مقدمة المؤلف
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وأهله وأصحابه وخلفائه أجمعين، أما بعد:
صفحہ 19
لما جعل الحق جل وعلا التوفيق رفيقا لهذا الضعيف، وهو أضعف خلق الله تعالى أبو سليمان داود بن أبى الفضل محمد بن محمد بن داود البناكتى أحسن الله عاقبته، حتى ألف كتابا فى كل فن من أنواع العلوم. وخطر لى أن أكتب كتابا فى علم التواريخ والأنساب التى اكتظت بذكرها الكتب الإلهية والصحف السماوية فى جميع الأديان، وأن أجعله مشتملا على أنساب وتواريخ كل طوائف أهل العالم، وبيان اختلاف تاريخ كل قوم من الأديان المختلفة، وكذلك أنساب مشاهير الأنبياء والأولياء خصوصا سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد المصطفى (عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات) وشعب الأولاد والأئمة المهديين والخلفاء والسلاطين ومشاهير الصحابة والتابعين ومشايخ الطبقات وأصحاب الحديث والقراء وعلماء الدين والملوك والخواقين والأمراء وسائر أقوام بنى آدم، وأن يتضمن طائفة من أقوالهم وأحوالهم وحكاياتهم التى شوهدت فى كل كتاب من الكتب، وسمعت من كل مؤرخ ونسابة، وفحصت فحصا بارعا خصوصا من كتاب جامع التواريخ الذى جمع مادته رشيد الدين الوزير (طاب ثراه) من كتب تواريخ أقوام العالم من الهند والصين والمغول والإفرنج وغيرهم بأمر من سلطان الإسلام غازان خان (نور الله مضجعه) وكان على أن أعرض هذا على وجه الإيجاز، وقد بدأت كتابى مستعينا بالله تعالى منذ بداية عهد آدم وحتى يومنا هذا؛ أى متصلا إلى أيام دولة الشاهنشاه الأعظم مالك رقاب الأمم، محرز ممالك العالم، مولى سلاطين العرب والعجم السلطان علاء الدنيا والدين أبى سعيد بن السلطان محمد الجايتو خان بن أرغون خان بن آباقا خان بن هولاكو خان بن تولولاى خان بن جنكيزخان.
وهو الخامس والعشرون من شهر الله المبارك شوال سنة سبع عشرة وسبعمائة من الهجرة، وقسمته إلى تسعة أقسام وسميته" روضة أولى الألباب فى معرفة التواريخ والأنساب".
والعلم عند الله تعالى.
صفحہ 20
القسم الأول فى معرفة أنساب وشعب وتواريخ الأنبياء والأوصياء
والحكماء بداية من عهد آدم (عليه السلام) إلى آخر أيام إبراهيم الخليل (صلوات الرحمن عليه)، وعددهم عشرون، ومدة أعمارهم أربعة آلاف وثمانمائة وثمانية وثلاثون عاما 1.
الطبقة الأولى
آدم وحواء وأبناؤهم، حتى نوح (عليه السلام)، وهم عشرة، ومدة أعمارهم ألفان وثلاثمائة وستون سنة، ويقال: ألفان وخمسمائة واثنتان وتسعون سنة.
فى بيان خلق آدم (عليه السلام):
صفحہ 21
قال علماء الدين وأئمة التفسير: إن الله تعالى أمر جبريل أن يرفع التراب كله عن وجه الأرض، وأن يضعه بين مكة والطائف، فعجن الله تعالى هذا التراب بماء المطر وفى ذلك يقول: خمرت طينة آدم بيدى أربعين صباحا، ورسم صورة آدم وجعل رأسه نحو الطائف، وبقى على ذلك أربعين يوما، قال تعالى: هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا 2؛ أى لم يدر ما اسمه وما يراد به، ولما رأى إبليس والملائكة هذا قالوا: نحن نصنع بهذا الشخص ما يأمر به الله، فقال إبليس: إذا كان أضعف منى أهلكته، ولو كان أقوى منى فلن أطيعه، ولما دخلت روح آدم فى رأسه عطس وحمد وسمع جواب الرحمة، ولما وصلت إلى صدره أراد أن ينهض فسقط وكان الإنسان عجولا 3، ثم بقى فى مكة سبعة أيام حتى زينوا العرش، وأحضروا له ثيابا حسنة من الجنة، واصطف الملائكة، واعتلى آدم العرش الذى كان فى ذلك الموضع الموجودة به الكعبة، فجاء الأمر اسجدوا*، فتمرد إبليس وسجد الملائكة، ثم جاء الأمر أن أدخلوه الجنة فأدخلوه، فمكث خمسمائة عام هناك؛ أى نصف يوم من أيام ذلك العالم، ويقولون: منذ دخوله الجنة ونزوله إلى الأرض كان ألفا ومائتين وأربعين عاما. واختلفوا هل خلقت حواء فى الدنيا أم فى الجنة؟، والأصح أنها خلقت فى الدنيا لقوله تعالى: اسكن أنت وزوجك الجنة 4، وكان ذلك بين النوم واليقظة، ولما لعن إبليس ودخل آدم الجنة، جاء الأمر: ولا تقربا. فبحث إبليس عن الطريق ودخل فى فم الأفعى 5، قال تعالى: وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين 6، وأقسم أن كل من أكل من هذه الشجرة؛ فسوف يخلد فى الجنة، فلما أكلا سقطت عنهما حلتهما، فجاء الخطاب: ألم أنهكما عن تلكما الشجرة 7، ثم جاء الأمر أن اخرجا فخرجا، وكان معهما ورقتان من ورق التوت وقد سترت عورتيهما، وعود كان آدم يستعمله لتخليل أسنانه، وفص الخاتم الذى وصل لسليمان، والجوهرة التى صارت الحجر الأسود، وصار فص الخاتم هو سبب ملك سليمان، وأثر الورق هو العسل والحرير والعنبر، ويقولون: إن أدم وحواء هبطا إلى الدنيا فى أرض الهند وانفصلا، فقدم آدم (عليه السلام) إلى مكة، وطلب حواء فوجدها على جبل عرفات، ولذلك يسمى هذا المكان بعرفات، وبنيا الكعبة، وأحضر لهما جبريل الحب وعلمهما الزرع والغرس والحصاد والطهو والطحن، ثم زرعا وجنيا وأكلا فى اليوم الرابع، وحملت حواء من آدم خمس عشرة مرة، وفى كل مرة كانت تلد ولدا وبنتا، وكان آدم يزوج كل أنثى للذكر من الحمل الآخر، ثم أراد أن يزوج إقليما توأم قابيل إلى هابيل وتوأم هابيل لنودا إلى قابيل، وكان قابيل يميل إلى توأمه، وبذلك عادى هابيل فقتله، وهو الذى أرسى أساس الظلم والعدوان، وحزن آدم على فراقه حتى وهبه الحق تعالى شيث، فوجد العزاء به.
صفحہ 22
ولما بلغ آدم تسعمائة وثلاثين عاما توفى ولحق بالرفيق الأعلى، وعاشت حواء بعده عاما واحدا وقيل سبعة أعوام، ودفن كلاهما فى أرض الهند، ويقال: فى جبل بو قبيس، ويقال: فى النجف، ويقال: إنه فى أثناء الطوفان حمل نوح (عليه السلام) رفاتهما معه ودفنه بعد ذلك فى أرض بيت المقدس.
شيث بن آدم (عليه السلام):
كان ابنا لآدم، ويقال: إنه كان ابن ابن آدم وأبوه يسمى صلحا، والأصح أنه ابن آدم 8، ولما بلغ آدم (عليه السلام) مائة وثلاثين عاما ولد شيث، وعلى حد قول النصارى، كان آدم يبلغ فى هذا الوقت من العمر مائتين وثلاثين عاما، أما اليهود فيقولون: مائة وثلاثين، وتتفق الآراء على أنه عاش تسعمائة وثلاثين عاما، وفى آخر أيامه أوصى بولاية العهد إلى شيث، وبنى شيث الكعبة بالحجر والطين فى ذلك المكان الذى سبق لآدم أن أقام فيه الكعبة، وسلمه البارى تعالى خلعة الرسالة، ونزلت عليه خمسون صحيفة فى مدة أربعين سنة، ودعا الخلق لعبادة الله تعالى مدة مائتين وثمانين عاما ولما بلغ شيث مائة عام وخمسة، ولد آنوش، وعند النصارى أنه ولد له وهو فى الخامسة والستين بعد المائتين، وعند اليهود أنه كان فى الخامسة والستين بعد المائة 9، وبعد ذلك ولد له أولاد كثيرون، وعاش بعد آدم مائة واثنتى عشرة سنة، والإجماع على أنه توفى عند ما بلغ تسعمائة عام واثنتى عشرة، ودفنوه بجوار أبيه.
آنوش بن شيث (عليه السلام):
كان وليا لعهد أبيه وهو أول من غرس النخيل، ولما بلغ التسعين ولد له قينان، ويرى النصارى أن عمره كان مائة وتسعين، وعند اليهود وهو فى التسعين، وفى أوائل هذه الأعوام بدأ بعض الناس فى الكفر وعبادة الأصنام، وفى أواسطها ظهرت الحرف، وكان له أبناء كثيرون، وعاش تسعمائة وخمسة وعشرين عاما، ويتفق اليهود والنصارى على أنه عاش تسعمائة وخمسة وستين عاما.
صفحہ 23
قينان بن آنوش:
كان وليا لعهد أبيه وأصبح خليفته بناء على وصيته، ولما بلغ السبعين ولد له مهلائيل، وكان له أبناء آخرون، ومدة عمره تسعمائة عام وعشرة، وعند اليهود والنصارى أنه عاش ثمانمائة وخمسة وستين عاما.
مهلائيل بن قينان:
خلف أباه، وفى زمانه كثر بنو آدم، وفرقهم فى أرجاء الأرض، وقدم بنفسه مع أولاد شيث إلى أرض الروم، وبنى مدينة سوس وبابل، ولم تبن مدن قبل هذا، ولما بلغ الخامسة والستين ولد له يرد، وكان عمره بإجماع الآراء ثمانمائة وخمسة وتسعين عاما.
يرد بن مهلائيل:
خلف أباه، وكان له أبناء كثيرون، ولما بلغ من العمر مائة واثنين وستين عاما ولد له أخنوخ، وكان عمره بإجماع الآراء تسعمائة واثنين وستين عاما.
أخنوخ بن يرد:
صفحہ 24
يقال: إنه هو إدريس (عليه السلام) ولما كانوا قد صنعوا الأصنام فى عهد يرد واشتغلوا بعبادتها، أرسل الحق تعالى الوحى إلى إدريس حتى يدعوهم ليكفوا عن عبادة الأصنام، وكان نبيا سريانيا، يسمونه المثلث بالنعمة بسبب أنه النبى الثالث والحكيم الثالث والملك الثالث، وهو الذى استن سنة الجهاد والسبى؛ لأنه حارب القابليين وأسر أبناءهم، وهو الذى استنبط الخياطة والخط وعلم النجوم، ونزلت عليه ثلاثون صحيفة، وفى زعم اليونانيين أن هرمس كان حكيمه، ويقال: إنه من أبناء هابيل وكان بينه وبين عهد نوح أربعمائة وأربعة وثلاثون عاما، والأصح ثبوت مقامه فى صعيد مصر الأعلى، وهو الذى بنى الأهرام وأنذر الناس بالطوفان، ولما بلغ الخامسة والستين ولد له متوشلخ، ولم يشهد أحد وفاته، وحمله الله تعالى إلى الجنة عند ما كان عمره ثلاثمائة وخمسة وستين عاما، وفى قول اليهود والنصارى: ثلاثمائة عام.
متوشلخ بن أخنوخ:
كان له أبناء كثيرون، ولما بلغ من العمر مائة وسبعة وثمانين ولد له لامك، ويقال: بعد تسعمائة عام، وكان عمره أطول من الجميع، ومدة عمره تسعمائة وتسعة وستون عاما، ويقال: ألف وتسعون عاما، وعند اليهود والنصارى تسعمائة واثنان وستون عاما.
لمك بن متوشلخ:
كان رجلا موحدا وبواسطته كف الكثير من الناس عن عبادة الأصنام، ومن جملة أبنائه الصابى، وتنتسب إليه الجماعة التى تعرف بالصابئة 10 ولمذهبهم شهرة واسعة.
ولما بلغ لامك من العمر مائة واثنتين وثمانين سنة، ولد له نوح. وتوفى لامك قبل أبيه وكان عمره سبعمائة وسبعة وسبعين عاما، وعند اليهود والنصارى سبعمائة وثلاثة وسبعين عاما.
نوح بن لمك:
صفحہ 25
قالوا: إنه من أبناء هابيل، والأصح المثبت هنا أن ابن عباس (رضى الله عنهما) يقول: لما بلغ نوح أربعمائة وثمانين عاما من العمر نزل عليه الوحى، وكانت دعوته مائة وعشرين عاما فآمن ثمانون شخصا، فأرسل الله تعالى الطوفان: فركب نوح مع هؤلاء الثمانين فى السفينة ونجوا، وعاش نوح بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين عاما أخرى 11.
وذكر الواقدى 12 فى كتابه: أن بين آدم ونوح عشرة قرون، وكل قرن مائة عام، وذكر أبو الفتح ناصر بن محمد الحصينى فى جامع المعارف أن عمر آدم كان تسعمائة وثلاثين عاما وبينه وبين الطوفان ألفان ومائتان واثنان وأربعون عاما ومن الطوفان حتى وفاة نوح ثلاثمائة وخمسون عاما، ومن نوح إلى إبراهيم ألفان ومائتان وست وأربعون سنة 13، ومن إبراهيم لموسى سبعمائة عام، ومن موسى لداود خمسمائة عام، ومن داود لعيسى ألف ومائة عام، ومن عيسى إلى محمد (عليهما السلام) ستمائة وعشرون عاما، ومن بدء عهد آدم حتى زمان محمد (عليه السلام) على حد قول الحصينى ثمانية آلاف وستمائة وثمانية وثمانون عاما.
وجاء فى تاريخ اليهود، أن من آدم حتى نوح ألفا وخمسمائة عام، ومن نوح حتى إبراهيم ثمانمائة وأربعة وتسعين عاما، ومن إبراهيم حتى موسى خمسمائة عام، ومن موسى حتى سليمان أربعمائة وثمانين عاما، ومن سليمان حتى الإسكندر خمسمائة وأربعة وعشرين عاما، ومن الإسكندر إلى يومنا هذا الذى يوافق عام سبعمائة وسبع عشرة من الهجرة ألفا وستمائة وثمانية وعشرين عاما، وعلى قول اليهود: يكون من آدم إلى يومنا هذا خمسة آلاف وسبعة وسبعون عاما.
صفحہ 26
وذكر أبو الحسن على بن الحسين بن عبد الله المسعودى 14 فى كتابه: أن من هبوط آدم حتى عصر مولد المصطفى (عليه السلام) ستة آلاف ومائة وخمسة وأربعين عاما، ومن هبوط آدم حتى الطوفان ألفين ومائتين وستة وخمسين عاما، ومن الطوفان حتى مولد إبراهيم ألفا وتسعة وسبعين عاما، ومن مولد إبراهيم حتى وقت خروج بنى إسرائيل من التيه كان موسى فى الثمانين من عمره، ومن خروج بنى إسرائيل حتى السنة الرابعة من ملك داود (عليه السلام) ستمائة وستة وثلاثين عاما، وهو الذى بنى بيت المقدس 15، ومن بداية بناء بيت المقدس حتى مولد الإسكندر سبعمائة وتسعة عشر عاما، ومن مولد الإسكندر حتى مولد المسيح (عليه السلام) ثلاثمائة وتسعة وستين عاما، ومن مولد المسيح حتى زمان ولادة المصطفى (عليه السلام) خمسمائة وواحدا وعشرين عاما، ومن وقت ارتفاع المسيح حتى وفاة المصطفى (عليه السلام) خمسمائة وأربعة وتسعين عاما، ومن مبعث المسيح حتى هجرة رسول الله (عليه السلام) خمسمائة وستة وأربعين عاما، وكانت وفاة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) فى سنة تسعمائة وخمسة وثلاثين بالتقويم الإسكندرى، ومن داود حتى محمد رسول الله ألفا وعامين وستة أشهر وعشرة أيام، ومن موسى حتى محمد (عليه السلام) ألفين وثمانية وثمانين عاما وستة أشهر وعشرة أيام، ومن إبراهيم حتى محمد المصطفى ألفين وسبعمائة وثمانية وعشرين عاما وستة أشهر وعشرة أيام، ومن نوح حتى محمد (عليهما السلام) ثلاثة آلاف وسبعمائة وإحدى وعشرين عاما وستة أشهر وعشرة أيام، وبعد هذا القول من رواية المسعودى عن هبوط آدم حتى مبعث محمد (عليه السلام) ستة آلاف ومائة عام واثنان وستة أشهر وعشرة أيام.
وجاء فى ديوان النسب أنه كان لنوح أربعة أبناءهم: سام وحام ويافث ويام، ويقال: إن له ولدا آخرا اسمه يوناطل، وكان له أربعة أبناءهم: دمس وأذعار ومعاس وكايل، ومنهم كانت أمم كثيرة: منها أهل الصين والماجين، ويام هو من جاء فى شأنه ليس من أهلك 16، وهلك فى الطوفان، وكان لحام عشرة أولادهم: كوش وقوط وكنعان وزنج وزعادة وهند وسند ومصرايم وسقحشا ونوبا، وكان حام أسودا، وسبب سواد وجهه أنه كان قد ارتكب حماقة مع أبيه فقد رأى عورته بغتة، فلا جرم أن اسود وجهه، ويقال: إن سام ويافث أبعداه فى ذلك الوقت، ومن هنا فإن الأتراك من نسلهما أعزة، والسود فى الجملة أذلة، وبختنصر ونمرود من نسل كوش. بختنصر بن نيوزرادان ابن سناريب بن زنج بن بالغ بن مسلم كوش، والنمرود بن كوش.
صفحہ 27
وقال أبو محمد عبد الله بن مسلم القتيبى 17: أن النمرود بن ماش بن إرم بن سام، والأقباط من نسل قبط بن مضر بن قوط بن حام، وتمناع بنت شومال أم عمليق بن لاود بن حام، وإمليفانا بنت عنا وهى زوجة عيص بن إسحاق من نسل الكنعانيين، وهو الذى أظهر البغل فى الدنيا، وكان ليافث ثلاثة وعشرون ابنا، وجومر كيومرث هو الذى عمر ولاية التركستان، وعمر ماغوغ مدينة همدان ومهمات، وعمر جوان مدينة باتونيه وهى من بلاد اليونان، وعمر ثوبان الصين، وعمر خراسان ولاية خراسان، وتيراس ولاية فارس، وخوار وسوسل وقارح وياذل وأدنه وداران وعامور وبرحام ومصصه ينسب إليهم بحر الخزر وكيلان وقبرس ومردى وكماسخ وكمادى وطيلسان، وكان لكمادى ابن اسمه كرد وهو والد الأكراد، وتالش من نسل الطلاسنة والأتراك والصقالبة، ومأجوج ويأجوج من نسل جومر وماغوغ، ويقولون: إن نوحا أعطى حام بلاد السود، وبلاد السمر إلى سام، وبلاد الشقر إلى يافث، وكان عمر نوح تسعمائة وخمسين عاما.
صفحہ 28
الطبقة الثانية
من سام بن نوح حتى إبراهيم الخليل (صلوات الرحمن عليه) وهم عشرة أشخاص، ومدة أعمارهم ألف عام وأربعمائة وثمانية وسبعون، وقيل: ألف ومائتان وستة وأربعون عاما، ويقال: ألف وتسعمائة وستة وتسعون عاما، وكان لسام بن نوح خمسة أبناء، هم:
أرفخشد، إرم، لاود، غيلام، أشود، وعمر غيلام خورستان، وكان لأشود مدينة نينوا ورحبه والمدائن، كما كانت بلاد الأرمن لإرم، وجاء فى ديوان النسب أنه كان لإرم خمسة عشر ابنا هم: عبيل، طسم، جديس، عمليق، جرهم، بارجاسم، صحار اميما، ثمود، عاد، عنبرحول؟ 18، عوص 19 ومنه عاد الذى ولد له شداد، وموش داد بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح (عليه السلام).
وقال أبو على فضل بن الحسين الطبرسى 20 فى تفسير مجمع البيان فى علوم القرآن: إنهم اختلفوا فى إرم، يقال: إنها اسم قبيلة، وقال أبو عبيد: إن عادا رجلان؛ فعاد الأول إرم، وهو الذى قال فيه الحق تعالى: وأنه أهلك عادا الأولى 21 ويقولون: إنه جد عاد وهو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح وهذا نقلا عن محمد بن إسحاق، وقيل: هو سام بن نوح نسب عاد إليه وهذا عن الكلبى، ويقال: إنها اسم مدينة وهى الآن دمشق وهذا عن سعيد بن المسيب وعكرمة، ويقول محمد بن كعب: إنها مدينة الإسكندرية، ويقال إنها مدينة بناها شداد بن عاد، ويقول الجبائى: إنها لقب عاد.
حكاية إرم ذات العماد:
صفحہ 29
قال وهب بن منبه: إنه فى عهد معاوية، خرج عبد الله بن قلابة من اليمن يطلب جملا فى صحراء عدن فنزل واديا، فوصل فجأة إلى مدينة ذات أسوار عظيمة داخلها كثير من القصور، ويرتفع على كل قصر علم، ولم ير أحدا، وقال: أدخل المدينة، فدخلها وترجل من على جمله واستل سيفه من غمده، فرأى حصنا له بابان عظيمان مرصعان بالياقوت الأبيض والأحمر، فتملكته الحيرة، ولما سار فيها رأى قصورا متقابلة من الذهب والفضة مرصعة باللآلئ والياقوت ، وقد انتثرت على بساطها كرات من المسك والزعفران واللآلئ، وأشجار مثمرة ومياه جارية فى جداول من فضة ولا وجود لأحد قط، فقال: قسما بالله الذى بعث محمدا بالحق إلى الخلق أن الله عز وجل لم يخلق فى الدنيا مثل هذا، إن هذا من الجنة التى وصفها القرآن، ثم حمل ما استطاع حمله من اللآلئ والمسك والزعفران، وقدم اليمن وأطلع الناس عليها وصار عظيم الثراء.
ولما بلغ هذا الخبر معاوية طلبه، فقدم وقص عليه القصة، فأحضر معاوية كعب الأحبار وقال: يا أبا إسحاق هل فى الدنيا مدينة من ذهب وفضة؟، قال: نعم أنا أخبرك عنها وعمن بناها، شيدها شداد بن عاد، وهى المدينة التى وصفها الله تعالى فى القرآن بقوله: إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد 22 قال معاوية: أخبرنى عنها، قال: اعلم إنهم عاد الأولى وليسوا عادا قوم هود، وكلا القومين من أبناء هود أبناء عاد الأولى، وبقى له ولدان هما شداد وشديد، فهلك شديد واستأثر شداد بالملك على جميع الأرض، وتغلب على نفسه التكبر والتجبر بأن يصنع جنة فى الدنيا 23، فأمر مائة بطل لبناء هذه المدينة مع كل منهم ألف اراعون؟ 24 وكتب إلى كل ملك من ملوك زمانه لكى يجمعوا من أجل ذلك كل جوهر فى بلادهم، وقام هؤلاء المهندسون والأساتذة ببناء هذه المدينة، ولما فرغوا من بنائها بعد مدة، أقاموا حولها سورا عظيما يضم ألف قصر.
ثم توجه شداد مع الوزراء وأركان الدولة وأعيان حاشيته وجيشه العظيم إليها، ولما اقتربوا منها أرسل الحق سبحانه وتعالى عليهم صيحة من السماء؛ فهلكوا جميعا بحيث لم يبق منهم أحد، وفى زمانك ذهب مسلم أحمر أشقر قصير ذو خال على حاجبه، وآخر على رقبته يطلب شيئا فى تلك الصحراء، وكان ذلك الشخص جالسا أمام معاوية، وعندما نظر إليه كعب الأحبار قال: ليس سوى هذا الرجل.
صفحہ 30
وفراعنة مصر من أبناء لاودند الذى كان فرعونا فى عهد إبراهيم (عليه السلام)، وهو سنان بن علوان بن عبيد بن عولج بن يلمع بن إشليخا بن لاود بن سام، وفرعون يوسف (عليه السلام) هو ريان بن الوليد بن هروان بن أراشة بن فاران بن عمرو بن يلمع بن إشليخا بن لاود، وفرعون موسى (عليه السلام) هو وليد بن مصعب بن معاوية بن أبى شمر بن هلوان بن ليث بن فاران بن عمرو بن يلمع بن إشليخا بن لاود بن سام. وجاء فى جامع المعارف للحصينى أنه من نسل آدم بن سام وهو وليد بن مصعب بن ريان عزيز مصر الوليد بن ريان بن عاد بن إرم بن سام الذى امتلأ وسط العالم من أبنائه ومدة عمره مائتا عام، وفى قول اليهود: إنه لما بلغ سام مائة عام ولد له أرفخشد وذلك بعد الطوفان بعامين، وكان عمره ستمائة عام، ولأرفخشد بن سام ولدان هما: شالح وقينان، واخترع علم الفلك بعد الطوفان، وصنع له أولاده من بعده تمثالا لوجهه من الذهب، كانوا يسجدون له، وهو الذى بنى مدينة حران، وكانت مدة عمره أربعمائة وخمسة وستين عاما، وفى قول اليهود: إنه لما بلغ أرفخشد الخامسة والثلاثين ولد شولح، ومدة عمره أربعمائة وثمانية وثلاثون عاما، ويسمون شالح بن أرفخشد فى العبرية شولح، ولما بلغ الثلاثين ولد له عابر، ومدة عمره أربعمائة وثمانية وثلاثون، وفى قول اليهود: أربعمائة وثلاثة وثلاثون عاما.
عابر بن شالح:
هو النبى هود (عليه السلام) واسمه فى العبرية عبور، والعبرى مشتق من عابر، وكانت لغة الناس قبله هى السريانية، وبعد ذلك انقسمت إلى ثلاث لغات أفصحها الأرمينية التى كانت لغة الرها والشام والخارجة وحران، والفلسطينية التى كانت لغة دمشق وجبل لبنان، والكلدانية التى كانت لغة الجبال وسواد العراق.
وذكر أبو الفتح الحصينى فى جامع المعارف: أن هودا من أبناء عاد، وهو هود بن عبد الله بن رياح بن خلود بن عاد، وكان عمره أربعمائة وأربعا وستين سنة، ثم بعث صالح وهو صالح بن عبيد بن عاد إلى قوم ثمود، وكان بين هود وصالح من المدة خمسمائة عام، وكان عمره مائتين وثمانين سنة ودفن بمكة.
صفحہ 31
وذكر فى تاريخ النصارى والإفرنج أن هودا بن شالح وعمره ثلاثمائة وأربعون عاما، وجاء فى تاريخ اليهود أنه عندما بلغ عابر الرابعة والثلاثين ولد فالغ، ومدة عمره أربعمائة وأربعة وستون عاما.
وجاء فى ديوان النسب، أنه كان لهود بن شالح ولدان هما: قحطان وفالغ، فعمر قحطان بلاد اليمن، وكان له ولد يسمى يعرب، وهو أول شخص تحدث باللغة العربية، ونزل فى اليمن ويسمونه أبا اليمن، وكان ليعرب ابن يسمى يشجب ولد ابنا يسمى سبأ ونشأ العرب من سبأ لأنه أول شخص سبى من العرب، ولذلك سموه سبأ، وكان له ثلاثة أولاد كهلان ومر وحمير، وكانوا يقولون لحمير عز لحج أيضا، وحاطب بن سعد رهطه ذو الكلاع وبنو حيوان رهط شعبى وهوزن من أبنائه، وحكم العرب من نسله خمسة وعشرين ملكا على النحو التالى: أولهم الحارث وهو الحارث بن شداد بن ملطاط بن عمرو بن قيس بن معاوية بن حشم بن عبد شمس بن موايل بن غوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير، وهذا الحارث تبع للأول ولقبه الرايش، وتفسير رايش بالفارسية العطاء وكان كريما، وكان لقمان الحكيم فى زمانه، ويقولون: إنه كان للقمان من العمر ألفان وأربعمائة وخمسون عاما.
وكان للحارث ابن يسمى أبرهة، وصار من بعده ملكا، ولقبوه بذى المنار؛ لأنه مضى لحرب المغرب، وشيد المنائر فى الطريق حتى لا يضل فى العودة، وهو الذى مهد الطريق من المغرب إلى اليمن، وكان له ولد يسمى أفريقيس وصار من بعده ملكا وعمر أفريقيا حتى حدود المغرب، وكان له ولد يسمى العيد وخلفه فى الملك ولقب بذى الأذعار، والذعر فى الفارسية (ترس) أى الخوف، وهو الذى جاء بالنسناس إلى بلاد اليمن، وكان الناس يخشونه ولذلك السبب لقبوه بهذا الاسم، ثم وصل الملك من بعده إلى هدهاد، ومن بعده إلى بلقيس زوجة سليمان النبى (عليه السلام)، وكانت بلقيس بنت هدهاد بن شرحبيل بن أبرهة بن الحارث، ولما أقامت بلقيس ملك اليمن واتصلت بسليمان أصبح الملك لعمها باشر ينعم الذى كان كريما، وبعده وصل الملك إلى أبى كرت شمر بن عبيد بن أفريقيس بن أبرهة بن الحارث، وكان يلقب بذى القرنين، وهو الذى أحضر جيش العرب إلى العراق.
صفحہ 32
وجاء فى كتاب حمير، أنه هو الذى قتل كشثاسب وهو تبع الثانى، وبعده أفضى الملك لابنه أقرن وبعده لابنه ذى الجيشان وبعده لأخيه كرب ومنه إلى ابنه أسعد ومن بعده إلى أخيه حسان ومنه إلى أخيه عمرو، وبعده وصل الملك إلى عبد كلال وهو ابن عمر بن زهران أخو ملطاط الذى كان جد الحارث، ومنه لابنه مرثد ومنه لابنه وليعة ومنه إلى ذى جدن بن حجر بن ربيعة بن مرة بن حارث بن عوف بن زهران جد عبد كلال، ومنه إلى أبرهة الصباح أخو عبد كلال ومنه إلى صهبان بن محرث عم أخ أبرهة، ومنه إلى ابنه الصباح ومنه إلى حان بن عمرو بن أقرن، ومنه إلى تبع الأصغر الذى قدم يثرب وأصبح يهوديا، وأساء إلى سمعته، وأصبح ابن أخته عمر بن عمرو بن حجر ملكا لعدنان، وامرؤ القيس الشاعر بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر، ومنه وصل إلى عريب، وكان ملكا عظيما وتهود، واستولت الحبشة على ملكه وأغرق نفسه فى البحر، وبقى ملك اليمن فى يد الحبشة حتى عصر سيف ذى يزن، وانتقل الملك إلى أربعة ملوك كان آخرهم مسروق بن أبرهة الذى نزلت سورة الفيل فى شأن أبيه، وقتل بيد معدى كرب بن سيف يزن، وهو سيف بن ذى يزن بن أسلم بن أسلم بن زيد بن عوث بن سعد بن عوث بن عدى بن مالك بن زيد بن سدو بن زرعة بن صيفى بن قيس بن معاوية بن سبأ الأصغر بن كعب بن ذى الكلال زيد بن سهل بن عمر بن قيس بن معاوية بن حشم بن عبد شمس بن وائل بن عوث بن قطب بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير، ومدة ملكهم ألف وسبعمائة عام.
حكاية:
لما رأى سيف أن الحبشة استولت على بلاد اليمن، مضى لخدمة قيصر الروم، وطلب منه العون، ولأن الحبشة لم تكن على دين القيصر فلم يمده بجيش، وأمر بإعطائه عشرين ألف دينار من الذهب، فغضب سيف ونثر هذا الذهب على بابه وعاد، ومضى إلى حضرة أنو شيروان وبكى وتذلل، فقبل أنو شيروان أن يمده بالعون، وتوفى سيف فى قريب من هذا الوقت، وقدم ابنه معدى كرب إلى أنو شيروان الذى أمر بإخراج السجناء من سجنهم وقدم لهم المؤن وأرسلهم معه، وركبوا معه فى السفينة ومضوا إلى ساحل عدن، وكان قائدهم وهرز، وقاتلوا الحبشة بالقرب من عدن وقتل مسروق، واستولوا على اليمن، وأصبح معدى كرب ملكا.
صفحہ 33
وخرج للصيد ذات يوم أثناء ملكه، فانتهزت الحبشة الفرصة وقتلوه، وكان انقراض ملك بنى حمير على يديه، ومنه انتقل إلى الفرس، وكان أول ملك لهم وهرز الذى كان يلقب بخره داد وهو ابن واريهان بن نرسى بن جاما سف بن فيروز الملك، وبعده ملك نوشجان، وبعده لداودويه قاتل الأسود العنسى الذى ادعى النبوة فى عهد المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وبعده إلى فيروز الديلمى، وبعده انتقل ملك اليمن من الفرس إلى نواب المصطفى (عليه الصلاة والسلام).
وحكم فى العرب واحد وخمسون من بنى كهلان وذلك من ثلاث قبائل هم: بنو غسان وبنو لحم وبنو دوس، وكان من بنى غسان ماء السماء الذى كان أولهم، وآخرهم يسمى جبلة الذى أسلم على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ولأن عمر قد حكم عليه أن يضرب نفسه بسلاحه؛ لأنه كان قد ضرب أعرابيا ففر إلى الروم خائفا ليدفع هذا عن نفسه.
نسبه: جبلة بن أيهم بن أبى شمر بن حارث بن حجر بن نعمان بن حارث بن أيهم بن حارث بن جبلة بن حارث بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة بن عمرو بن ماء السماء.
صفحہ 34
وكان ماء السماء ملكا كريما، ولما كان يقع القحط فى أى وقت كان يعطى الناس الكثير من الذهب والطعام، وبذلك لم يكن هناك قحط ولذلك سموه ماء السماء، وكانوا كلهم ملوكا منه حتى جبلة، وحكم من إخوته وأبناء إخوته من ماء السماء حتى جبلة خمسة وثلاثون ملكا، وماء السماء بن حارثة المطريق بن امرئ القيس بن مطريق بن ثعلبة بن مازن، وسموا مازن هذا غسان بسبب أنه كان يقيم على حافة ضفة نهر فى اليمن، ولذلك لقبوه بغسان، ويقال لنسله الغسانيون وهو ابن أزد بن غوث بن بنت بن مالك بن زيد بن كهلان، وكانوا يقولون لبنى لحم أولهم امرؤ القيس حتى أبى قابوس النعمان الذى قتله كسرى برويز تحت أقدام الفيلة فى المدائن، وحكم من بعده أربعة عشر ملكا، وكانوا يلقبون أبا قابوس بن المنذر بن ماء السماء باسم أمه، ولقبوه بذى القرنين، وفى منتصف فترة ملكه عزله أبو يعفر بن علقمة الديلمى بأمر من ملوك العجم وأصبح ملكا، وبعده كان الملك للحارث وقبله كانت الشهرة لفارس فى زمن أنو شيروان العادل، وبعده كان الملك للحارث بن عمر بن حجر، وكان هؤلاء الثلاثة من نسل الملوك وظل ملكهم ثلاثين عاما، ووصل الملك لابن أبى المنذر بناء على أمر ملوك العجم وهو ابن امرئ القيس بن أسود بن المنذر بن النعمان بن امرئ القيس بن صد بن بدو، وحكمت هذه الجماعة مع أربعة أشخاص آخرين من أبنائهم.
نسبه: بدو بن عمرو بن عدى بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن سعوف بن مالك بن غنم بن نماره بن لخم، وكان لخم يسمى مالك وهو من قبيلة كبيرة، وهو ابن عدى بن الحارث بن قرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن غوث بن زيد بن كهلان، وحاتم الطائى من قبيلته، وهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن خسرج بن امرئ القيس بن عدى بن أحرم بن أبى أحرم مروهة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن الطائى واسم الطى جديلة لأنه أول من طوى المنازل، وهو ابن أدد بن يشجب بن غوث بن زيد بن كهلان، وكان له ولد هو عدى بن حاتم الصحابى (رضى الله عنه).
وكان من بنى دوس ملكان: مالك بن فهم أول ملوك الحيرة، وكان له ابن فى العراق العربى يدعى جذيمة الأبرش، وأصبح ملكا بعد أبيه، وكان عظيما متكبرا لدرجة أنه لم يشرب مع أحد قط، وكان يقول: لا ينبغى أن يكون لى نديم سوى الكواكب ولهذا لقبوه بنديم الفرقدين، وقتل على يد زبا التى كانت امرأة يرجع نسبها إلى جذيمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس، وأبو هريرة الصحابى من نسل دوس.
وذكر الحافظ أبو موسى بن محمد بن أبى بكر بن أبى عيسى المدنى الأصفهانى فى كتاب التتمة: أنهم اختلفوا كثيرا فى اسم أبى هريرة وأبيه، يقول الواقدى: إن اسمه عبد الله بن عمر، وجاء فى كتاب المدخل الحاكم للأبى عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد البيح النيسابورى، أبو هريرة عبد الرحمن ويقال عبد شمس ويقال عمير بن عامر الدوسى، والدوس هو ابن عدنان بن عبد الله بن زهران من الأزد، وأمه أميمة بنت هفتح بن الحرث الدوسية.
صفحہ 35
والتحق أبو هريرة فى سنة سبع بخدمة المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وقدم خيبر وآمن، وكانت وفاته فى صفين عام تسعة، ويقال: سنة ثمان، ويقال فى سنة سبع وخمسين، وجاءوا به إلى المدينة ودفنوه، وكان فى الثامنة والسبعين من عمره، وروى عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثا.
ودوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن أدد بن غوث بن مالك بن زيد بن كهلان، ومدة ملكهم خمسمائة وخمس وسبعون سنة.
فالغ بن غابر:
كان له أربعة أبناءهم: أرغو وفينان وشيرى ومدبر، وفى زمانه قسم أبناء نوح الأرض مرة أخرى، وآل وسط المعمورة لأبناء سام وهى فلسطين والشام والحجاز وسامراء ولأبناء حام جنوب أفريقية وهى زرنج ومصر والنوبة والبربر والحبشة والهند والسند، ولأبناء يافث شمال الأندلس والفرنجة وبلاد اليونان وصقلية وبلغاريا والتركستان، ولما كان عمر فالغ ثلاثين عاما ولد له أرغو، ومدة عمره مائتان وتسعة وثلاثون عاما.
أرغو بن فالغ:
كان له خمسة أبناء: شاروغ ويسمونه بالعبرية سرور، ونعمان وبهران وطاشم وطولان، ويسمون أبناء هؤلاء الإخوة الأربعة الجبابرة، وفى عصر أرغو كان غرود بن كوش بن حام ملكا فى بابل، وبنى صرحا عظيما، فاقتلعه ريح عاصف من أصله وخربته ومات غرود، وكان له ولد يسمى نينوس، وشيد له مدينة باسمه على حافة نهر الموصل وهى خربة، وكان قد بلغ من العمر ثلاثمائة وتسعة أعوام، ويسمونه فى العبرية رغو، وجاء فى تاريخ اليهود أنه لما بلغ أرغو من العمر اثنتين وثلاثين سنة، ولد له سرور، ومدة عمره مائتان واثنتان وثلاثون سنة 25.
ساروغ بن أرغو:
تم سك الدرهم والدينار فى عصره، وفى هذا الزمان تولى فرعون بن سالس وهو من فراعنة مصر الحكم، ومدة عمر ساروغ ثلاثمائة وثلاثون عاما، ويقول اليهود: لما بلغ سرور سن الثلاثين ولد له ناخور، وكانت مدة عمره مائتين وثلاثين عاما، وكان لناخرو بن ساروغ ابن يسمى تارخ وهو آذر، ويسمونه فى العبرية تورخ، وكانت مدة عمر ناخور واحدا ومائتى عام، ويقول اليهود: لما بلغ ناخور تسعة وعشرين عاما ولد له تارخ، ومدة عمر ناخور مائة وثمانية وثلاثون عاما.
صفحہ 36
تارخ بن ناخور:
كان له ثلاثة أبناء: إبراهيم وناخور وهارون، وكان لوط (عليه السلام) بن هارون، وأيوب (عليه السلام) من أبناء عوض بن ناخور. وجاء فى كتاب مجمع البيان فى علوم القرآن لأبى على الطبرسى أن أيوب بن عوض بن رارخ بن روم بن عيصا بن إسحاق بن إبراهيم (عليه السلام)، ومدة عمره مائة وستة وأربعون عاما، ويقولون: إن ابنة يعقوب (عليه السلام) إليا التى تسمى بالعبرية دينا كانت حرمه، ولا فان النبى (عليه السلام) وأخته روفا كان اسم أم يعقوب (عليه السلام)، وابنتاه ليئا ورحيل أم يوسف (عليه السلام)، وكلتاهما حرم يعقوب (عليه السلام) بن بثوابل بن ناخور، وفى عهد تارخ ملك فلسطين بنى مورقوس مدينة دمشق، وكانت مدة عمر تارخ مائتين وخمسة أعوام، وتوفى فى مدينة حران. وجاء فى تاريخ اليهود أنه عندما بلغ تارخ السبعين ولد له إبراهيم (عليه السلام)، ومدة عمر تارخ مائتان وخمسة أعوام.
إبراهيم (عليه السلام) بن تارخ كان له ثمانية أبناء: إسماعيل وإسحاق وشوح ويشباق ومذان ومديان وزمران ويفشان، وكانت صفورا زوجة موسى (عليه السلام) بنت شعيب (عليه السلام) 26 بن يربت بن غيفا بن مديان، وكانا ملكى صيدق وأبو مليخ نبيين معاصرين لإبراهيم الخليل (عليه السلام)، وأرسل الله تعالى إبراهيم إلى غرود بن كوش ليدعوه، وأنزلت عليه عشرون صحيفة، يقول وهب بن منبه: كان الملك على الأرض لمؤمنين وكافرين، المؤمنان هما: سليمان وذو القرنين، والكافران: نمرود وبختنصر.
صفحہ 37
وكان لإبراهيم (عليه السلام) سبعة عشر عاما حينما طرحه نمرود فى النار، ولما ماتت سارة بنت هارون أم إسحاق، تزوج قطور بنت يقطر، وأنجب منها ستة أبناء آخرين، وكان أول أبناء إبراهيم: إسماعيل وأمه هاجر القبطية جارية سارة التى وهبتها لإبراهيم، وكان إسماعيل يكبر إسحاق بثلاثة عشر عاما، ويقال: إنه بعد ولادة إسحاق عاش إبراهيم عشرين سنة أخرى، وقالوا: خمسة وسبعين عاما، ويقولون: إن يعقوب ولد فى حياته، وعاش مائة وسبعة وأربعين عاما، ولما مضى يوسف إلى مصر كان يبلغ من العمر مائة وثلاثين عاما، وكان يعقوب وعيص توأمين وماتا فى يوم واحد، ودفنا فى قبر معا فى بيت المقدس، وعاش يوسف بعد يعقوب أربعة وخمسين عاما، وجاء فى مجمع البيان لأبى على الطبرسى أنه عاش بعد أبيه ثلاثة وعشرين عاما، وهو أول أنبياء بنى إسرائيل، وبعده وصلت النبوة إلى روبيل بن سهودا. وكان عمر يوسف مائة وعشرة أعوام.
وكانت وفاة إبراهيم فى صلاة العصر فى يوم الخميس الثانى من شهر المحرم، وطال مرضه خمسة وعشرين يوما، وجعل إسحاق خليفة فى الشام وإسماعيل فى الحجاز، وعاش إسماعيل بعده أربعين عاما، وعمره مائة وسبعة وثلاثون عاما، وعاش إسحاق اثنتين وخمسين سنة وكان عمره تسعة وثمانين عاما، ويقال: إن عمر إبراهيم مائتا عام، وجاء فى جامع المعارف أنه عاش مائة وخمسة وسبعين عاما وهذا يوافق تاريخ اليهود والنصارى.
ومن عهد إبراهيم إلى يومنا هذا أى شهور سنة سبعمائة وسبع عشرة من الهجرة يبلغ ثلاثة آلاف وستمائة وسبعة وثلاثين عاما ويقال: ثلاثة آلاف وثمانمائة وتسعة عشر عاما، ويقرر أبو الحسن على بن عبد الله المسعودى أنه ثلاثة آلاف وأربعمائة وسبعة وتسعون، ويقول اليهود: ثلاثة آلاف ومائة وثلاثة وثلاثون عاما 27.
صفحہ 38