أعمالهم الصالحة سرا بينهم وبين ربهم جل وعز ، ليجزبهم بها علانية على رؤوس أهل القيالهة .

باب وصف أعظم الرياء وأدنا قلت: فأخبرفي بالمرائين، ومنازهم، في عظم ريائهم، وشدته، وأقدارهم فيه ومن أعظم الناس رياء عند الله عز وجل؟

قال: أعظم المرائين عند الله عز وجل، رياء: من راءى بالايمان، واعتقدا التكذيب والشك، أو الريب.

و كذلك المنافق الذي ذكره الله عز وجل في غير موضع من كتابه، فقال ، عز من قائل: (وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ}(1) وقال: عز وجل.

(ومن الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا ويشهد الله على ما في قبه وهو ألد الخصام . وإذا توكى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهك الحرث والنسل والله لايجب الفساد(2) .

(1) سورة آل عمران، الآية: 119.

(2) سورة البقرة، الآية: 204.

صفحہ 212