151

وقتل الواثق أحمد بن نصر الخزاعى فى سنة مائتين وإحدى وثلاثين، وتوفى أبو حذيفة بن واصل بن عطاء شيخ المعتزلة الذى قال: إن الفاسق من أهل الملة ليس مؤمنا ولا كافرا، وتوفى أبو العباس عبد الله بن طاهر بن الحسين فى ربيع الأول سنة مائتين وثلاثين، وثار جماعة من الأعراب وتعرضوا للقوافل، فأرسل بوغاء الكبير ليدفع شرهم، وثار نصر بن مالك فى بغداد وقتل، وعاش الواثق أربعة وثلاثين عاما، وتوفى يوم الأربعاء الرابع والعشرين من ذى الحجة سنة مائتين واثنتين بمرض الاستسقاء، وكانت مدة خلافته خمسة أعوام وتسعة أشهر وثلاثة عشر يوما.

المتوكل على الله أبو الفضل جعفر بن محمد بن هارون:

كان الخليفة العاشر من خلفاء بنى العباس والتاسع والعشرين بعد النبى (عليه السلام). أمه أم ولد، وأصبح خليفة بعد أخيه، كان يحب الفقهاء والمحدثين، وأسند الوزارة لأبى الوزير، وقتل محمد بن عبد الملك فى التنور الحديدى، الذى صنعه فى عهد المعتصم لتعذيب الناس، وتوفى القاضى محمد بن سماعة صاحب محمد بن الحسن الشيبانى، وكان فى المائة من عمره، ويحيى بن معين فى سنة مائتين وثلاث وثلاثين.

عزل المتوكل القاضى أحمد بن أبى داود، وابنه أبا الوليد محمد بن أحمد فى سنة مائتين وخمس وثلاثين، واسترد من أبى الوليد مائة وعشرين ألف دينار وجوهرة تساوى أربعين ألف دينار، وجعل أبا محمد يحيى بن أكثم قاضى القضاة، وتوفى الشيخ أبو حامد أحمد بن خضرويه البلخى، وكان فى الخامسة والتسعين من عمره، وكان لأحمد زوجة تسمى فاطمة بنت أمير بلخ، زهدت الدنيا وكانت آية فى التصوف، ومضت مع أحمد لزيارة بايزيد، ورفعت النقاب عن وجهها، وكانت تقول كلاما فاحشا، فغضب أحمد من ذلك ولما دخل، وضعت النقاب على وجهها، قال أحمد: ينبغى أن يكون الأمر على عكس ذلك ما معنى أن تخفى وجهك عنى، ولا تخفيه عن بايزيد، قالت فاطمة: لأنك محرم طبيعتى وهو محرم طريقتى ومنك بالهوى رسم، وهو مع الله، والدليل على هذا الكلام؛ لأنه ليس فى حاجة إلى الصحبة وأنت محتاج إلى، فقال أحمد: يكرم كل من خدم الدراويش بثلاثة أشياء: التواضع، وحسن الأدب، والسخاء.

صفحہ 176